تحقيق ــ عامر نفادى
فكرة تأسيسها اعتمدت على إعداد جيل من معلمى القرآن يمتلك أدوات حديثة تحوله من مجرد محفظ عادى إلى معلم قرآن محترف، يستطيع تعليم القرآن لجميع الطلاب من خلال محاضرات تعليمية، ودورات تدريبية مستمرة طوال العام.
إنها «أكاديمية كتاتيب» بمحافظة الدقهلية، التى نجحت فى تخريج المئات من معلمى القرآن المهرة، الأمر الذى أسهم فى حفظ الكثير من أبناء الدقهلية لكتاب الله بأحكامه السليمة المتقنة.
رسالة الأكاديمية لا تقف عند حد إعداد المعلمين وإنما تتجاوزها إلى إحداث تغير شامل فى تعامل المسلمين مع القرآن، من خلال عدم الاقتصار على مجرد الحفظ التقليدي، وإنما تعليمه لجميع الأعمار فى أى مكان بأسلوب تربوى متميز يعتمد على التأهيل العلمى والإيمانى والتربوى الاحترافى لمعلمى القرآن.
تفرد الأكاديمية وتميزها جعلها تحظى بشهرة كبيرة على مستوى الجمهورية، مما جعل المؤسسات القرآنية الأخرى تسعى إلى التعاون معها، للاستفادة من طبيعة عملها، ونقل تجربتها إلى مؤسساتهم للارتقاء بها والوصول إلى نفس المستوى الذى وصلت إليه «أكاديمية كتاتيب».
اللواء الإسلامى زارت هذا الصرح الكبير والتقت بالقائمين عليه للتعرف بشكل أكبر على أهداف ورسالة الأكاديمية التى جعلت منها منارة قرآنية فى قلب محافظة الدقهلية.
قال الشيخ على زيادة، المشرف العام على الأكاديمية: هدفنا الارتقاء بمستوى محفظ القرآن العلمى ليتحول من مجرد محفظ إلى معلم قرآن محترف، لافتا إلى أن هناك فرقاً بين الاثنين فى أن المحفظ ينقل للطالب الحروف والألفاظ بينما المعلم ينقل للطالب منظومة قرآنية متكاملة علمية إيمانية تربوية، مؤكدا أن هذا التغيير يتم من خلال دورات علوم القرآن والتفسير واللغة، ودورات كيفية الرد على الشبهات التى أصبحت تحيط بأبنائنا من كل مكان .
فيما قال د. أحمد الموفق، إن أكاديمية كتاتيب تعمل على تأهيل محفظى القرآن علميا وإيمانيا، وتربويا ليكونوا معلمين محترفين قادرين على تعليم القرآن لجميع الطلاب من خلال محاضرات تعليمية، ودورات تدريبية مستمرة طوال العام على أيدى نخبة من المحاضرين والمدربين المتميزين فى مجال التربية وتعليم القرآن.
وأشار إلى أن رؤية الأكاديمية تعتمد على إحداث تغيير شامل فى تعامل المسلمين مع القرآن من خلال عدم الاقتصار على مجرد الحفظ فحسب، وإنما يتعداه إلى تعلم آياته وفهم معانيه، والتخلق بأخلاقه والعمل بما فيه لتنشئة جيل عالم عامل بالقرآن وليس مجرد حافظ له.
وأضاف أن رسالة الأكاديمية ترتكز على تعليم القرآن لجميع الأعمارفى أى مكان بأسلوب تربوى متميز من خلال التأهيل العلمى والإيمانى والتربوى الاحترافى لمعلمى القرآن.
تعليم أونلاين
وعن أنشطة الأكاديمية، قال «: هدفنا ليس مجرد الحفظ، وإنما تقديم جلسات تعليم قرآن خاصة فى المنازل أونلاين، إضافة إلى تنظيم حلقات تعليم القرآن الصيفية للأطفال بالمساجد والنوادى، ومن أمثلتها: حلقات مسجد الصديق، ومسجد نور الاسلام، ونادى جزيرة الورد الرياضي».
وأشار أن الأكاديمية تقوم بتنظيم عدد من الدورات التدريبية منها دورة معلم القرآن المحترف لتأهيل محفظى القرآن، ودورات صحح تلاوتك لتعليم أحكام التجويد عمليا. ونظريا، ودورة محاريب لتأهيل أئمة المساجد وقراء القرآن، إضافة إلى إيفنتات للأطفال وهى برامج لتعليم القيم الإيمانية والتربوية من خلال أنشطة ترفيهية ومسابقات وألعاب، كما تقوم الأكاديمية بعمل كامبات قرآن، وهى برامج مكثفة لمراجعة الحفظ تشمل أحكام التجويد، والتأهيل لمسابقات القرآن، كما تعنى الأكاديمية بتنظيم العديد من المسابقات المكتوبة، والقرآنية على مختلف المستويات، والتى كان منها مسابقة اعرف نبيك، ومسابقة الاسراء، والمعراج، ومسابقة عشر ذى الحجة، ومسابقة نادى جزيرة الورد فى حفظ القرآن الكريم، ومسابقة قرآن للأطفال (ً Quran kids فبراير2020، ومسابقة رسالة للقرآن الكريم أونلاين 2020، ومسابقة رسالة للقرآن الكريم أونلاين2021.
وأضاف أن نشاط الأكاديمية لم يقتصر على التدريب والحفظ فقط، وإنما لها عدد من المؤلفات التى تكون بمثابة دليل لمعلم القرآن والطالب، منها كتاب دليل المتشابهات فى المسابقات القرآنية، ومذكرة جزءى عم وتبارك « معانى كلمات ومتشابهات واختبر معلوماتك»، وكراسة متابعة تعلم القرآن، والقيم التربوية، ومذكرات مسابقة رسالة لعام .2021
إضافة إلى برامج مصورة منها: فوازير كتاتيب «قصة وصورة» رمضان٢٠٢٠، ومحاضرات صوتية مسموعة على قناة الاكاديمية على تطبيق SoundCloud، وتشمل: سلسلة فضلت بالمفصل، وسلسلة شرح الأذكار، وسلسلة صحح تلاوتك.
خطة طويلة الأجل
من جانبه قال د. محمد عباس الباز، مدير التدريب والمناهج بالأكاديمية، إن طبيعة العمل داخل المؤسسة تعتمد على وضع خطة تدريبية طويلة الأجل للأكاديمية، إلى جانب تدريب العاملين داخلها على طرق التدريس والأهداف السلوكية والوسائل التعليمية، والعمل على إكسابهم مهارت فلسفة التعلم النشط واستراتيجيات التعلم، بالإضافة إلى إجراء اختبارات دورية لمنسوبى الأكاديمية فيما يقدم لهم من برامج، مشيرا إلى أن الأكاديمية تحرص إلى جانب ذلك على متابعة المعلمين والمعلمات فى ضبط تلاوة وحفظ القرآن الكريم، والتواصل مع أولياء الأمور ومناقشة المشاكل التربوية والسلوكية عند الأطفال، كما تعمل على إعداد المواد العلمية والمناهج التى تنفذ داخلها بأسلوب متطور يسهل وصول رسالتها إلى المعلم والمتعلم فى آن واحد.
وأضاف د أحمد رمضان، المشرف التربوى للأكاديمية، أن المؤسسة تهتم بالمحور الإيمانى للمعلمين من ناحية تجديد النوايا وشحن الهمم والقلوب، أما بالنسبة للطلاب فتهتم بالشرح التربوى للسور القرآنية من حيث التفسير الإيماني، والواجبات العملية، والأنشطة، والدروس المستفادة وماذا عرفنا عن الله من خلال الآيات القرآنية.
وأشار إلى أن الفكرة الرئيسة التى تتبعها الأكاديمية تعتمد على الاعتناء بالكيف لا بالكم من خلال إعداد جيل من حفظة كتاب الله ذوى الكفاءة العالية والمستوى الرفيع حفظا وأداء وإن قل عددهم، وهو الأمر الأنسب لواقع المسلمين وحاضرهم، من تخريج أعداد كبيرة ممن يسمون حفاظا بالأسم فقط، دون فهم آيات كتاب الله، وعدم العمل بأحكامه،
لافتا إلى أن المعلمين داخل الأكاديمية حريصون كل الحرص على تطبيق الطرق المثلى لتحفيظ القرآن الكريم فى وقت أسرع وبجهد أقل، بالكيفية التى تترأى لهم ملائمة لروح العصر الذى نعيشه، بهدف الوصول إلى نتائج متميزة من الحفظة والحافظات.
سر السعادة
وأشار إلى أن القرآن الكريم هو سر السعادة ومكمن السرور ومنطلق الراحة ومنبثق الهناء، للعاملين به والمداومين عليه فهو يهدى للتى هى أقوم ويدل على طريق الإسلام ويوحى بالنهج المحكم.
وأضاف أن الله تبارك وتعالى أنار بفضله الواسع الأماكن التى تعمل بها الأكاديمية حيث كانت بمثابة فاتحة خير على أهلها، فلا يكاد يمر يوم إلا ويزداد أعداد الحفظة فيها، بفضل جهود القائمين على الأكاديمية، وحرصهم الدائم على إيصال رسالتها التى أنشئت لأجلها وهى حفظ كتاب الله بأحكامه الصحيحة المتقنة.
وأشار إلى أن الأكاديمية تعتبر صرحاً علمياً عملاقاً، تتلى فيه آيات كتاب الله آ ناء الليل وأطراف النهار، ويستقبل الدارسين من كافة الأعمار صغارا وكبارا، من الراغبين فى حفظ كتاب الله بطريقة صحيحة على إيدى معلمى الأكاديمية الذين عرف عنهم تقواهم وصلاحهم، وتحليهم بالعلم الوسطى المعتدل، خاصة أن معظمهم من خريجى كليات العلوم الشرعية بالأزهر الشريف.
وقالت آية إبراهيم، مشرفة المعلمين بالأكاديمية «تشرفت بالعمل في أكاديمية كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم بالمنزل أون لاين منذ نشأتها كمشرفة مسئولة عن متابعة المعلمين في الجلسات يوميا، وإجراء التقييمات الشهرية لكل طالب، والوقوف علي مستوي المعلم ومدي التزامه بضوابط العمل داخل الجلسة، ومتابعة حضوره التدريبات الأسبوعية في الأكاديمية لرفع كفاءته، مع مراعاة الظروف المختلفة لكل معلم، مؤكدة أنها تشعر بسعادة كبيرة داخل الأكاديمية وتطمح في الوصول بخدماتها إلي كل بيت في مصر لنجاح تجربتها التي نالت إعجاب كل المؤسسات القرآنية علي مستوي الجمهورية ورغبتهم في التعاون معها.
وعبرت نورا حسن، من فريق معلمي الأكاديمية، عن سعادتها كونها ضمن هذا الفريق الذي وصفته بالرائع، وساعدها في اكتساب الكثير من المهارات التي مكنتها من القيام بعملها علي أكمل وجه، مشيرة إلي أن الأكاديمية تشهد تطورا رائعا في الارتقاء بخدماتها بشكل دورى.
وأكدت أن الفضل في نجاحها يرجع إلي القائمين عليها لحرصهم الدائم علي تطوير مستوي المعلم والطالب في آن واحد.
وأشارت إلي أن الأكاديمية تهدف إلي حفظ الطالب سور القرآن ومعرفة أسباب نزولها، إلي جانب حفظ بعض الأحاديث النبوية والسيرة المشرفة، وإكسابه سلوكيات يطبقها في حياته بوسائل شتي حتي يحب كلام الله ويفهمه ويعمل به، مؤكدة أنها تأمل في انتشار فكرة الأكاديمية علي مستوي العالم الإسلامي لتمييزها ونجاحها في إعداد جيل متميز من المعلمين والحفاظ.
وأضافت مروة علام، من فريق معلمي الأكاديمية، قائلة: كنت من أوائل من تقدموا للعمل ضمن فريق كتاتيب المتميز الذي شرفت بالعمل معه، وكان هدفنا الأول هو ترغيب المتعلم للقرآن في الحفظ من خلال ابتكار أساليب مختلفة وتربيتهم تربية عملية بالقرآن لكي يكون واقعا عمليا في حياتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم بهدف إخراج جيل فاهم لكتابا لله وليس مجرد حافظ فقط، مشيرة إلي أن من شغله القرآن عن الدنيا عوضه الله خيرا مما ترك في الدنيا والآخرة.
وطالبت أولياء الأمور أن يحرصوا علي حفظ أبنائهم لكتاب الله في أعمار مبكرة لينالوا الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن علم وبذل الجهد في هذا الطريق راغبا به مرضاة الله سبحانه وتعالي، موضحة أن أفضل الأعمار للبدء في تحفيظ الأطفال هو عمر الثلاث سنوات لأن العقل في هذه المرحلة يكون متفتحا ويقظا، ومحبا للتقليد والمحاكاة مما يساعد في الإنجاز والاتقان معا.