رغم انحيازي الشديد للفقراء الذين نطلق عليهم اسم الدلع »محدودي الدخل»‬ فإنني أؤيد زيادة سعر تذكرة المترو لأن السعر حاليا لا يتناسب مع التكلفة وحجم المصروفات التي تنفق علي المترو سواء كان في مجال الصيانة أو التحديث أو الأجور , خاصة بعد أن تفوقت تسعيرة الميكروباص علي سعر المترو رغم الفارق الحضاري والفارق في التكاليف. زيادة سعر التذكرة يضمن إطالة عمر المترو ويعطي أملا في تحسين الخدمة علي الخطوط القديمة وتخفيف الزحام. لكن قبل زيادة سعر التذكرة يجب أن »‬يبين» رئيس هيئة الأنفاق »‬امارة» ويعطينا الدليل علي أنه قادر علي تطوير المترو وتقديم خدمة راقية أو علي الأقل لائقة. عليه أن يطهر المترو من الباعة والمتسولين الذين احتلوا المترو بدون أدني اهتمام من إدارة أو شرطة المترو. عليه أن يثبت قدرته علي إلزام موظفيه علي احترام موظفيه للقانون والقواعد بأن يمنعهم من التدخين مثلا. عليه أن يثبت أن ماكينات الخروج والدخول يمكن إصلاحها واستخدامها بعدما تعطلت كلها تقريبا وبعد أن أصبح الشباب المتنطعين يدخلون بالقفز فوق الماكينات. عليه أن يلزم نظافة المترو بمنع الملصقات الدعائية التي تضعها شركات بير السلم في عربات المترو بل ومقاضاة هذه الشركات حتي تمتنع عن الاستمرار في سلوكها المشين. عليه أن يفسر لنا سر اختفاء صناديق القمامة من المحطات. عليه أن يثبت أن زيادة سعر التذكرة لن يذهب إلي جيوب موظفي المترو كحوافز. إن سعر التذكرة غير مجد بل ومرفوض إذا لم تتحقق طفرة في المترو وإذا لم يستطع رئيس هيئة الأنفاق إقناعنا بقدرته علي ضبط الأمور وإعادة المترو إلي صورته الأولي وقت أن كان الفرنسيون يديرونه أو يشرفون عليه. أيضا أطالبه بأن يلغي إقامة محطة للمترو في الزمالك حتي لا نقضي علي المنطقة الوحيدة الباقية من الأحياء الجميلة ولا أجد مبررا ولو ضئيلا للإصرار علي إقامة المحطة فالنتيجة معروفة , عشوائيات وميكروباصات وباعة ومتسولين , خليط محترم من الفوضي والتخلف.