عاجل

مواهب الزمن الجميل تحتاج الاكتشاف.. والتكنولوجيا أبرز التحديات

فاطمة عيد تستعيد ذكريات الأغانى التراثية
فاطمة عيد تستعيد ذكريات الأغانى التراثية

دينا درويش- فاطمة مبروك - ياسمين سامى - عمر يوسف - ميادة عمر

فاطمة عيد تستعيد ذكريات الأغانى التراثية

الموسيقى الشعبية ميراث الأجداد..والأطفال أكثر المبهورين بكلماتها

«يا حضرة الأراجوز قولى.. نعم يا عمدة عاوز إيه.. منين يروحوا لمتولى.. امدح نبينا وصلى عليه»، اشتهرت تلك الكلمات التى ألفها الراحل صلاح جاهين كجزء من عرض الليلة الكبيرة، فى حوار بين «الأراجوز» والعمدة وهو يصف له طريقا مضللا بشكل فكاهى وضاحك، ليختتم العمدة الحديث بـ «دى وصفة سهلة.. دى وصفة هايلة..

مع السلامة يابوعمة مايلة»، فنون متعددة جمعها هذا العرض بين الأراجوز والماريونت والغناء التراثى والأمثلة وغيرها من الفنون الشعبية والتراثية التى أصبحت مهددة بالاندثار من ساحات الفنون خاصة فى ظل التطور التكنولوجى الهائل فى العالم، واتجاه الأطفال والكبار أيضًا للاهتمام بالفنون المتقدمة على حساب القديمة منها، ومع ذلك هناك من يسعى جاهدًا للحفاظ على هذا الإرث الهائل من الفن والمواهب، لذا حرص «شباب زون» على الحديث مع الكوادر التى تبذل الكثير من الجهود لمواكبة العصر ولازالت تتقن أنواعا مختلفة من الفنون والفلكلور التى أصبحت مهددة بالاختفاء.

«ادلع يا عريس يا بو لاسه نايلون..

ادلع يا عريس وعروستك نايلون» و«افرحى يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة»، وغيرها الكثير من الأغانى التراثية التى ارتبطت فى أذهاننا بالأفراح وليالى الزفاف الطويلة، والتى يجتمع فيها الصغار والكبار، نساءً ورجالًا، وترتفع أصوات الطبلة والدُف، ويغزوها أصوات الزغاريد التى تنطلق من حناجر مغلفة بالفرحة والسعادة، فالأفراح والمناسبات هى التى تظهر فيها بكثرة أغانى التراث الشعبية التى يحبها الجميع، وتناقلها الأبناء عن الأجداد، فكل مرحلة من مراحل الفرح ترتبط فى عقولنا بأغانٍ محددة..

يبدأ الفرح بـ «ليلة التنجيد» ويجتمع أهل العروسين للإعلان عن بداية الأفراح واقتراب موعد الزفاف ويغنون «ما تعلّى باب الأوضة يا واد يا بنا..

وعلى باب المندرة يا واد يا بنا»، ثم تأتى ليلة «نقل الأثاث» من منزل العروسة إلى عش الزوجية، يبدأ الجميع فى الغناء من حول السيارات فنسمع «افرحى يادى الأوضة.. جياكى عروسة موضة..

افرحى يادى المندرة.. جياكى عروسة سكرة».
ننتقل بعد ذلك إلى الاحتفال بـ «ليلة الحنة» والتى تكون غالبا فى بيت العروسة فنجد العروسة تجلس وسط صديقاتها وتتولى احدى السيدات رسم الحناء على يديها، ويبدأ أهلها وأقاربها فى الغناء على دق الطبلة فنسمع «مدى ايدك يا عروسة.. مدى ايدك للحنة..مدى ايدك يا عروسة..

مدى ايدك واتحنى»، المشهد لا يختلف كثيرًا فى منزل العريس، فنجد الأهل والأصدقاء يعدون له حفلة وداع العزوبية يغنون فيها «حلال عليك ست الحلوين.. عرفت يا عريسنا تنقى»

إلا أن المشهد تبدل بشكل كبير فى الوقت الحالى، وباتت الأغنية الشعبية على شفى حفرة من الاندثار، بعد أن أصبحت أغانى المهرجانات جزءًا أساسيًا من الأفراح وليالى الزفاف، حتى أن الكثير من الأجيال القادمة لم تعد تعرف شيئا عن الأغانى التراثية التى أحيت أفراح آبائهم وأجدادهم.

تقول المطربة الشعبية فاطمة عيد لـ «الأخبار» إن الأغنية الشعبية والتراثية لا زالت موجودة ولن تموت لأنه ميراث الآباء والأجداد، وتابعت «فى الوقت الحالى أصبح أى مطرب بيعتقد ان هذا النوع من الاغانى درجة تالتة ويرفضوا يغنون كما أن المطربين الشعبيين بمعناها الواسع اللى زيى لم يعد لهم وجود بعدما رحل محمد رشدى وشفيق جلال ومحمد العزبى وعايدة الشاعر والفنانة المعتزلة ربنا يديها الصحة والعافية المطربة العظيمة ليلى نظمى».

وأضافت» انا الآن الوحيدة التى أعمل الآن على إحياء الأغانى التراثية، وألاحظ فى حفلاتى إقبال الجمهور بشراهة وحب متدفق لهذا اللون من الغناء، مش بس كبار السن ولكن العجيب أن الأطفال والشباب يحبوه جدا وأى غنوة شعبية أو تراثية بنزلها على السوشيال ميديا تلاقى اقبالًا كبيرا جدا».

وأشارت إلى أن الدولة لها دور كبير فى تشجيع الأغنية الشعبية من خلال الحفلات والبرامج كما أنها مسؤولية الإعلام المسموع والمرئى، وكذلك مسؤولية الشعراء، الذين يجب أن يكتبوا أغانى شعبية تراثية، وتشجيع كل مطرب شعبى يغنى بشكل هادف، أما عن الفارق بين الأفراح قديمًا وحديثًا فتقول «الافراح قديما كانت تقام ليلتين ليلة للنساء وليلة للرجال وكانت الأدوات الموسيقية هى الربابة والارغول والطبلة والكولة العفاطة دا كان اسمها زمان».

وتابعت «كانت الأغانى عبارة عن مواويل هادفة أو أغانٍ تراثية أو شعبية مؤلفة للعريس والعروسة.. أما الآن الأفراح تعتمد على الموسيقى الصاخبة وليس الطرب هى للرقص فقط والأفضلية للمطرب اللى يرقص الناس أكتر».

إقرأ أيضاً |فيديو| تامر أمين يستهل برنامجه الجديد بـ«الطبل البلدي»