حكايات| الشيخة همسات.. تحدت الإعاقة بـ«القرآن» فظهرت معجزة على ذراعها

الشيخة همسات.. تحدت الإعاقة بـ«القرآن» فظهرت معجزة على ذراعها
الشيخة همسات.. تحدت الإعاقة بـ«القرآن» فظهرت معجزة على ذراعها

قهرت الظلام بنور القرآن الكريم، ولم تستسلم لإعاقتها، وتحدت الظروف القهرية التي لحقت بها، كما كان لوالدها الدافع الأكبر لها في أن تتخطى كل الظروف الصعبة، خاصة بعد أن شعرت بوقوفه بجانبها في كل الأمراض التي لحقت بها، وأنه مؤمن بقضاء الله وقدره في كل شيء.

 

وقف الأب الذي يمتلك محل بقالة مع ابنته في كل الظروف المرضية الصعبة التي مرت بها، وكان قلبه مليئا بالصبر والإيمان، ولم يستسلم أبدا للظروف، وزادت عزيمته بعد أن فقدت ابنته بصرها في السادسة من عمرها، بعد إجرائها عملية تغيير صمام، بعد أن كانت مصابة بعيب خلقي منذ ولادتها.

 

كل المواقف التي تعرضت لها الأسرة البسيطة، جعلت ابنتهم تحاول أن تتحدى نفسها، وأن تثبت للجميع بأنها قادرة على فعل المستحيل، وأنها أفضل بكثير فبدأت في حفظ القرآن الكريم بمساعدة والدها الذي أحضر لها سماعة تساعدها على حفظ القرآن الكريم، كما أنه يرافقها يوميا إلى مكتب لتحفيظ القرآن الكريم لحفظ القرآن على يد كفيفة، استطاعت أن تحفظها 23 جزءًا من الذكر الحكيم حتى الآن.

 

اقرأ أيضًا|  فاطمة الصعيدية تنحت في صخر الرزق بـ«تروسيكل»

 

«همسات خالد محمود - 12 عاما».. قصة طفلة تحدت الاعاقة بنور القرآن الكريم تحفظ آياته، ليس حفظا فقط بل تعمل بآياته، وتؤدي الصلاة في أوقاتها، ابتسامتها لم تفارقها، رغم كل ما أحل بها من ألم ومرض، متخذة من حفظها القرآن الكريم طريقا سهلا يسلك فيه دروب المحبين له، حتى وإن كانوا فقدوا أبصارهم.

 

هنا في قرية الشلايلة بنجع حمادي، تجد الطفلة همسات أو كما ينادون عليها، بالشيخة همسات، محبوبة من الجميع، يقف الجميع لمساعدتها، ولرسم السعادة على قلبها، تجدها مثالا للصبر الذي لم تتحمله الجبال، فهي نموذج ناجح تفوقت فيه على نفسها بإصرار وعزيمة كبيرة.

 

يروي خالد محمود، والد الشيخة همسات، أن ابنته ولدت بعيب خلقي، عبارة عن مياه زائدة في المخ، وبعد معاناة استمرت لسنوات بحثا عن العلاج، في أيام قاسية، طرقت فيها الأسرة كل أبواب الشفاء في المستشفيات والعيادات الخاصة، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل.

 

 

ويحكي أنه تم تركيب صمام بالمخ لطرد المياه الزائدة، وكانت تبصر حتى السادسة من عمرها، وبعد تركيب الصمام، أصيبت بسخونية وحمى وارتفاع درجة الحرارة، ثم فقدت على إثرها بصرها.

 

ويضيف: «كنا مؤمنين بقضاء الله وقدره، وأصرت الشيخة همسات على حفظ القرآن الكريم على يد محفظة كفيفة، وحفظت 23 جزءًا حتى الآن، وتنوي حفظ القرآن الكريم كاملا، متمنيا أن تجري ابنته عملية في الوجه والفكين لعلاجها من الألم الذي لحق بها»، لافتا إلى أنه في الآونة الأخيرة: «لاحظنا ظهور لفظ الجلالة على يدها اليمنى، والحمدلله على كل حال».

 

وبكلمات بسيطة، قالت الشيخة همسات: «إن أمنيتها أن ترى شيخ الأزهر، وأن تصبح مثل الدكتور طه حسين، كما أن أمنيتها الكبري أن تذهب لرحلة عمرة مع والديها في النصف الأخير من رمضان، مختتمة حديثها أن القرآن نور بصيرتها».