نجوم فريق الجاز الأمريكى ICX: الجمهور المصري هو الأفضل | صور

نجوم فريق الجاز الأمريكى ICX
نجوم فريق الجاز الأمريكى ICX

إنجى ماجد

جولة ناجحة عاشها فريق الجازالأمريكى ICX Jazz Ensemble خلال مشاركته فى الدورة الثالثة عشر من مهرجان القاهرة الدولى للجاز؛ حيث شارك فى إحياء حفل الافتتاح نهاية الأسبوع الماضى؛ وهو أول حفل له بمصر؛ كما قام بإحياء حفل آخر فى محافظة المنيا السبت الماضى؛ إلى جانب مشاركته فى ورشة موسيقية أول ايام المهرجان أقيمت بمركز التحرير الثقافى؛ والتى كانت كاملة العدد بمجرد طرح التذاكر الخاصة بها. 

فريق ICX مكون من ستة فنانين يتقدمهم عازف الساكسفونالشهير جريج تاردى وعازف الترومبيتتوم ريتشيسون وعازف الجيتارمارك بولينج وعازف الكونترباص جون هامر وعازف الكيبورد ماسيج كوفاشيفيتش وشقيقه الأصغر ابيل كوفاشيفيتش؛ وخلال جولتهم فى مصر التقت أخبار اليوم بأفراد الفريق للحديث عن فن الجاز؛ وكيف ينجحون فى الاستمرار وسط ظهور العديد من الألوان الغنائية الجديدة؛ ومفاجأة الجمهور المصرى لهم وغيرها من التفاصيل تتابعونها فى السطور التالية. 

فى البداية حرصنا على معرفة كيف تكون الفريق - وخاصة أن جميع أفراده نجوم فى عالم الجاز - وهو السؤال الذى أجاب عنه مؤسسه دافيد ريتشاردسون قائلا:" كنت أفكر دوما فى إنشاء كيان فنى يربط بين جميع شعوب العالم؛ ومن هنا جاءتنى فكرة تكوين فريق للجاز؛ وقد كنت موفقا للغاية فى اختيار أفراده لأنهم جميعا نجوم متألقين فى عملهم الموسيقى".

وبسؤال نجم الفريق جريج تاردى إذا كان استمع من قبل لفرق جاز مصرية؛ أجاب أنه للأسف الشديد لا يمتلك أية معلومات عن عازفى الجاز المصريين؛ ولكنه أكد على أنه سيحرص على الاستماع لأعمالهم قبل رحيله من مصر.

وعن انطباعهم عن الجمهور المصرى بعد حفلهم الاول فى افتتاح المهرجان؛ رد ماسيج كوفاشيفيتش قائلا: " أنا اعتبر نفسى مصرى لأننى متزوج من مصرية؛ واعترف أن الجمهور المصرى من أفضل المستمعين الذين رأيتهم على طول حفلاتى الفنية؛ فقد لاحظت فى أغلب الحفلات التى قدمتها أن الجمهور يمل ويشعر بالنعاس بعد أول أغنية؛ ولكنى فوجئت بحماسة وتشجيع الجمهور المصرى؛ وهو ما منحنا جميعا حماسا شديدا للاستمرار فى العزف وعدم التوقف؛ وهو الأمر الذى لم نعيشه من قبل؛ رغم مشاركتنا فى الكثير من المهرجانات حول العالم.

وبسؤال تاردى عن كيفيةجعل جمهور الشباب يهتمون بموسيقى الجاز على الرغم من أن معظم ألحانها الأساسية عمرها ما يقرب من نصف قرن؛ أجاب قائلا:" أعتقد أن هذا يتطلب بذل جهد أكبر من جانب المؤلفين الموسيقيين؛ فيجب أن نسعى جاهدين لأن نقدم موسيقى لا تنال اعجاب النخبة فقط؛ ولكن تعجب وتصل إلى أفراد الجمهور العادى؛ الذى هو بالمناسبة يمثل شريحة كبيرة من جمهور موسيقى الجاز حول العالم؛ويجب على فنان الجاز أنيكون قادرا على التعبير عن الأفكار الثقيلة بطريقة يمكن لأي شخص أن يفهمها؛وخاصة إذا كان موضوع يتحدث عن الروح البشرية؛ فمن المؤكد انها ستلمس الجمهور العادى وتجعله مقبل على سماعها". 

وأشار تاردى كذلك إلى أن المحطات الاذاعية وفنانو الدى جى عليهم دور فى تلك المسألة؛ فيجب أن يلعبوا موسيقى الجاز القديمة وكذلك الأعمال الجديدة منها؛ حتى يعرف الجمهور العادى أن الجاز نجح فى مواكبة العصر بتقديم ألحان جديدة قوية وناجحة مثل الألحان القديمة تماما.

هل هناك سن لتقاعد فنان الجاز؛ سؤال أجاب عليه أكبر أفراد الفريق سنا توم ريتشيسون قائلا : " أنا عازف ترومبيت كما أننى مصاب بمرض مزمن فى الرئة؛ ورغم ذلك نصحنى طبيبى الخاص بعدم التوقف عن العزف؛ طالما كنت قادرا على ايصال شغفى وموسيقاى إلى الجمهور". 

خرج فن الجاز إلى العالم من الولايات المتحدة لتصبح الدولة الرائدة به؛ ولكن امتد ذلك اللون الموسيقى إلى مختلف أنحاء العالم؛ لتصبح هناك دول منافسة لأمريكا فيه؛ وهو ما عقب عليه جريج قائلا:" احترافى لموسيقى الجاز لم يأت من فراغ؛ فقد نشات فى مدينة نيو أورلينز - وهى منبع موسيقى الجاز فى العالم - ؛ بعدما قرر فنانون أمريكيون من أصحاب البشرة السمراء؛ التعبير عن غضبهم من الفصل العنصرى الذى كانت تعيشه الولايات المتحدة سابقا؛ فقد كانت أداتهم للتعبير عن معاناتهم؛ أى أن الجاز بالأساس فن أمريكى خالص ارتبط من الأساس بأصحاب البشرة السمراء؛ ومن هنا لا يمكننى مثلا وضع ألحان الجاز الخاصة بى على أحد الأغانى المصرية؛ فالجمهور المصرى وقتها لن يتقبلها وسيشعر بوجود خطأ ما؛ ما أعنيه أنه لا يوجد منافسة بيننا وبين دول أخرى؛ لأنه فى النهاية لكل نوع موسيقى أصوله ومقاماته التي يجب علي الجمهور الاستمتاع بها؛ سواء كان الفنان أمريكى أو من أى مكان آخر.

من المعروف أن فنانو الجاز من أكثر الموسيقيين الذين لا يجدون تمويلا كافيا لانتاج أعمالهم الموسيقية؛ مثل باقى فنانى الألوان الموسيقية الأخرى كالبوب والراب؛ وهو ما جعل تاردى يكشف عن الشئ الذى يتمنى تغييره في عالم الموسيقى ليصبح حقيقة؛ ليفصح عنه قائلا:" أتمنى أن يكون هناك المزيد من فرص التمويل للموسيقيين لتقديمأعمالهم ودعم حياتهم المهنية؛  سيكون من المدهش لو كانت هناك طريقة أفضل للحصول على المال لتسجيل الموسيقى؛ ثم دعم الفرق لأداء تلك الموسيقى في جميع أنحاء العالم؛ أعتقد أنه من المثالي ألا تضطر إلى التفكير في النتيجة المالية النهائية عند البدء فى عملك الفنى؛ فأنا أصنع الموسيقى لأنني أحب الموسيقى؛وليس لأنها مهنتى التى أكسب منها مالى؛ وأدرك أن الصناعة قد تغيرت كثيرا على مر السنين؛ وهو ما جعل الفنان ليس فنانا فحسب؛ ولكن رجل أعمال أيضا؛ فالطريقة التي يتم بها صناعة الموسيقى حاليا؛ تمنح الأشخاص الذين يمتلكون دعم مالي أقوى ميزة بالتأكيد؛ عمن لا يجدون التمويل المناسب حتى ولو كانوا أكثر موهبة.