بعد أن تخطت قيمتها 2,5 تريليون دولار.. سوق «الكريبتو» إلى أين؟

سوق سوداء على جروبات الفيس بوك لتداول العملات
سوق سوداء على جروبات الفيس بوك لتداول العملات

جنون لا يتوقف وارتفاعات فلكية للعملات الافتراضية، يقابله هوس من قبل محبى الربح السريع والثراء دون تعب وبدون معرفة عواقب تداول تلك العملات بعد أن وصلت قيمة تداول هذه العملات إلى ٢ ونصف تريليون دولار.. لذا وجب التحذير من التعامل مع تلك العملات التى قد تجعلك ثريا بين عشية وضحاها، وقد تسلبك أموالك فى لحظات وتعرضك للمسأءلة القانونية..

وبالرجوع إلى مؤسس فكرة هذه العملات أو سوق الكريبتو كما يطلق عليه الآن فإننا سنعود إلى عام ٢٠٠٩ وبالتحديد اليابانى ساتوشي ناكاموتو، الذى اختفى فجأة بعدها بعام واحد ليسلم الراية لمهاويس الربح والثراء الفاحش وينشأوا مجتمع هذه العملات أو ما يعرف باسم عالم البيتكوين والعملات الافتراضية..

سوق سوداء لتداول العملات الا فتراضية على «فيس بوك»

«اقتصادى»: خطر على النظام المالى العالمى وعلى ثروات الأ فراد

وهنا نرصد فى هذا الموضوع مستقبل ومخاطر العملات الافتراضية، فقد زاد هوس الشباب فى الفترة الاخيرة ورصدت صفحات وجروبات مغلقة على فيس بوك وclubhouse، لبيع وشراء هذا العملات التى تخطت الآلاف فى أعداداها وانواعها لتتحول إلى سوق سوداء، واعتمد الكثيرون من مروجى تلك العملات الجديدة التى تعرف أسماء غريبة مثل عملة القطة والكلب والخنزير وغيرها مثل: البيتكوين BTC - الإيثيروم ETH - التيثر USDT - بولكادوت DOT - تشين لينك LINK، وتداولها الكثير من محبى الثراء على هذه الجروبات المغلقة بعيدا عن الرقابة، وعلى الجانب الآخر ارتفعت اسعار العملات الافتراضية إلى أعلى مستوياتها وصعدت «إيثر» أكثر من 60% منذ أدنى مستوياتها فى سبتمبر، ووصلت «إيثر»، ثانى أكبر العملات المشفرة، إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، بعد ما يزيد قليلا عن أسبوع من تحطيم منافستها الأكبر «بتكوين» رقمها الخاص، ولمواكبة التريند فاستغل مروجو تلك العملات النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «لعبة الحبار» (Squid Game)، ليتم التداول بعملة رقمية تحمل الاسم نفسه «سكويد»، وتحقق صعودا 2400% ..

ورغم كل هذا الشغف والهوس بتلك العملات، فقد لا يعلم متداولوها أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تمكنت منذ أيام بضبط تشكيل عصابي تخصص في الاتجار بالعملات الافتراضية والترويج لنشاطهم الإجرامي عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وبالحديث عن العقوبة، فسبق أن اقر البرلمان قانون البنك المركزى الجديد، الذي ينص فى المادة (206) منه على حظر إنشاء أو تشغيل منصات لإصدار أو تداول العملات المشفرة أو النقود الرقمية، أو الترويج لها دون الحصول على ترخيص، وطبقا للمادة (225) يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تجاوز عشرة ملايين جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من خالف أیا من أحكام القانون، وفي حالة العود يحكم معا بالحبس والغرامة..

ويرى المهندس وليد حجاج أن مثل هذه العملات ليس لها أى وجود مادى ملموس، وعملة لا يتم تداولها بشكل يدوى بين الأشخاص، ولكن يتم تداولها عبر مواقع الإنترنت فقط، ويدعمها بقوة إيلون ماسك وبعض رجال الأعمال مثل عمل الـdogcoinوهى تختلف عن باقي العملات التقليدية الأخرى وهي أشبه بقطعة غامضة من التعليمات البرمجية..

أما د. وائل النحاس الخبير الاقتصادى فيرى أن العملات الافتراضية «مخطط شيطاني» لضرب اقتصاديات المنطقة وباب للتجارة غير المشروعة وتهريب وغسيل الأموال، وأضاف أن زيادة أنواع هذه العملات ما هو إلا تمهيد لما سيحدث، فهذه العملات ستمر بمراحل صعود وهبوط فى الأسعار حتى تنتهى نهائيا ليحل محلها نظام عالمي مالي جديد قائم على العملات الرقمية والافتراضية، وأضاف أنها خطر على النظام المالي العالمي وعلى ثروات الأفراد، فغياب الرقابة على العملات الرقمية وعدم وجود ضامن لعملية التداول يهدد أموال الراغبين فى شراء تلك العملات وايضا بسبب تيسيرها النشاطات الإجرامية، التى تتضمن التهرب الضريبي.