وقفة

المحليات وحماية النهر الخالد

أسامة شلش
أسامة شلش

بصراحة يستفزنى كل يوم ما تعلنه وزارة الرى من أرقام حول إزالات للتعديات على النيل، الرقم ليس بالآحاد ولا العشرات ولكن مع الأسف بالآلاف وهذا شئ محزن للغاية وكأنه لايكفينا تعنت إثيوبيا وتهديدها لمصدر الحياة فى بلدنا وهو نهر النيل الذى قامت على ضفافه حضارة المصريين منذ الفراعنة وحتى الآن. التعديات هى صورة للتسيب والإهمال من مسئولى المحليات على مستوى الجمهورية كلها من شرقها لغربها وشمالها وجنوبها فلو أن مسئولا واحدا على أى مستوى وظيفى داخل وحدة محلية بمفردها راعى ضميره وأدى دوره بلا محسوبية أو تفتيح للمخ ما حدث ما نراه وما سمعنا عن تلك الكمية المخيفة من التعديات التى تكلف الدولة بجانب تشويه النهر الملايين والملايين لإزالتها سواء فى الحملات المجمعة أو الفردية. لدينا من القوانين ما يمكننا ويمكّن أجهزتنا التنفيذية من منع الكارثة أو التعدى قبل أن يقع ولكننا نغمض العين عمدا لأسباب يعرفها الفاسدون فقط، والنتيجة أن الضحية هو نهرنا الخالد الذى تغنى به الشعراء ومازالوا والذى سيظل هبة الله لمصر مهما كان حقد الحاقدين والطامعين سواء إثيوبيا أو غيرها. نيلنا هو مصدر الحياة لنا جميعا والمحافظة عليه وحمايته هى واجبنا، وأتعجب حتى الأسبوع  الماضى ورغم تشديد العقوبات والحملات مازالت التعديات تقع وبشكل سافر، وجميل أن تعلن وزارة الرى عن حجم الإزالات ومواقعها وأى المناطق أشد فى المخالفة ولكن هل سيظل دورناهو ما تقوم به الرى من الازالة أم أن هناك دورا لأجهزة أخرى هى المسئولة أصلا عما يحدث وهى المحليات المتقاعسة عن أداء دورها، لو نظرنا إلى تلك النقطة لعرفنا من أين تبدأ المشاكل، فموظفو المحليات لايؤدون دورهم الرقابى فى حماية نهر النيل وللأسف لم نسمع من مسئول عنها أن موظفاً أحيل للنيابة للتحقيق أو آخر تم فصله لأنه أهمل أو تواطأ أو تقاضى رشوة ليغمض عينه.. أليس لدينا القدرة على المواجهة الصحيحة بوقف هذا العبث الذى ندفع جميعاً ثمنه، فالأمر جد مكلف ومخيف. اليوم نجد نقطة الماء  والخوف فى الغد الذى نتهدد جميعا بالا نلقاها أو تشح عندنا ، إننى أناشد اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية بأن يكون دور المحليات أكثر إيجابية فلا يعقل فى ظل ما تقوم به الدولة من إنجازات أن يكون بيننا من يشوه الصورة.. بترهم أفضل وكم تحتاج وزارة الرى إلى مساعدة حقيقية لوقف مايحدث على ضفاف النهر الخالد.