انضمام فرد جديد لعائلة الدمى المرعبة

الدمى المرعبة
الدمى المرعبة

إشراف : ريزان العرباوى

التلاعب فى مصنع خيال الطفل أسلوب متبع فى نمط بعض الأعمال الفنية التى تندرج فى نطاق الرعب والإثارة.. نشاهد فى بعض أفلام الرعب تعرض الأطفال لقوى الشر والأرواح الخفية مع فكرة تحويل دمى الأطفال إلى دمى مسكونة لتصبح رمزا للشر وآلة للقتل.. تلك الدمى المرعبة ليست جديدة لكنها فى استمرار, وانضم مؤخراً لعائلتها دمية استخدمت ضمن أحداث المسلسل الكورى “سكواد جيم” ونالت شهرة كبيرة لتدخل ضمن ألعاب الفيديو جيم والألعاب الإلكترونية التى يستخدمها الأطفال.. فما مدى خطورة تعرض الأطفال لمحتوى مرعب عنيف ودموى مع تغيير مفهوم الثوابت لديهم؟ ولماذا يتم تشويه معنى الطفولة وتوظيف رموزها فى الشر والرعب؟.

حولت بعض الأفلام مفهوم التسلية والمتعة وحب الدمى الذى يجده الأطفال فى الألعاب المفضلة لديهم, لتصويرها بشكل مرعب واستخدامها كرمز للشر والرعب وآلة قتل وحشية دموية تتحول لمصدر خوف بعد أن كانت مصدر أمان للأطفال. ومن أشهر الأفلام الأجنبية التي نجح بعضها في تشويه صورة “الدمية صديقة الطفل” لتصويرها ككائنات مسكونة من قبل أروح شهيرة.

«الدمية تشاكى»

ظهرت الدمية تشاكي لأول مرة في فيلم “Child’s Play”في عام 1988, وكانت تسكن الدمية روح شريرة وكانت ملكا لأحد القتلة الخطرين تحاول باستمرار أن تنتقل إلى جسم الإنسان بهدف الانتقام.

ظهرت الدمية تيفاني في الأربعة أجزاء الأخيرة لفيلم”تشاكي”وتشترك تيفاني مع تشاكي في جرائم القتل, ولكنها على عكس تشاكي تقتل فقط من يستحقون القتل من وجهة نظرها,وتسعى تيفاني أيضا إلى نقل روحها إلى جسد بشري, وتبتكر في وسائل القتل التي تستخدمها.

“أنابيل”

ظهرت الدمية أنابيل في فيلم رعب أمريكي يحمل نفس الاسم من إنتاج عام 2014 للمخرج جون ليونيتي, بعدما اشترى أحد الأزواج تلك الدمية كهدية لزوجته, اكتشفا أنها مسكونةوتحاول إلحاق الضرر بهما وبإبنتهما.

قصة أنابيل مأخوذة عن قصة حقيقية لإحدى الدمى الموجودة حاليا في متحف “وارنز” في بلدة مونروي بولاية كونيتيكت الأمريكية, أهدت إحدى السيدات دمية نادرة لإبنتها الممرضة في عيد ميلادها, ولكن بعد فترة اكتشفت الفتاة أن الدمية تقوم بتصرفات غريبة فلجأت إلى وسيط روحاني, إلا أن الدمية ظلت كما هي, في النهاية أودعت الدمية داخل صندوق زجاجي فى المتحف مع وجود تحذير بعدم فتح الصندوق.

دمية التكلم البطني

ظهرت دمية التكلم البطني في فيلم”Dead Silence”في عام 2007 للمخرج جيمس وان, يبدأ الفيلم بوصول أحد الطرود مجهولة المصدر إلى الزوجين جيمي وليزا, وكان الطرد عبارة عن دمية التكلم البطني “بيلي” عند عودة الزوج يجد زوجته مقتولة,فيحاول جيمي جمع بعض الأدلة حول مقتل زوجته ليصل في النهاية أن الدمية هي الفاعل الحقيقي.

براهمز

دمية خزفية على شكل صبي في الثامنة من عمره, ظهرت في الفيلم الأمريكي الصيني.”The Boy “عام 2016

يبدأ الفيلم بتوظيف إحدى العائلات لامرأة شابة كمديرة منزلهم لرعاية ابنهما, وتفاجأ المرأة بأن الطفل ما هو إلا دمية خزفية,لتكتشف المرأة بأن الصبي الحقيقي توفي قبل 20 عاما في عيد ميلاده, وأن روحه تسكن تلك الدمية.

دمية المهرج

ظهرت دمية المهرج في الجزء الأول والثاني من فيلم”Poltergeist” يحكي الفيلم قصة عائلة سكنت إحدى المنازل المسكونة بالأشباح, وكانت تلك الأشباح تتصرف بطريقة مقبولة في البداية إلى أن أصبحت شريرة, لتقوم باختطاف أحد الأطفال خلال الأحداث.

وعن التأثير النفسى والربط بين جرائم القتل والمشاهد المرعبة بالأطفال تقول د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس: “دائما أرى أن الدراما مدرسة سواء سينما أو تلفزيون أو مسرح, لكن للأسف الشديد الوضع يسير نحو الانحدار ونحتاج إلى اعادة نظر فى البرامج المقدمة والموضوعات التى تستهدف الأطفال, فما يقدم ما هو إلا تشويه لمعنى الطفولة يجردها من البراءة وسماتها الجميلة ومميزات المراحل العمرية المختلفة, واستخدام الدمى المرعبة كرمز للشر والرعب مسألة ابتدعها الغرب وقمنا بتقليدها ونسخها دون فهم أثارها وأبعادها النفسية التى قد تؤدى إلى زيادة معدل الجريمة بتكرار تعرض الطفل لتلك المشاهد التى أصبحت تلاحققه حتى فى ألعابه, فتسبب له تبلد فى المشاعر واستساغة العنف ومع غياب بديل يمتص نشاط الطفل وغياب البدائل هو سبب أساسى لاستيراد دراما من الخارج بالرغم من أننا نعتبر أساس الدراما إلى جانب عدم تشجيع الفن الراقى فتح الأبواب أمام كل ما هو مشوه وغير مشروع وأصبحنا كل يوم أمام جريمة تدمى لها القلوب, الجانى والمجنى عليه أطفال منهم مازال فى المهد, نسمع عن طفل صغير لم يتجاوز عمره ست أعوام يقتل أخوه الرضيع ظنا منه أنه سينهض من جديد مثل أفلام الكارتون,فتلك المشاهد تجعل سلوك الطفل أشد عدوانية ويمكن أن يؤمن الطفل بأن العنف هو وسيلة مقبولة لحل المشكلات من دون عواقب, ودائما ماتتردد جملة مصر مستهدفة وهو ما يتضح جليا من خلال العولة المرعبة ونشر أفكار هادمة لتحقيق المكسب والربح المالى فيعتبرون المال هو العقيدة والمحرك الأساسى لهم مع غياب الجوانب الروحانية والعاطفية.

وتضيف: يكتسب الفرد وخاصة في مرحلة المراهقة العديد من القيم والسلوكيات من خلال ملاحظة سلوك الآخرين من حوله, واندماجه مع بعض الشخصيات الدرامية التي يتابعها من خلال وسائل الإعلام المختلفة, وهذه القيم قد لا تظهر بشكل مباشر وإنما تستقر في النسق القيمي والبناء المعرفي له, ويتم استدعاؤها في الوت المناسب وهو ما يوضح خطورة تأثيرها في البناء الفكري والقيمي للأطفال أن تم تقديمه فى الأطر غير مناسبة.

وتقول د. هناء المنسى استشارى الصحة النفسية: مشاهدة الطفل لأفلام الرعب بكثرة قد تؤثر على مشاعره العاطفية, فتصبِح قاسية بعض الشىء, فهم لا يدركون جيدا مخاطر تلك السلوكيات وقد يحاول البعض تقليدها فيصبح أكثر عدوانية, فما تقدمه سلسلة أفلام الدمى المرعبة التي تعتمد على الدمى ذات الأشكال المخيفة, أو حتى الدمى ذات الشكل اللطيف التي تفعل أشياء شيطانية, كانت سببا لخوف جمعي كبير من الدمى بشكل عام بالإضافة إلى أن تلك الأفلام المليئة بمشاهد القتل والذبح وبحور الدماء, الأمر الذى قد يخيف طفل وقد يجذب الآخر وفى حال انجذابه لمثل هذه الأحداث هنا يدق ناقوس الخطر, لأن الطفل الذى تثيره هذه المشاهد ويداوم على متابعتها يكون فى الأساس لديه استعداد لممارسة العنف فلا يجوز تحت أي مسمى تعريض الطفل لمثل تلك الأفلام المرعبة, ويجب العلم بأن الطفل بداية من سن الرابعة لا يكون جاهزا لأفلام مخيفة حتى سن 14 عاما، لما تسببه من أضرار قصيرة المدى مثل المخاوف المؤقتة وأضرار طويلة المدى مثل تطور اضطراب القلق العام, لا سيما أن الأطفال بطبيعتهم يعشقون التخيل والتقليد بعقلهم الباطن لتأثرهم بمختلف المشاهد المعروضة في أفلام الرعب, ما قد يتسبب في حدوث بعض المشكلات النفسية مثل الشعور بالخوف الشديد وعدم الثقة بالنفس, وتزداد مخاطر وأثار تلك المشاهد على الطفل، فيمكن أن يتعرض لأمراض نفسية كثيرة منها حب العزلة والوحدة والوصول إلى مرحلة الاكتئاب فى بعض الأحيان بجانب عدم شعوره بالأمان والذي يمكن أن يصيبه بالوسواس القهري الذى يمنع الطفل من الحياة بحرية”.