والله معاهم حق من طالبوا الناس بمقاطعة برامج ومسلسلات رمضان فما نراه اسفاف وهيافة وقلة ذوق علي كل القنوات دون استثناء يزيد عليه ذلك الاستفزاز الذي تخلقه كمية الاعلانات السابقة او اللاحقة المصاحبة لكل عمل.
للأمانة لا اشاهد الا ما تسمح به فترة الافطار لثلث الساعة قبل ان اتفرغ وأسرتي لصلاة المغرب والعشاء والتراويح التي لا نجد لها مكانا علي أي قناة أرضية أو فضائية مع اننا في شهر الله وفي تلك الفترة القصيرة يأتي برنامج رامز جلال واكل الجو وهو استمرار لبرامج سابقة استهدفت علي سنوات تدبير المقالب للضيوف ليسقطوا فيها ثم نشاهد بعد ذلك الانفعالات علي وجوههم وتصرفاتهم التي تتفاوت بين الانهيار والثبات ولا أعرف علي وجه الدقة صحة ما اذا كان الضيوف يعلمون يقينا بالمقلب وان ما يتم فقط هو افتعال الواقعية في المشهد وكأنه لا يعلم حتي يقنع المشاهدين.
كل البرامج السابقة كانت مقبولة حسب قوة المشهد او المقلب الذي «شربه» الضيف المسكين ولكن برنامج هذا العام الذي اخترعوا له ان يكون في الجو كان به من الخطورة التي لا اعرف كيف سمحت به سلطات الطيران المدني في الدولة التي تم تصوير الحلقات بها، فمهما قلنا للطيران قواعده وادابه وقوانينه حتي ولو كنت تطير علي طائرة بمحرك وتقودها بمفردك وابسطها الا تعرض نفسك او من معك اذا كنت قائد الطائرة للخطر وان تضمن سلامة ركابك ولا هزار او تنكيت في ذلك فالغلطة حتي ولو كانت غير مقصودة تساوي كارثة ولو وقعت علي الضيف الذي يضحك عليه مقدم البرنامج وإذا كان يعلم انه مقلب، فالانسان أي إنسان في الطائرة تنتابه اذا لم يكن متعودا بصورة دائمة علي المخاطر التي تتعرض لها رحلة طيران يمكن ان تصيبه ولو في حالة المقلب حالة الهيجان او الثورة الفجائية او الاصابة النفسية علي اقل تقدير من الخوف ان تهوي به الطائرة فما بالكم بمن يصرخ وبمن يلقي بنفسه من بابها الذي ينفتح فجأة حتي ولو سلمنا ان هذا متفق عليه ان يقفز انسان بالبراشوت وتلك رحلات معروفة في دول الخليج جيدا فهي كارثة.
من المعروف في عالم الطيران ان لكل طائرة برنامج طيران فهل في عرف الطيران المدني ما يسمح بالقيام بتلك القفزات البهلوانية بطائرة علي متنها ركاب حتي ولو قبلوا المخاطر؟ لا اعتقد ولم اسمع رغم قربي من عالم الطيران لسنوات كبيرة.. للامانة هناك تجاوز ولكن الكلمات الخارجة التي قوبل بها مقدم البرنامج والتي مع الأسف  وصلت رغم  محاولات اخفائها عندما تهبط الطائرة ويكشف نفسه وتظهر بوضوح حتي في حركات الشفايف تؤكد اننا امام برنامج حتي ولو حقق كل النجاح به خروج عن قيم الأدب والاخلاق ويفضح الوجه الآخر للنجوم القدوة. ولا يقول لي انسان اذا لم تعجبك القناة فأدر مؤشر الفضائيات لمحطة أخري فمع الأسف هناك علي الاقل فرد من كل اسرة قد يتصادف رؤيته للبرنامج فيتحقق الغرض منه، ماهي الضحكة او السعادة من وراء رؤية مثل هذا البرنامج وغيره لا شيء! ومن يحاسب ذلك الطيار الذي قبل تعريض حياة ركابه للخطر؟ الملايين التي صرفت علي هذا البرنامج تكفي لإطعام المسلمين الفقراء أما الثراء الذي تحققه القنوات من ورائها فحلال عليها خاصة ان هناك آلاف الشركات تدفع بسخاء مقابل الاعلانات.. ولكنها مطالبة ان تحترم جمهورها الذي تدخل بيته بلا استئذان