محمد سعيد.. شارلى شابلن مصر

«البانتومايم».. قدم عرضا تحت الماء بشرم الشيخ لتشجيع السياحة

الأراجوز
الأراجوز

«يا حضرة الأراجوز قولى.. نعم يا عمدة عاوز إيه.. منين يروحوا لمتولى.. امدح نبينا وصلى عليه»، اشتهرت تلك الكلمات التى ألفها الراحل صلاح جاهين كجزء من عرض الليلة الكبيرة، فى حوار بين «الأراجوز» والعمدة وهو يصف له طريقا مضللا بشكل فكاهى وضاحك، ليختتم العمدة الحديث بـ «دى وصفة سهلة.. دى وصفة هايلة..

مع السلامة يابوعمة مايلة»، فنون متعددة جمعها هذا العرض بين الأراجوز والماريونت والغناء التراثى والأمثلة وغيرها من الفنون الشعبية والتراثية التى أصبحت مهددة بالاندثار من ساحات الفنون خاصة فى ظل التطور التكنولوجى الهائل فى العالم، واتجاه الأطفال والكبار أيضًا للاهتمام بالفنون المتقدمة على حساب القديمة منها، ومع ذلك هناك من يسعى جاهدًا للحفاظ على هذا الإرث الهائل من الفن والمواهب، لذا حرص «شباب زون» على الحديث مع الكوادر التى تبذل الكثير من الجهود لمواكبة العصر ولازالت تتقن أنواعا مختلفة من الفنون والفلكلور التى أصبحت مهددة بالاختفاء.

 

بدون كلمات أو أدوات يرسم الابتسامة على وجهك فى دقائق معدودة من خلال فنه الصامت الذى لم يعد منتشرًا كثيرًا فى عصر السرعة وزمن التكنولوجيا، لقبه الجمهور بصانع السعادة فهو الفنان الشاب محمد سعيد والذى سخر جزءا من وقته لإسعاد الناس فى الشوارع وداخل قطارات مترو الأنفاق وفى المستشفيات والجامعات عن طريق ممارسة هوايته المفضلة وهى التمثيل الايحائى الصامت أو ما يعرف بفن “البانتومايم” ويتجول فى كل أنحاء مصر لإسعاد الناس وتعريفهم بهذا الفن غير المنتشر.


بدأ محمد سعيد صاحب الـ ٢٨ عاما مشواره كممثل مسرح إلى جانب دراسته للفلسفة فى كلية الآداب جامعة حلوان على مسرح الجامعة، وجذب انتباهه أحدهم وهو يمارس هذا الفن الذى يعبر عن الأفكار والمشاعر عن طريق الحركات الإيحائية للجسد ويحتاج لقدر كبير من الخيال مع تركيز وقدرة على التحكم فى عضلات الجسد وتسمع فى خلفية العرض موسيقى خاصة، ومنذ ذلك الحين بدأ محمد فى ممارسة هذا الفن بنفسه ووجد فيه طريقا ليس فقط لإظهار موهبته ولكن أيضا لرسم السعادة على وجوه الناس.

 

رفع مؤدى البانتومايم شعار “إنك تضيع عمرك فى سبيل ضحكة أفضل بكتير من إنك تدور على سبب الأحزان” و”رسم الضحكة أصعب من إبكاء شخص”، وحصل على العديد من التكريمات والجوائز وتم تكريمه كأفضل ممثل بانتومايم بالجامعة وكومديان وشارك فى مهرجان العالمى بعنوان ١٠٠ ألف مهمة تغيير وشارك فى التحكيم فى أحد المهرجانات الدولية.


وقال سعيد انه يعمل فى مجال خدمة العملاء بأحد البنوك صباحا أما بعد انتهائه من عمله الصباحى فهو مخرج وممثل ومدرب تمثيل بانتومايم وهو هو التمثيل الإيمائى الصامت، وهدفه إسعاد الناس فى كل مكان لذا طاف جميع المحافظات المصرية،ويكمل “الفن ده لغة الناس بتفهمها وتنبسط بيها، بنستخدم إيحاءات وإيماءات بشكل صامت لكن بتسعد الناس وهو دا الهدف، ويعتمد بشكل كبير على التركيز بجانب التحكم فى عضلات الجسم، ودا شيء بيبسط الناس وبقينا نقدم العروض بتاعتنا على مسرح ساقية الصاوى وغيرها من المسارح”.


و قدم سعيد صانع السعادة أول عرض لفن البانتومايم تحت الماء فى مدينة شرم الشيخ حيث حبس أنفاسه لمدة ٦٠ ثانية تحت المياه وقدم عرضا ممتعا لموهبته الفنية لتشجيع السياحة تحت مياه البحر الأحمر وسط الشعب المرجانية، وواجه محمد صعوبة فى ممارسة «البانتومايم» تحت المياه حيث تحتاج إلى تحكم قوى فى الجسم وقوة ضغط كبيرة حتى لا يفسد ضغط المياه الحركات التى يقوم بها لكن فى النهاية استطاع أن يقدم العرض الفنى بجدارة.


وأوضح أن أصل كلمة البانتومايم يعود إلى كلمة يونانية من مقطعين panto وتعنى الانبهار وmime وتعنى التقليد فيصبح معنى البانتومايم “الانبهار من التقليد” ،ويذكر أن بدايات هذا الفن ترجع إلى المصريين القدماء حيث إن الملك عندما كان لا يحضر المعركة كان بهلوانات البلاط يقومون بالتمثيل الصامت أمام الملك ليشرحوا له المعركة وذلك عن طريق تأدية حركات تقليد ورقصات بغرض التعبير ولكن هذا الفن تطور أكثر على يد اليونانيين الذين قدموه على المسارح.


ويقول “ فن البانتومايم أو التمثيل الصامت ببساطة هو تجسيد الفراغ فمثلا أنا بتعامل مع أى شئ غير موجود باعتباره مرئيا وموجودا كحبل يتم سحبه أو كوب من الماء نشربه مع انه غير موجود أو مرئي”.


ويقدم صانع السعادة أو شارلى شابلن مصر هذا الفن بلا مقابل لإسعاد الناس وكل ما يسعى إليه هو ترسيخ ثقافة فن البانتومايم، وأن يعرف المواطنون أن هناك فنا صامتا يمارسه البشر فى مختلف دول العالم وأن تقام مدارس لتعليم البانتومايم فى العالم العربى.

إقرأ أيضاً | الأراجوز يضفي البهجة والسرور على أطفال أسيوط