فى المليان

الاحتباس الحرارى مشكلة تؤرق العالم مصر أول المواجهين لظاهرة تغير المناخ

حاتم زكريا
حاتم زكريا

رغم أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية فى الدورة 26 لقمة الأمم المتحدة لتغير المناخ جاءت تلبية لدعوة بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطانى الذى تتولى بلاده الرئاسة الحالية للقمة ، فإن اهتمام الرئيس السيسي بأخطار التغير المناخي ظهر واضحاً جلياً منذ أن تولى الرئيس رئاسة الاتحاد الأفريقى وكان فى مقدمة اهتماماته أن يدرأ كافة الأخطار عن القارة السمراء ومن بينها التغير المناخى والشح المائى والفقر الشديد ..

وفى كلمته أمام قمة المناخ بجلاسجو باسكتلندا أكد الرئيس السيسي أن مصر بادرت باتخاذ خطوات جادة لتطبيق نموذج تنموى مستدام ، يأتى تغير المناخ والتكيف مع آثاره فى القلب منه ، ويهدف إلي الوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكومياً الي 50% بحلول 2025 و 100 % بحلول 2030 ..

وفقاً للتقرير الأخير للجنة الحكومية الدولية حول تغير المناخ أكد الرئيس أن تعزيز عمل المناخ لتحقيق هدف الــ 1.5 درجة مئوية صار أمراً حتمياً لا يحتمل التأجيل أو التأخير ..

وأوضح الرئيس أن مصادر الطاقة المتجددة تمثل اليوم نحو 20% من مزيج الطاقة فى مصر ، ونعمل على وصولها إلى 42% بحلول 2035 بالتزامن مع ترشيد دعم الطاقة ، كما تعمل مصر على التحول إلى النقل النظيف من خلال التوسع فى شبكات المترو والقطارات والسيارات الكهربائية ، وتجهيز البنية التحتية اللازمة لذلك فضلاً عن إنشاء المدن الذكية والمستدامة ، كما تنفذ مصر مشروعات لترشيد استخدامات المياه وتبطين الترع والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية ..

وإنه لتمويل تلك المشروعات ـ وما زال الكلام للرئيس السيسي ، أصدرت مصر أخيراً الطرح الأول للسندات الخضراء بقيمة 750 مليون دولار ، وحتى توضع هذه الجهود فى إطارها المؤسسي انتهت مصر من إعداد» الاستراتيجية الوطنية « لتغير المناخ 2050 ، التى ستفتح الطريق أمام تحديث مصر إسهاماتها المحددة وطنياً ، بحيث تكون السياسات والأهداف والإجراءات المتضمنة بهذه الإسهامات مكملة لجهود الدولة التنموية .. ولمساعيها للتعافي من آثار جائحة كورونا وليست عبئاً عليها ..

وأكد الرئيس أن مصر تدرك واجباتها ، وتعى حجم التحديات التى تواجهها الدول النامية ، وخاصة أن تنفيذ الدول النامية التزاماتها فى مواجهة تغير المناخ مرهون بحجم الدعم الذى تحصل عليه من التمويل الذى يعد حجر الزاوية والمحدد الرئيسي لقدرة دولنا على رفع طموحها المناخى فى إطار التوازن الدقيق الذى مثله اتفاق باريس والذى يتعين الحفاظ عليه ، بضمان تعزيز جهود خفض الانبعاثات والتكيف مع الأثار السلبية لتغير المناخ على قدم المساواة ..

وقال الرئيس السيسي : إننا نشعر بالقلق إزاء الفجوة بين التمويل المتاح وحجم الإحتياجات الفعلية للدول النامية ، علاوة على العقبات التي تواجه دولنا فى النفاذ الى هذا التمويل ومن ثم فلابد من وفاء الدول المتقدمة بتعهداتها بتقديم 100 مليار دولار سنوياً لمصلحة تمويل المناخ فى الدول النامية ، ونؤكد دعمنا لما نادى به السكرتير العام للأمم المتحدة مع ضرورة ألا يقل حجم التمويل الموجه إلى التكيف عن نصف التمويل المتاح وأهمية بدء المشاورات حول الهدف التمويلي الجديد لما بعد 2025 ..

وأوضح الرئيس أنه على الرغم من عدم مسئولية القارة الأفريقية عن أزمة المناخ تواجه القارة التبعات الأكثر سلبية للظاهرة وما يترتب عليها من أثار اقتصادية واجتماعية وأمنية وسياسية .. ومع ذلك تعد القارة نموذجاً لعمل المناخ الجاد بقدر ما تسمح به إمكاناتها ، والدعم المتاح لها ، ومن ثم تدعو مصر الى ضرورة منح أفريقيا معاملة خاصة فى إطار تنفيذ إتفاق باريس بالنظر لوضعها الخاص وحجم التحديات التي تواجهها .


وأعلن الرئيس السيسي دعم مصر الرئاسة البريطانية لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ للدورة 26 والتي ستعمل معها على مدي الأيام والأشهر القادمة وصولاً الى الدورة القادمة ( CoP 27 ) التي تسعي مصر إلى رئاستها وتنظيمها بشرم الشيخ تعزيزاً لعمل المناخ الدولى والوصول الى إصدار إتفاق باريس تحقيقاً لمصالح شعوب قارة أفريقيا وشعوب العالم أجمع ..

وأعتقد أن كلمة الرئيس السيسي لخصت أهداف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ فى مجملها لأنه كان من أوائل المحبذين لها فى إطار قناعاته الأفريقية الخاصة..

كما جاء إعلان الحكومة البريطانية أن قادة العالم فى المؤتمر سيعلنون التزامهم بوقف إزالة الغابات بحلول 2030 لحماية المناخ ، وتبني هذا الإعلام المشترك أكثر من 100 دولة تضم 85 % من غابات العالم ..

وهذه المبادرة تستفيد من تمويل عام وخاص يبلغ 19.2 مليار دولار تعتبر ضرورة لتحقيق هدف الحد من الإحتراز المناخي عند حدود 1.5 درجة مئوية ..

ولا شك أن اجتماع قمة الأمم المتحدة للمناخ فى دورته 26 ( Cop 26 ) الذى انطلق بمدينة جلاسجو الإسكتلندية هذا الأسبوع يمثل أهم الأحداث الإنسانية والاقتصادية فى العالم لأنه يدخل فى إطار القناعات الأولي للسياسة المصرية التى تتضامن مع الأمم المتحدة فى اعتبار الدورة الحالية هي الفرصة الأخيرة لحكومات العالم لصياغة خطة جماعية لتحقيق أهدافهم الأكثر طموحاً للحد من تغير المناخ ، وتصفه اللأمم المتحدة بأنه نقطة تحول للبشرية ..

ولم ينعقد مؤتمر عام 2019 بسبب وباء كورونا ..

ويعتبر اجتماع باريس فى عام 2015 هو أهم الاجتماعات وكانت مهمة اجتماع باريس صياغة معاهدة عالمية جديدة للحد من ظاهرة الاحتباس الحرارلا .. وفقاً للأمم المتحدة إن أهم الأهداف المرحلية لهذه القمة هو الوصول إلى « صفر « انبعاثات لمواجهة الاحتباس الحرارى ..