تحقيق: محمد الشناوى
جولة فى البقيع الثانى الذى يحوى أطهر الاجساد وأفضل الشخصيات وأشجع الشجعان الذين كانت لهم صولات وجولات فى الحروب الإسلامية ونشر الإسلام منذ أن انطلق من شبه الجزيرة العربية الى العالم أجمع .
يقع البقيع الثانى بمركز بنى مزار بمحافظة المنيا فحينما تتجه الى قرية البهنسا ذات التاريخ العريق والذى ألف له العديد من الكتب التى تحكى تاريخ الأبطال.
فعند الفتح الاسلامى لمصر فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب بقيادة عمرو بن العاص الذى أرسل جيشا بقيادة القيس بن الحارث لفتح الصعيد ألا وهى منطقة البهنسا التى كان بها جيش للبطالمة يتعدى 150 ألفاً فيما كان عدد جيش المسلمين 10 الاف وكانت المعركة حامية وانتصر فيها المسلمون واستشهد منهم نحو 5 آلاف صحابى منهم 70 ممن حضروا غزوة بدر الكبرى مع رسول الله
ففى الساعات الاولى من صباح كل جمعة تتسابق وسائل المواصلات على الطريق الذى تحيطه الزراعات من الجانبين ومنازل لا تتجاوز الطابقين عابرة البيوت والصحراء حتى تصل الى تبة صغيرة مغطاة بالرمال السوداء والبنية وبجوارها الجبانات حيث اضرحة ومقامات صحابة رسول الله والتابعين ممن شاركوا فى الفتح الاسلامى وعدد من اولياء الله الصالحين تجمعهم ارض واحدة بالبهنسا.
احتفال اسبوعى تعيشه القرية كل جمعة فيتردد عليها الآلاف من الزوار يتضرعون بالأضرحة والمقامات الطاهرة فى مشهد ملئ بالفرحة والسرور وبعد صلاة الجمعه تبدأ جلسات الذكر والمديح التى يصاحبها زغاريد النساء وتصفيق الاطفال والشيوخ والرجال بينما توزع النذور على المريدين والزوار والفقراء
قدسية المكان تظهر جلية على اهل البهنسا والزائرين فاعتادت سارة ابراهيم حضور صلاة الجمعه مع زوجها وجيرانها فى مسجد الجمام تحرص على اصطحاب طفلتها 10 سنوات لأخذ البركة وبعد الصلاة تحضر الزفة وتشارك بها المكان هنا طاهر ده ارض الشهداء كله شيوخ وناس مبروكين اهل البهنسا والقرى والمراكز اللى حولينا بيجوا يباركوا ويزوروا ونحضر زفة الذكر اللى بتبدأ من بعد صلاة الجمعه لمدة ساعتين
وأضاف احمد عبدالله احد ابناء البهنسا ان المكان هنا يوجد به العديد من المقامات التى يدفن بداخلها اصحاب النبى المختار وتابعى التابعين وايضا شجرة مريم والبئر المبروك وقبور السبع بنات التى حكى عنهم العديد من الروايات وألف من أجلهم الكتب.
وذكر محمد سيد بمكتب الاثار الإسلامية بالبهنسا اننا الان بصدد تطوير القباب والاضرحة فى خطة وضعتها وزارة الاثار المصرية العام الماضى تمهيدا لوضع القرية على الخريطة السياحية فالبهنسا عاشت جميع العصور التى مرت على مصر الفرعونية واليونانية والرومانيه والاسلامية والعصر الحديث.
جبانة البهنسا مقامة على 100 فدان كاملة هى مساحة ارض الجبانات تضم اكثر من 15 قبة اثرية مسجلة لدى وزارة الاثار وتقع المنطقة الاثرية داخل جبانات لاهالى القرية وغيرها من المراكز المجاورة أو من محافظات اخرى فشواهد القبور تؤكد ان هناك مقابر لعائلات من القاهرة والاسكندرية رغبة فى التبرك بالمكان.
مقام الجمام
ومن أشهر الاضرحة مقام سيدى على الجمام قاضى قضاة ولاية البهنسا وقبة السيدة رقية والحسن بن صالح وعقبة بن نافع وأبنائة والحسن البصرى وعلى بعد 500 متر يقع مقام التكرورى الذى يتردد عليه الزوار قبل صلاة الجمعه من كل أسبوع لشهرته حيث يعتقد بظهوره على حصانه الابيض الذى حارب عليه أثناء الفتح الاسلامى لمصر وفى سبيل تحقيق هذا العتقاد يصطف عشرات الزوار داخل الضريح يقوموا بالانشاد والتصفيق ظنا منهم أنه سوف يظهر يلبى الدعوات فتحل البركة.
وهناك أيضا قبة البدريين والتى تضم 11 صحابيا ممن حضروا غزوة بدر وبها شاهد من الرخام مكتوب عليه أسماء الصحابة الموجودين بها.
مقام السبع بنات
مقام السبع بنات وتعود تسميته الى الفتيات اللاتى حاربن ضمن جيش المسلمين أثناء الفتح وارتداء ملابس الرجال وأبلين بلاء حسنا فى الفتوحات ضد الرومان.
شجرة مريم وسميت كذلك لأن السيدة مريم جلست تحتها والسيد المسيح ويوسف النجار عندما كانوا فى رحلة إلى صعيد مصر.
وأنهى سيد حديثه ان البهنسا قامة تاريخية كبيرة تأتى لها البعثات الماليزية والباكستانية وغيرها بصفة دورية لزيارة الأضرحة والتعرف على تاريخ العظماء.
فيما أوضح الشيخ محمد على أن هناك بعض العادات السلبية التى يجب مواجهتها من رجال الأزهر الشريف وعلماننا الأجلاء الا وهى فكرة الدحرجة التى تحدث يوم الجمعة بمنطقة السبع بنات عن طريق استلقاء النساء على الأرض وتقوم أحدى خادمات الاضرحة بدحرجة النساء أملا فى الحمل أو فك الاعمال وغيرها من المعتقدات التى قد تخرج المسلم عن دينه ورغم تقديم النصائح لهم الا انها أصبحت عادة لا يمكن الاستغناء عنها فى منظر يسيئ للاسلام
وأضاف محمد ابراهيم شاب فى العشرينيات أننا ناتى للبهنسا للعب واللهو وركوب الاحصنة والجمال نحن مجموعة من الشباب نقوم بجمع الفلوس من بعضنا يوم الخميس وننوى الذهاب للبهنسا التى تبعد عن قريتنا بنى على حوالى 8 كيلومترات ثم نتجمع فى الموقف ونستقل السيارات التى تذهب للبهنسا وننزل من السيارة ونتجمع فى الخيمة عند عمى محمود متعودين أننا نفطر عنده فول وطعمية وكمان نشرب شاى وبعد ذلك نتجول داخل مزارات البهنسا وندخل جميع الاضرحة ونقرأ الفاتحة لأمواتنا وأموات المسلمين عامة.
وبعد ذلك نذهب الى منطقة السبع بنات والتى تبعد عن مسجد الجمام بحوالى 2 كيلو وهناك نركب الجمال والاحصنه ونشعر بالسعادة والمرح وخصوصا روعة المناظر والمكان عامة جميلة وأخيرا نذهب الى مسجد سيدى على الجمام لصلاة الجمعة وعندما تدخل المسجد لاول مرة تشعر براحة نفسية كبيرة جدا تترك بداخلك الشعور بأنك يجب أن تأـى كل جمعة للصلاة بذلك المسجد وعند الانتهاء من الصلاة نذهب الى جلسات الاذكار والمدح التى يقوم بها مجموعة من المبتهلين حبا فى رسول الله واصحابة الكرام والجميع يكون فى سعادة ومرح وعند الانتهاء نستقل سيارات العودة الى قريتنا وقلوبنا يعتصرها الالم ان اليوم قد انتهى وسنترك البهنسا ونحن ننصح كل من لم يعرف البهنسا وتاريخها ومن لم يقم بزيارتها بان يذهب لها والتمتع بالنظر لبلد احتوت اجساد الصحابة الاخيار اصدقاء النبى المختار وخير ما قيل عنها انها البقيع الثانى اللهم أحفظها دائما.
محبة البهنسا ظهرت فى الحاج محمد العربى والذى يأتى دائما للبهنسا هو ومجموعة من الشباب مستقلين سيارتهم ومعهم أوانى واطباق وقدر الفول وعلب الارز باللبن والعصائر وبراميل المياه وتوزيعها على الزائرين مجانا فى مشهد جميل وجانب ايجابى ونحن لا نمل ولا نكل من هذا نأتى كل يوم جمعه دائما حبا فى الله ورسوله وأصحابه الابرار والبهنسا عشق لاينتهى.