نقطة نظام

من أجل أن يظل «بيت العيلة» مفتوحا

مديحة عزب
مديحة عزب

نعم لقد ساورنى هذا الأمل وأنا أشاهد الاحتفال بمرور عشر سنوات على إنشاء بيت العائلة فى مصر، وعندما استمعت لكلمتى كل من فضيلة شيخ الأزهر وقداسة البابا قلت لنفسى وليه لأ ؟.. ليه مايكونش لسه فيه أمل فى تجديد الخطاب الدينى فى مصر؟.. فمصر بلد محروسة فعلا بعناية المولى سبحانه وتعالى.. كانت وستظل وطنا يتسع للجميع وشعبها مبارك كما ذكرتها الكتب المقدسة.. وطنا يقبل التعددية ويلتزم بالوسطية ويتسم بالإنسانية برغم أنف الإرهاب الذى لا يزال يطل علينا برأسه بين الحين والآخر وبرغم المقاومة المستميتة للدعوة التى أطلقت منذ سنوات فى مصر لتطهير كتب التراث من كل ما يتناقض مع النص القرآنى سعيا لتصحيح العديد من المفاهيم الدينية المغلوطة ولتحقيق تجديد فعلى فى الخطاب الدينى، فللأسف حتى الآن لا تتجاوز الدعوة لتجديد الخطاب الدينى مرحلة الأمانى الطيبة.. وكم شرحنا وقلنا إن التجديد لن يمس الثوابت وإنما يراد به تطهير التراث من كل الخرافات والبدع التى كتبها الأوائل واختلقوها من خلال العديد من الأحاديث االمدسوسة والمنسوبة ظلما إلى النبى صلى الله عليّ وسلم، كذلك اجتهاداتهم فى تفسير النص القرآنى والتى جاءت فى كثير من الآيات مغلوطة تماما بل وتتناقض مع النص، الأمر الذى أحدث لبسا عند الكثيرين وخلق فى كثير من الأمور روحا إرهابية لا يزال هناك من هو مقتنع بها كل الاقتناع وتمثل ماكينة لتفريخ الإرهابيين.. المدهش أنه لحكمة لا يعلمها إلا الذين فعلوا ذلك فكم من كتب مطروحة إما فى المدارس أو الكليات المتخصصة أو المكتبات الدينية تضم أحاديث قالوا عنها إنها ضعيفة واعترف واضعو المناهج بأنها ضعيفة ومع ذلك لا يزالون يتعاملون معها على أنها «دين» ويريدون منا أن نعتبرها نحن أيضا كذلك.. ولنا أن نتصور بالتالى كم حكما دينيا بنى على هذه الأحاديث الضعيفة حتى ولو كانت تتناقض مع صريح النص القرآنى.. وليس بجديد إذا قلت إن المجامع الفقهية بعالمنا لا تزال تضع النص القرآنى فى ذيل اهتماماتها ولا تزال تقدم مرويات السُنة على أحكام القرآن فى فقهها، فهل بعد ذلك جحود.. وبنفس الحماس يتم اتهام كل من يدعو إلى الإصلاح الدينى بالتفريط فى الثوابت.. يا سادة حكموا ضمائركم فى من الذى نشر الإرهاب والتعصب والكراهية الإصلاحيون أم كتب التراث.. أليست كتب التراث هى التى ذكرت أن من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو فقد مات على الشرك.. أليست هى من ذكرت حديثا يقول بعثت بالسيف وجعل رزقى تحت حد سيفى وأمرت أن أقاتل الناس.. من الذى قال إن الذنوب التى ارتكبها المسلم يتحملها عنه يوم القيامة المسيحى واليهودى، من الذى حكم باستحلال دم المسلم حتى لو ترك فرضا واحدا من الصلاة.. من الذى كفّر كل من مات على غير الإسلام وجعل الجنة حصريا للمسلمين فقط الإصلاحيون أم كتب التراث؟. ومن الأشياء التى تدعو للبكاء أن مؤسساتنا الدينية تتباهى بإصدار ما يقارب المليون فتوى فى السنة بينما لا معنى لذلك فى رأيى أنهم قد جعلوا منا أطفالا يتعلقون بجلباب أبيهم مخافة الضياع أو الفقد.. أغرقونا فى تفاصيل التفاصيل وشغلونا عن النهوض بأى شيء قرونا وقرونا حتى صرنا مشلولى العقل مسلوبى الإرادة.. لقد صارت علاقة المواطن برجل الدين أشبه بعلاقة الطفل بأمه وصارت الملايين لا يستطيعون عبادة الله بغير وكيل حصرى..
وأخيرا لعلها مناسبة الآن بمناسبة الاحتفال ببيت العيلة أن يصدر القائمون على مؤسساتنا الدينية قرارا شجاعا بمراجعة جميع كتب التراث وتطهيرها من كل ما لا يمت للإسلام بصلة، وهو الأمر الذى ليس أمامهم مفر منه أبدا..
ما قل ودل:
لما تلاقى نفسك مبسوط ادخل نام قبل ما حد ينكد عليك..