بالفيديو | علماء الفلك: الإشارات الغريبة من السماء.. لغز محير ولم نصل لتفسير

اشارات غريبة تصل للأرض من السماء 
اشارات غريبة تصل للأرض من السماء 

يعرف علماء الفلك بأن الانبعاثات الراديوية أمر شائع في الكون، حيث يتم انتاجها بواسطة كل شيء من الكواكب والنجوم والأجسام الغريبة مثل النجوم النابضة والثقوب السوداء والمجرات وبالطبع التكنولوجيا البشرية.

اقرأ أيضا | قبل نهاية عام 2021.. كسوف للشمس وخسوف شبه كامل القمر

 وأفاد الخبراء مؤخرا اكتشفت إشارات موجات لاسلكية جديدة وغير عادية باستخدام التلسكوب الراديوي (أسكاب) في أستراليا، على عكس أي إشارات تم العثور عليها من قبل، وهي قادمة من اتجاه مركز مجرتنا درب التبانة وحتى الآن لم يفسرها العلماء.

واكد الخبراء إن سلوك ذلك الانبعاث الراديوي المكتشف لا يتناسب مع نمط أي مصدر معروف للإشارات الراديوية (إشارة متغيرة بنمط غير معروف) فقد تكون نوعًا جديدًا من الأجسام النجمية.

أُطلق على مصدر الإشارات اسم ASKAP J173608.2-321635 نسبة إلى إحداثياته  لكن من غير المعروف ما هو المصدر الذي لوحظ بانه متغير السطوع ويقوم بتشغيل الإشارة وإيقافها بشكل عشوائي وهو أمر لم يشاهد مثله أبدًا ومهما كان فهو شديد الاستقطاب ويتذبذب.

أغرب خاصية لهذه الإشارة الجديدة هي أنها عالية الاستقطاب، هذا يعني أن ضوءها يتأرجح في اتجاه واحد فقط، لكن هذا الاتجاه يدور حول نفسه مع مرور الوقت.

أحد أكثر الأشياء الغير العادية حول المصدر هو كيفية العثور عليه حيث قام  العلماء  بمسح السماء باستخدام التلسكوب الراديوي (أسكاب) للعثور على اجسام جديدة غير عادية من خلال مشروع يُعرف باسم المتغيرات والعابرات البطيئة (VAST) ، خلال عامي 2020 و 2021.

 وبالنظر إلى مركز المجرة، وجد أن الجسم المكتشف ASKAP J173608.2-321635 ، فريدًا من حيث أنه بدأ غير مرئي ، وأصبح لامعًا ، وتلاشى ، ثم عاود الظهور وهو سلوك غير عادي.

تم إكتشاف 6 إشارات على مدى تسعة أشهر في عام 2020، ولكن عندما تمت محاولة العثور على المصدر في الضوء المرئي باستخدام التلسكوبات البصرية مثل تلسكوب باركس الراديوي، لم يرصد شيئًا، لكن بعد ذلك ، اكتشفها تلسكوب (ميركات) الراديوي في جنوب إفريقيا، وهو مجموعة من التلسكوبات أكثر حساسية من تلسكوب (باركس) الراديوي. كانت الإشارة موجودة، وإن كانت متقطعة ومختلفة.

ماذا يمكن أن يكون مصدر تلك الموجات الراديوية الغريبة؟

استبعد العلماء أنه قد يكون نجمًا نابضًا ، وهو نجم نيوتروني سريع الدوران يُصدر حزمًا من الطاقة تشبه المنارة، أو نوعًا آخر من النجوم يصدر توهجات ضخمة، لكن الإشارات من هذا المصدر الجديد لا تتطابق مع هذه الأنواع من الأجسام السماوية.

تبدو الإشارات أيضًا مختلفة عن تلك الناتجة عن أجسام مثل المستعرات العظمى (السوبرنوفا) والنجوم المتوهجة والتدفقات الراديوية السريعة، هذه الأجسام  متغيرة أيضًا، ولكن لا تطابق هذه الإشارات الغريبة المكتشفة حديثًا.

مع ذلك ، يبدو أن هناك بعض أوجه التشابه مع مصادر غامضة أخرى بالقرب من مركز المجرة تسمى العابرات الراديوية بمركز المجرة (Galactic Center Radio Transients). بما في ذلك واحدة يطلق عليها اسم  ‘cosmic burper’."المتجشىء الكوني".

 يشترك الجسم الجديد ، ASKAP J173608.2-321635 ، في بعض الخصائص مع العابرات الراديوية بمركز المجرة ولكن هناك أيضًا اختلافات، واساسا العلماء لايفهمون هذه المصادر تماما وهذا ما يزيد من الغموض.

حقيقة هذا الاكتشاف لغز محير وبحاجه إلى تفسير واضح، لذلك ستكون الخطوة التالية مواصلة مراقبة الإشارات قدر الإمكان بمساعدة التلسكوبات الراديوية الحالية أو تلك التي ستبنى في المستقبل القريب والتي يمكن أن تساعد في حل ألغاز مثل هذا الاكتشاف على أمل العثور على مزيد من الأدلة التي ستوفر رؤى جديدة ومثيرة حول كوننا.