ندى محسن
تألقت المطربة مي فاروق بمشاركتها ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية بدورته الجديدة في الحفل الذي أحيته أمس الأربعاء على مسرح «النافورة»، وهو المهرجان الذي أرتبط أسمها به لسنوات طويلة، تمتد لأكثر من 20 عاماً.. في الحوار التالي تُحدثنا مي عن استعدادتها للمشاركة هذا العام، وكواليس اختيارها لبرنامج الحفل، وتفاصيل أغنيتها الجديدة، والعديد من الأمور التي تكشف عنها خلال السطور التالية..
ظهرت أمس على جمهور دار الأوبرا من خلال مشاركتك بالدورة الـ30 من مهرجان الموسيقى العربية.. كيف كانت استعدادتك للمشاركة هذا العام؟
سعادتي كبيرة بإرتباط اسمي على مدار سنوات طويلة ضمن فعاليات هذا المهرجان العريق الذي يتميز بإحتفائه بالموسيقى العربية وتراثنا الفني الثري، ولا أتأخر عن تلبية نداء دار الأوبرا بالمشاركة في جميع فعالياتها السنوية، وذلك لعشقي للغناء على مسرح الأوبرا، وارتباطي به منذ طفولتي، فضلاً عن إنني لدي قاعدة جماهيرية كبيرة من جمهور الأوبرا الذين أسعد برؤيتهم وتواجدي معهم، بل أسعد أن حفلاتي ترفع شعار «كامل العدد»، لكن على قدر سعادتي الكبيرة يأتي إحساسي بالخوف والرهبة.
ألم يتلاشى إحساس الرهبة تدريجياً خاصة إنك أحد أبناء هذا المهرجان؟
أنا شخصية قلِقة بطبعي، ويظهر عليَ إنفعالات التوتر بشكل مُبالغ فيه، فضلاً عن أن مسئولية الوقوف أمام جمهور الأوبرا تزداد صعوبة عام بعد عام، وليس كما يظن البعض أن الأمر أصبح أكثر سهولة لاعتيادي على الغناء أمامهم منذ سنوات طويلة، لذلك أهتم وأحرص دائماً على تقديم أفضل ما لدي مع كل ظهور جديد على المسرح لإن إرضاء الجمهور وسعادته بالحفل هو غايتي الأولى.
كيف جاء اختيارك لبرنامج الحفل؟
حرصت على اختيار مجموعة متنوعة من الأغنيات القديمة والحديثة، مثل «على عيني» لوردة الجزائرية، «مليش أمل» لليلى مراد، «درات الأيام» لأم كلثوم، إلى جانب عدد من أغنياتي الخاصة منها «الشتا»، «آه يا طير» التي قدمتها لأول مرة على بطريقة الـ»لايف» عبر الإنترنت، وهو الحفل الذي يُتيح لي التنوع بتقديم الأغنيات التي أرغب في غنائها بعيداً عن الحفلات أو السهرات التي تفرض عليَ تقديم أغنيات أم كلثوم فقط مثل إحياء ذكراها أو الحفلات التي تُقام تحت شعار «كلثوميات» في مصر وخارجها، وحرصت هذا العام على مشاركة أبنتي زينة الغناء معي، وهي المرة الثانية التي تظهر فيها بجانبي على مسرح دار الأوبرا، وهذا العام أيضاً استبعدت أغنية «يا شمس يا منورة غيبي» من برنامج الحفل لأول مرة حرصاً على الاختلاف والتنوع الذي ذكرته.
ما سر ارتباط هذه الأغنية بجدول حفلات المهرجان في السنوات الماضية؟
أحياناً كثيرة كان يطلب مني الجمهور غنائها، وأحياناً أخرى كنت أقصد غنائها في جميع حفلاتي ولقاءاتي التليفزيونية، لإن الجمهور كان يختلط عليه الأمر، وحتى سنوات قليلة ماضية كان يعتقد أن الأغنية لنرمين الفقي بعد تألقها في غنائها بمسلسل «الليل وآخره»، خاصة إنني قدمتها في بداياتي الفنية عندما كان عمري 17 عاماً، ولم يكن هناك تركيز حينها من قبل الجمهور بمعرفة الصوت الأصلي المُقدم للأغنيات داخل العمل.
تُحضرين لأغنية جديدة بعنوان «إديني حب».. ماذا عن تفاصيلها؟
إنتهيت مؤخراً من تسجيل الأغنية استعداداً لطرحها خلال الفترة القليلة المقبلة، وهي تحمل اللون الدرامي الذي أقدمه لأول مرة بشكل مختلف وجديد عليَ، فضلاً عن إنني أُعجبت بقصتها كثيراً، وأستعد لتصويرهابطريقة الفيديو كليب خلال الفترة المقبلة، وهي كلمات وألحان محمد رفاعي، وتوزيع أحمد إبراهيم اللذان سعدت بتعاوني معهم للمرة الأولى لعدة أسباب، أهمها تقديرهما لإختلافي الفني عن السائد على الساحة.
ماذا تقصدين بتقديرهما لإختلافك الفني؟
لمست ذلك من خلال طريقة تعاملهما وإهتمامهما الكبير بالعمل، ووعيهما أن إمكانيات صوتي تسمح لي بغناء جميع الألوان الغنائية بشكل جيد، وهذا أمر يكاد أن يكون نادراً، حتى أن الشاعر محمد رفاعي قال لي: «دي أغنية للتاريخ»، بالإضافة إلى أنهم لا يشغل إهتمامهما مدى نجومية المطرب أو المطربة اللذان سيعمل معهما، عكس الأغلبية التي ينصب تركيزهم على المطربين اللامعين فقط، و«أنا مش سوبر ستار»، لكن هناك الكثيرين ممن يعتبروني نجمة خاصة في دول الخليج، ويتعجبون من كوني لست في المكانة التي أستحقها، لكن اعتب على شركات الإنتاج التي تتجاهل العديد من الأصوات والمواهب القوية التي تستحق مكانة أفضل.
على ذكر أزمة الإنتاج .. هل ترين إنها سبب في تعطيل نشاطك ومسيرتك الفنية؟
بالفعل كنت أشعر بذلك في الماضي، لاسيما أن أي صوت جديد يحتاج إلى المساندة والدعم في بداية مشواره، لكن هذه الفكرة بدأت تتلاشى مؤخراً عندما أيقنت فيما بعد إنني أمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة استطعت تكوينها بموهبتي رغم غياب جهات الإنتاج، ولعل السبب في هذا الغياب هو بحثهم المستمر عن الصوت أو العمل الذي يُحقق النجاح السريع دون النظر أو الاهتمام بالموهبة والإمكانيات الصوتية وجودة العمل ظناً منهم أن هذا هو السائد في الوقت الحالي وهي فكرة خاطئة، كذلك عدم انتشاري داخل الوسط الفني سواء بالتقرب من الأشخاص أو التواجد المستمر في التجمعات الفنية والسهرات قلل من فرصي، وبعض الأشخاص كانوا يلوموني على ذلك، إلا إنني أرفض هذه الطرق لإنها عكس قناعاتي الشخصية، لكن هذا لا ينفيها، فللآسف الوسط الفني تربطه المصالح الشخصية و«الشللية» وليس عادلاً، لكن يكفيني نعمة إحترام الجمهور لي، وأن اسمي يتم ذكره عند الإشارة لأهم الأصوات النسائية المصرية.
هل فكرة تقديم ألبوم كامل مطروحة أمامك؟
تشغلني فكرة تقديم ألبوم كامل بالتأكيد، لكنني لا أستطيع تحقيق ذلك في الوقت الحالي لعدم توافر الإمكانيات المادية، وأرفض فكرة التعاقد مع شركات الإنتاج رفضاً باتاً، «حتى لو هقعد في البيت»، لإن تجاربي السابقة ظلمت كثيراً من وجهة نظري، لذلك لن أُفكر في تكرار التجربة مرة أخرى، لإنني لست «بنت العشرين» التي لديها من العمر ما يسمح لها بالتعاقد مع الشركات لمدة قد تتجاوز الخمس أو السبع سنوات.
كيف تُقيميين تجربة مشاركتك كعضو لجنة تحكيم في برنامج إكتشاف المواهب «إبداع.. حلمك قرب»؟
سعدت كثيراً بهذه التجربة مع العزيزين المطرب محمد محيي، والملحن مدين، لاسيما إنها أحد الفرص التي كنت أود الحصول عليها، وإنجذبت لفكرة البرنامج الجديدة الذي خرج بشكل لافت ينم على إحترافية القائمين عليه، وإنجذبت أيضاً للأصوات الشبابية المُميزة التي إستمعت إليها، ولمست بداخلهم مواهب وطاقات كبيرة تؤهلهم للظهور على الساحة الغنائية بشكل قوي.
أولادك زينة ومالك يشاركونكِ الغناء في فيديوهات عفوية عبر «السوشيال ميديا».. هل ستسمحين مستقبلاً لهم بدخول المجال الفني؟
في الماضي كنت أرفض فكرة ظهورهم أو مشاركتهم الغناء لي في أي حفل أو من خلال فيديوهات «السوشيال ميديا»، رغم أن زينة تتمتع بصوت قوي منذ صغرها، لكن تراجعت عن هذه الفكرة مؤخراً، خاصة إنني أعرف مدى حُبها عشقها للغناء، فلماذا أحجر على موهبتها التي منحها الله لها لاسيما أن والدي ووالدتي لم يفعلوا ذلك معي، لكن في التوقيت نفسه أسمح لها بإظهار موهبتها بشكل مُقنن بعض الشيء، من خلال نشر بعض الفيديوهات على «السوشيال ميديا» وهي تُغني، إلى جانب مشاركتها الغناء لي على المسرح من قبل في أحد حفلاتي بأغنية «آه يا أسمراني اللون»، وهو من أكثر المقاطع التي لاقت إنتشاراً ونسب مشاهدة عالية عبر قناتي الرسمية على موقع «يوتيوب»، وفي النهاية سوف أترك لها حرية اختيار الطريق الذي تُريد المضي فيه.