بحيرة «تشاجان الذرية» و«باب جهنم».. كوارث بشرية تحولت لمقاصد سياحية| فيديو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لمن ينظر إليها من بعيد يظن أنها مشاهد طبيعية جمالها في خروجها عن المألوف ولكن في حقيقة الأمر هي كوارث بشرية نتج عنها ما يمكن أن يكون مدخل السياحة لهذه الدول وخاصة لعشاق المغامرة فالاقتراب من هذه الأماكن ليس سهل والمخاطر بالاقتراب منها أمر مرعب ومن أشهر هذه الاماكن ما احتفظت به قارة آسيا وهي بحيرة تشاجان الذرية في كازاخستان وحفرة الجحيم في تركمستان.

- بحيرة تشاجان الذرية

التلوث الاشعاعي هو ما دفع مدينة مثل بريبيات إلى أن تكون مدينة خالية من الروح تسكنها الاشباح بسبب كارثة مفاعل تشيرنوبل النووي ولكن على عكسها استغلت كازاخستان الأمر لتحول مدينة معروف عنها التلوث الاشعاعي إلى واجهة سياحية لعشاق المغامرة.

منطقة «البوليجون» أحد مواقع التجارب النووية والتي اعتمد عليها الاتحاد السوفيتي في التجاري النووية بعد الحرب العالمية الثانية وخلال الحرب الباردة وذلك نظرا لطبيعة هذه المنطقة شبه الخالية من السكان.

وبشكل رسمي توقفت هذه التجارب عام 1991 وتم إغلاق المنطقة فترة ليعاد فتحها مرة أخرى لتكون وجهة سياحية هي الأخطر في العالم فيتم تنظيم رحلات سياحية لها وسط إجراءات شديدة فيرتدي السائحون الملابس الواقية من أجل تجنب استنشاق أي هواء قد يكون محمل بأتربة بها بواقي إشعاع فالمساحات الخضراء التي تحتفظ بها طبيعة هذه المنطقة تجعلك تندهش من جمالها فرغم هذه الكارثة البشرية الا انها مازالت باقية وتحولت إلى واجهة سياحية مفضلة عند الكثيرون.

بعد حقول البوليجون الطبيعية الرائعة فهناك أيضا «بحيرة تشاجان الذرية» والتي نتجت عن إحدى التجارب النووية عام 1965 في مدينة «تشاجان» وكان الهدف الاول من هذه التجارب هو إنشاء خزانات مياه من أجل المناطق القاحلة لينتج عنها «بحيرة تشاجان الذرية» أحد الأماكن السياحية المذهلة في كازاخستان وبرغم أنها ليست ناتجة عن الطبيعة أو أي عوالم مناخية أو جغرافية أخرى ونتجت عن انفجار نووي الا انها امتلكت طبيعة ساحرة تدفع السائحين إلى زيارتها  للسباحة وصيد الأسماك في مغامرة هى الأكثر خطورة.

- باب جهنم

هي حفرة ظلت مشتعلة لأكثر من 50 عامًا دون توقف ما وضعها في المراتب الأولى للجحيم لتستحق في النهاية لقب «باب جهنم» ويعود تاريخها إلى عام 1971 عندما كانت تركمانستان لا تزال تحت الحكم السوفيتي وأثناء التنقيب عن الغاز الطبيعي في صحراء «ارال كاراكوم» والتي تمثل 70% من مساحة تركمانستان وقعت كارثة بشرية بكل المقاييس تسببت في هذه الحفرة المشتعلة.

إذ سقطت حفارة الغاز الطبيعي في كهف مليء بالغاز مما تسبب في انهيار الكهف وتكوين تلك الحفرة قرب منطقة «ديرويز» والتي بلغ قطرها 68.8 متر وعرضها 60 مترًا وعمقها 29.8 متر أما مساحتها فبلغت 5.320 متر.

ولكن الكارثة الحقيقة بدأت عندما بدأ غاز الميثان السام في التسرب منها إلى الغلاف الجوي ولمنع تسربه في المناطق المحيطة وحفاظا على البيئة والكائنات الحية من أضراره قرر الجيولوجيون إشعال النيران فيها حتى يتم استهلاك الغاز وتنتهي في خلال 3 أسابيع حد أقصى ولكن ما حدث خرج عن كل التوقعات فالنيران استمرت لأكثر من 50 عامًا وحتى الآن.

اقرأ ايضا:محاكمة معلمة تونسية كتبت لطالب «سيئ جدا»

ولم يتوقف الأمر هكذا فأرادت السلطات التركمانستانية استغلال الأمر فاعلنت في عام 2013 الحفرة كمحمية طبيعية ومزار سياحي ونجحت فكرة السلطات فغموض حفرة الجحيم أهلها أن تكون واحدة من أكثر مناطق الجذب في العالم كما أصبحت مركز سياحي لتركمانستان رغم قلة عدد سياحها النسبي فحرص المغامرين من السائحون على مشاهدة تلك النيران المتوهجة التي تضيء سماء الصحراء.

وتخطى الأمر مشاهدتها من الخارج ففي عام 2014 قام المستكشف الكندي «جورج كورونيس» بمغامرة النزول إلى الحفرة لاستكشافها ومعرفة خصائصها والغازات المكونة لها ودرجة حرارتها واكتشف بها نوع من البكتيريا القشرية المتطرفة التي تتمكن من العيش في قاع الحفرة مع درجات الحرارة المرتفعة مما يعد مؤشر يهدد البشرية بوجود سلالة بكتيرية جديدة ومتطورة تستطيع النجاة ومقاومة درجات الحرارة العالية المماثلة.