بطولات من رحم الإعاقة.. أمل أول العرب في الكاراتيه: «أنا ضد الكسر»

أمل أبو الفتوح
أمل أبو الفتوح

«أنا ضد الكسر».. هذا هو حال أمل أبو الفتوح بطلة منتخب مصر في الكاراتيه لذوي الإعاقة، والمرشحة للمشاركة في بطولة العالم للكاراتيه لذوي الهمم في الأمارات، بعد أن واجهت الكثير من الأزمات، بعد سقوطها من شرفة المنزل بالطابق الخامس، وأصابتها في العمود الفقري مما جعلها قعيدة لا تقوي علي الحركة.

ذات صباح خرجت أمل إلي شرفت منزلها في الطابق الخامس لطي الملابس، لم تكن تعلم بنت الـ25 عاما، أنها المرة الأخيرة التي ستمشي بها علي أقدامها.. سارت نحو الشرفة وبدئت في مباشرة عملها وبمجرد وصولها إلي سور الشرفة حتي هوي بها فسقطت من الطابق الخامس، وأصيبت علي أثرة بإعاقة مزمنة.

«ربنا يبتلي الإنسان علي حسب قدرته لتحمل هذا البلاء والصبر عليه».. هكذا بدئت  أمل حديثها لـ«بوابة أخبار اليوم» متابعة:  «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»  كنت أعيش حياة بلا أهداف، لم استطع تحقيق أي حلم من أحلامي حتي حدث لي هذا الحادث، فقد  منحني الله عزيمة لتحمل الابتلاء الذي وقع بي، وعزيمة للتحدي  والإصرار، فقبل إصابتي كنت بطلة الجمهورية علي مستوي للمدارس  في لعبة الكاراتيه وعندما  بلغت  سن الخامسة عشر رفض أهلي ممارسة الكاراتيه « قالولي أنتي بقيتي عروسة ومينفعش تلعب كده تأني» وتوقفت عند  الحزام البني، ولم أمارس أللعبه لحين حدوث الحادث.

«ربنا منحني أمل جديد بعد الحادث ».. بهذه الجملة استكملت أمل حديثها متابعة لقد عانيت فيهم كثيرا لقد تلقيت العديد من الصدمات، وفاة أمي ثم أبي وفشل حياتي الزوجة،وفترة علاج دامت لأكثر من 5  سنوات، لقد أغلقت الدنيا أبوابها أمامي، لكني لم استسلم قط كان لدي يقين شديد أن القادم أفضل، كنت أعلم أن الله سيفاجئني بالكثير مما لا أتوقعه، كنت أشعر بضيق شديد عندما  ينظر الناس إلي نظرات شفقه، فأنا لا استحق ذلك كانوا يشعرونني بالضعف وأنا قوية ، ومن هنا كان لدي دافع أن أثبت للجميع بأنني لست ضعيفة بل أستطيع أن أكتب المجد وأن أمنح نفسي الأوسمة والنياشين، فالاستسلام هو بداية الإعاقة.

كان لدي العديد من التحديات في البداية.. فبعد الحادث زاد وزني حتي وصل 120 كيلو وكان هدفي هو أن أعود لوزني المثالي حتي أستطيع أن أمارس هوايتي (الكاراتيه)، وبالفعل حققت ذلك وجئت إلى نادي البنك الأهلي، وبعد مرور شهر حصلت علي الحزام الأسود.


وبعد أربع شهور من التدريب عام 2016 شاركت في البطولة الدولية التي أقيمت داخل النادي الأهلي وحصلت على المركز الأول، وبعد ذلك حصلت علي المركز الأول علي في بطولة الجمهورية وبطولة المصريين وفي بطولة العرب، وشاركت في البطولة الدولية "أونلاين"، وحققت ميداليتين ذهبيتين  كما حققت المركز الثاني في منافسة ببطولة الجمهورية لذوي الاحتياجات الخاصة للكاراتيه، مشيرة إلى أن الكاراتيه من الألعاب الصعبة لكن إصرارها ورغبتها في تحقيق النجاح كان دافعا للاستمرار في ممارسة رياضتها المحببة وتحقيق ذاتها وتحدي ظروف إعاقتها.

وتابعت أمل أنها تستعد حاليا بكل قوة لحصد المركز الأول في بطولة العرب التي ستقام في الإمارات خلال هذا الشهر، وتتمني أن يكون هناك أنصاف في التصنيف، متابعة هناك أشخاص إعاقتهم خففيه ويتحركون بدون كرسي، وإصابتهم لا تعد إعاقة ويشاركون في البطولة وبالتالي فرصهم تكون أكثر في الحصول علي اللقب، متبعة أنا لدي كسر في العمود الفقري تسبب لدي في شلل تام، يجب أن يكون هناك عدالة في احتساب النقاط وتصنيف حقيقي، متابعة لو ضبقت العدالة سأحصل على المركز الأول.

واختتمت أمل حديثها قائلة: أتمني أن أكون مصدر أمل للكثير من المصريين ليس فقط من أصحاب الهمم بل لأصحاب الإرادة، خاصة انه لايوجد مستحيل إذا لم نستسلم لليأس والإحباط وتمسكنا بالأمل والإرادة.