رأى

دقيقة حتى ينتصف الليل

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

هو مصطلح يشير إلى قرب نهاية العالم استخدمه العلماء للتحذير من كارثة التغيرات المناخية التى باتت تهدد كوكب الأرض وتدخلات الإنسان الجائرة.. وما قمة «جلاسكو» التى حضرها قادة العالم مؤخرا إلا استجابة لصرخة كوكب يموت ومخاوف حقيقية حذر منها العلماء طويلا وسمعها الإنسان دون التفات ومضى فى غيه يفسد البر والبحر.
حتى إذا رأينا بأم رأسنا إرهاصات الكارثة من حرائق التهمت 285 ألف كيلومتر من الغابات منذ عام 2020 إضافة إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير والتصحر والجفاف ومئات من القتلى والجرحى حتى استشرفنا المستقبل القريب ينبئ أيضا بذوبان القطب الشمالى بالكامل بحلول عام 2050 واندثار مدن عامرة مثل لندن وفينيسيا وأمستردام ولشبونة وشمال قارة أفريقيا وحتى مدينة الإسكندرية!
نعم حتى الإسكندرية الجميلة الماريا عروس البحر المتوسط وتاريخ الحضارة والمجد قد تختفى من الخريطة أيضا فهى على بعد حجر واحد من الكارثة ومعها أجزاء من خمس محافظات مصرية هى البحيرة وكفر الشيخ والدقهلية ودمياط وبورسعيد ولم لا ونحن جزء من هذا الكوكب المسكين ومنسوب البحر المتوسط يهدد بارتفاع يغمر مساحات من أرض الدلتا بالمياه وتداخل مياه البحر المالحة مع المياه الجوفية وخطر ذلك على أعمال الرى مما دفع الدولة إلى البدء فى مشروع التكيف مع التغيرات المناخية لحماية الدلتا من الغرق والذى بدأ منذ عام 2019 وانتهى بالفعل 60%من أعماله لحماية مصالح وأرواح 17 مليون نسمة.. ومع ذلك وطبقا لكلام الخبراء فلا أحد يأمن غضبة الطبيعة.
إنها قمة الأمل والنداء الأخير تتوسل خفض الإنتاج الصناعى واستهلاك الوقود ومخلفات الصناعة لتحجيم الانبعاث الحرارى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأجيال تأتى بعدنا لن تسامحنا ولن تغفر لنا عبثنا بالكون ولن نلقى منها سوى اللعنات تطاردنا فى قبورنا جزاء وفاقا لما فعلناه بكوكبنا المقهور.