كتب: ضياء جميل
لو أن كل من ضاقت الحياة عليه اتجه إلى الطريق الحرام، ولو أن كل مطلقة اتجهت إلى الانحراف والإتجار في الممنوعات، لامتلأت السجون بالكثيرين والكثيرات.
المتهمة التقطت فكرة تجارة الأدوية من إحدى القنوات التي تحتشد بإعلانات عن سلع ومنشطات مهربة أو من إنتاج بير السلم، وبدأت ممارسة النشاط الإجرامي مع شريكها حتى سقطت الأسبوع الماضي في قبضة رجال المباحث.
ولاء سيدة في نهاية العقد الثالث من العمر من أسرة بسيطة الحال بمنطقة حدائق القبة، وهبها الله قدرًا من الجمال، بدأت مأساتها عندما انفصلت عن زوجها وتخلى الجميع عنها ومن وقتها، وهي لا تدرى ماذا تفعل، وفي يوم ما أثناء جلوسها في منزلها تشاهد التلفزيون وقعت عيناها على إعلانات الأدوية بإحدى القنوات التي تروج للمنشطات وغيرها، فاختمرت في ذهنها فكرة تجارة الأدوية حيث المكسب الوفير، بدأت تخطط ولاء جيدًا في كيفية تنفيذ الفكرة وعرضت الأمر على صديقها حسن الذى سرعان ما رحب بالفكرة، دخل الاثنان عالم الأدوية والمنشطات، وبدءا يتحصلان عليها من بعض مندوبي الأدوية مقابل مبلغ مالي وتقوم ولاء بتخزينها داخل شقة بمدينة نصر، استمرا على هذا الحال بضعة أشهر حتى استطاعا تكوين ثروة كبيرة حصيلة نشاطهما المشبوه، وبمرور الأيام قررت ولاء أن توسع النشاط واشترت كمية كبيرة من الأدوية والمنشطات المهربة بالاستعانة بحسن وبدأت تعرضها على التجار بالقاهرة الكبرى حتى ذاع صيتها، وبطبيعة الحال وصل الأمر إلى رجال المباحث الذين اتخذوا تدابيرهم وسرعان ما ألقوا القبض عليها.
قبل أيام قليلة كان اللواء محمد عبد الله مدير الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة بقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة يتابع نشاط الإدارة في تتبع المخالفين والفاسدين، وفجأة أخبره أحد الضباط بأن هناك سيدة تدعى ولاء مقيمة بمنطقة حدائق القبة تمارس نشاطًا واسع النطاق في مجال الإتجار في الأدوية والمنشطات مجهولة المصدر وغير مصرح بتداولها بالأسواق وغير مسجلة ومهربة من الخارج دون سداد الرسوم والضرائب المستحقة عنها واتخاذها من الشقة محل سكنها بدائرة قسم شرطة مدينة نصر أول وكرًا لممارسة ذلك النشاط الإجرامي وتحتفظ بداخل الشقة على كميات كبيرة من تلك الأدوية والمنشطات، بلاغ خطير منذ بدايته على الفور أخطر اللواء محمد عبد الله اللواء دكتور علاء عبد المعطي مساعد وزير الداخلية لقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة الذى أمر بسرعة تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى للقبض على المتهمة.
الصفقة الأخيرة
وعقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع الجهات المعنية تم استهداف المذكورة حيث تمكن اللواء أسامة جلال والعميد حمدي بدوي من ضبطها وبتفتيش الشقة المشار إليها تم ضبط 31,440 ألف قرص منشط، زجاجة تحتوي على كمية من الزئبق الأبيض والذى يتم استخدامه في أجهزة قياس الضغط وترمومتر قياس حرارة، هاتف محمول بفحصه تبين أنه محمل بالعديد من المحادثات بينها وبين العديد من عملائها تدل على نشاطها المؤثم وقد قدرت القيمة السوقية للمضبوطات بحوالي 750 ألف جنيه وبمواجهة المتهمة أقرت بنشاطها الإجرامي على النحو المشار إليه بالاشتراك مع آخر مقيم بمحافظة الشرقية حيث أمكن ضبطه وبحوزته هاتف محمول بفحصه تبين أنه محمل بالعديد من المحادثات الدالة على نشاطه المؤثم وأقر بنشاطه الإجرامي بالاشتراك مع المتهمة الأولى.
قالت المتهمة ولاء أمام رجال المباحث: أنا ندمانة على اللى عملته بس مكنتش اتوقع إن حالي يوصل لكده، افتكرت إن تجارة الأدوية مفهاش عقوبة كبيرة بس انا كنت عاوزة اكسب فلوس في وقت قصير وخصوصا بعد ما انفصلت عن جوزي وحالتي بقت صعبة ومحدش وقف جمبي، تستطرد المتهمة في حديثها انا وحسن كونا عصابة واشترينا الأدوية والمنشطات المهربة وكنا بنبيعها وبنكسب فيها كتير لحد ما قررنا نعمل صفقة كبيرة بس ملحقناش لقينا رجال المباحث قبضوا علينا وحرزوا الأدوية كلها.
تحرر المحضر وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.
