دفع ابنها ثمن بخلها ببتر ساقه.. «هيتي جرينز» المرأة الأكثر بخلا في التاريخ

هيتي جرينز
هيتي جرينز

دائما ما كان هناك سؤال في الطفولة " لو معاك مليون جنيه هتعمل بيهم ايه؟" وتبدأ بنهاية السؤال أن تذهب بخيالك لتضع السيناريوهات حول ما تريد أن تحققه بهذا المبلغ كأنك طائر في سماء الأحلام وبعد الانتهاء من التفكير تسرد كل ما تخيلته كإجابة عن السؤال وغالبا ما يحتوي الأمر على الوصول إلى الرفاهية ولكن الوضع مختلف عند "هيتي جرينز" هي لم تحلم ولم تتخيل السيناريوهات فهي أغنى سيدة أمريكية في التاريخ ولكنها لم تحقق الرفاهية لنفسها أو لأولادها فرغم امتلاكها ثورة هائلة إلا أن بخلها الشديد هو من منعها من القيام بذلك.

 

ولفهم طبيعة هذه الشخصية والتي ارتبط اسمها بالبخل الشديد في كتابات التاريخ يجب أن تعرف القصة من بدايتها ولدت "هيتي" عام 1834 في ولاية ماساتشوستس الأميركية لعائلة ثرية تعمل في مجال صيد الحيتان ولكونها الابنة الوحيدة في العائلة كان توفر لديها كل معالم الرفاهية إلا أنها دائما ما كانت ترفض ذلك فحتى عندما اشترى لها والدها خزانة مليئة بالملابس الغالية قامت ببيعها ونتيجة ارتباطها بجدها الذي تولى رعايتها بعد مرض والدتها اكتسبت عنه كيفية استغلال المال والتجارة حتى تمكنت في سن صغير على فهم تقارير البورصة والمبادلات التجارية.

 

وبعد وفاة والدها ورثت "هيتي" ثروة قدرت بأكثر من 5 ملايين دولار استثمرتها في الكثير من المجالات من استثمار في شركات السكك الحديدية حتى شراء أسهم وعقارات بأسعار زهيدة خلال الازمة الاقتصادية الامريكية والتي ارتفعت أسعارها اضعاف مضاعفة بعد انتهاء الأزمة لتمتلك ثروة طائلة في عصر أمريكا الذهبي خلال السنوات التي اعقبت الحرب الأهلية وفي سن الـ 33 تزوجت من "إدوارد" أحد أبناء واحدة من اغنى العائلات في ولاية فيرمونت.

 

ولكونها تشكك دائما في نوايا الرجال وطمعهم في الحصول على أموالها جعلته يوقع على تعهد للتخلي عن جميع حقوقه في الميراث من أموالها قبل الزواج وأنجبت منه طفلين هما "نيد جرين" و"هيتي سيلفيا" وبعد أن تم إعلان افلاسه قامت بالانفصال عنه لتعود له مرة أخرى لرعايته اثناء مرضه ليتوفى بعدها بفترة قصيرة.

 

كل ذلك يبدو طبيعي ولكن ما هو غير طبيعي هو أن تصل ثروتها إلى أكثر من 100 مليون دولار أي ما يعادل حاليا أكثر من 3.8 مليار دولار ورغم كل ذلك إلا أنها ذكرت في التاريخ كأبخل امرأة في التاريخ فلم تغنيها هذه الثروة الهائلة من القيام ببعض السلوكيات الشاذة التي جعلتها تعيش حياة فقيرة وبائسة ولهذا أطلق عليه "مشعوذة وول ستريت".

 

ومن أشهر ما روي عن بخلها أنها عندما سمعت أن عمتها سيلفيا تركت وصية للتبرع بـ 2 مليون دولار للأعمال الخيرية رفعت دعوى ضد الجمعية الخيرية شككت فيها بصحة الوصية وقدمت وصية أخرى سابقة ذكر فيها أن الميراث يذهب لصالحها وربحت هيتي الدعوة وتحول ورث عمتها لصالحها ولم يتوقف الأمر عند ذلك فهي حتى لم تنفق يوما لشراء مكتب أو حتى تأخيره لمتابعة عملها فكانت تمارس عملها من على أرضية البنك الذي كانت تملكه محاطة بكل تلك المعاملات الورقية المبعثرة.

 

وفي واقعة تعد الاكثر غرابة فهي كانت لا تأكل سوى رقائق الشوفان التي كانت تقوم بتسخينها فوق مدفأتها لاعتقادها أن الفحم الذي يستخدم لتشغيل الفرن كان مكلفا جدا حتى أن عقب وفاة زوجها ارتدت هيتي ثياب سوداء بقية حياتها لم تغيرها أبدا إلا عند تلفها بشكل لا يمكن إصلاحه ولذلك لقبتها بعض الصحف بـ "غراب وول ستريت".

 

ووصل بخلها إلى درجة سببت الأذى لأبنائها حتى تم بتر ساق احد أبنائها فلن يتوقف الأمر عند حدود إجبار أبنائهم على ارتداء ملابس مستعملة وتناول أطعمة رخيصة فتخطى الأمر إلى رفضها لعلاج ابنها "نيد" عندما أصيب في حادث مرور فبدل إرساله إلى إحدى المستشفيات الخاصة قررت نقله إلى مستشفى عمومي مخصص للفقراء وعندما تم اكتشاف هويتها طالبها الأطباء بدفع ثمن الكشف للمستشفى وعندما رفضت تم إجبارها على مغادرة المستشفى مع ابنها بشكل نهائي وتركت ابنها على حالته هذه حتى تسببت في حدوث التهاب تم بتر ساقه نتيجة لذلك.

 

لتتوفى "هيتي" عام 1916 عن عمر يناهز 81 سنة لتنتقل ثروتها التي حافظت عليها كل هذه السنوات وكانت حريصة على عدم إنفاقها لأبنائها لينفقوا هذه الثروة على أبسط وأغرب الأشياء كأنهم يعوضوا الماضي وفي عام 1951 فارقت سيلفيا الحياة وأوصت أن يتم إعطاء نسبة هامة من ثروتها لعدد من الجمعيات الخيرية.