«أبو خليل» ينتظر الرحمة والشفاء.. فقد والدته وزوجته وابنتيه في حادث مروع

محمود فوزي أبو خليل
محمود فوزي أبو خليل

يرقد طريح الفراش، داخل مستشفى سوهاج، برفقة ابنته الكبرى، ينتظران الرحمة والشفاء، بعد إصابتهما في حادث مروع  بطريق قنا - سوهاج ، فقد فيه والدته وزوجته وابنتيه ، في مشهد كتب السطور الأخيرة لأسرة كاملة، في مشاهد مؤلمة لم يتحملها أحد من محبيهم.

محمود فوزي أبو خليل، تاجر محبوب هنا في فرشوط، ينتمي لعائلة تجارية كبيرة، لها سمعتها الطيبة في العمل الخيري، فهم لا يردون سائلا أو محتاجا، يقفون بجانب المحتاجين والفقراء والأيتام، يحملون في قلوبهم الخير للجميع، ليس بينهم خلافات مع أحد، يحبون الجميع ويحبهم الجميع.

اكتسب التاجر الشاب، كل هذه الصفات من أسرته،  بل بات بين اللحظة والأخرى ، يحاول أن يتخطى الجميع في فعل الخير، في محاولة منه أن يجبر بخاطر المحتاجين،  فلقد اشترى دنياه بالعمل الطيب وحب الخير والغير، فلقد كان محافظا على الصلوات ، يقيم الليل،  حافظا لكتاب الله.

كل ذلك جعل الجميع يحزن على إصابته في حادث مروري مروع، على طريق قنا- سوهاج، كان برفقة ابنته الكبرى،  وزوجته ووالدته وابنتيه سارة وآسيا، تسارع الجميع بالذهاب إلى سوهاج للاطمئنان عليه وعلى ابنته، وانهاء إجراءات تصريح دفن والدته وزوجته وابنيه، بعد أن لقوا مصرعهم في الحادث الذي هز مراكز ومدن شمال قنا بأكملها وليس فرشوط التي يقطن فيها هو وأسرته.


مشاهد الحزن في هذا الحادث متكررة، كلها حزن، بدأت بالحادث الذي وقع فجأة، صور لرخصة متداولة عبر فيسبوك وصورة لسيارة أصبحت كوم حديد، يبحث الجميع عن صاحبها، ونزيف الدم داخل السيارة، وعلى الأسفلت،  رجل لا يستطيع انقاذ والدته وزوجته وأطفاله الثلاث، بعدما كان سندا وعونا لهن، يتمنى أن يمرض دون أن يمس أحد منهن أي مكروه، يحلم كل يوم برسم حياة أفضل لهن، فجأة تحول ذلك إلى كابوس مقلق للجميع.

لم تتوقف مشاهد الحزن عن ذلك الحد،  بل زادت من قسوتها في وجود 4 جثث داخل المشرحة، وهن والدته وزوجته وابنتيه، وهو يرقد طريح الفراش ومعه ابنته الكبرى،  ينتظران الرحمة والشفاء، ومشاهد أخرى مؤلمة مست قلوب المحبين لهم، الذين هرولوا إلى سوهاج في رحلة كانت طويلة بالرغم من مدتها ساعتان ، يسابقون فيها الزمن، فلعل الأمر يكون مختلفا، ولكن عندما وصلوا هناك وجدوا الأمر حقيقة ، عاد البعض منهم بالجثث الأربعة لدفنها في مدافن العائلة بفرشوط، في مشهد مهيب، ومكث البعض هناك يجلس بجوار التاجر وابنته،  لعل الله ينجيهما من الإصابة،  خاصة بعد أن تحولت صفحات فيسبوك هنا، إلى الدعاء بالرحمة والشفاء.

اقرأ أيضا:  استاذ أغذية بجامعة جنوب الوادى تقدم روشتة لحماية الصحة من الملوثات الغذائية