ضى القلم

موجة غلاء

خالد النجار
خالد النجار

لن تفلح نظريات الاقتصاد ونصائح الترشيد مع أى مستهلك عاند نفسه وتمادى فى التمسك بعادات سيئة وفشخرة كدابة واستمر فى طريق التبذير.
خلقت كورونا أزمات أدت لنقص السلع وتراجعت عمليات الشحن وتأثر اقتصاد العالم، ولا بد من اتخاذ طرق استهلاكية رشيدة وأن نتعامل مع الأزمة بنمط استهلاكى وفق الضروريات.
اتخذت الدولة خطوات وقرارات استباقية من خلال قراءة الأزمة العالمية و ظهرت قوة مصر فى أزمة كورونا وما شهده العالم من نقص فى السلع تعاملنا معه بحكمة ومواجهة سليمة ومرت ظروف قاسية بسلام، لكننا أمام تحديات أكبر بنقص كبير فى السلع نتيجة تعطيل المصانع والتشغيل بنصف العمالة وظروف الشحن والتصدير التى طالت العالم أجمع و مع زوال الموجة الرابعة لكورونا اللعينة نتمنى أن تتعافى المصانع وتعود دورة العمل لكامل طبيعتها.
أثبتت الدولة المصرية متانتها وثبات أركانها، تجهيزات لمستشفيات العزل وتعقيم للشوارع والميادين واستنفار ومواجهة بمسئولية، فلم تكن أزمة كورونا الا اختبارا حقيقيا لجاهزية مصر، وقوة الحكومة والأجهزة الأمنية التى تعاملت بوطنية وخوف حقيقى على المواطن والبلد.
شهادات دولية باقتصاد مصر وثباته وقوته وما شاهدناه فى دول عظمى من هلع و تكالب على الحصول على السلع لم نره ولله الحمد فى مصر مطلقا.
لكننا أمام موجة غلاء تجتاح العالم طالت المواد الخام والسلع بخلاف زيادة أسعار البترول والغاز، وسط توقعات بموجة تضخمية خلال الفترة المقبلة، ودوما مصر بفكرها الجديد تتقدم بخطوات استباقية وبدأت الدولة تنفيذ عدة إجراءات لضبط الأسواق والتيسير على المواطنين، بتوجيهات مستمرة ومتابعة دائمة من الرئيس عبد الفتاح السيسى تتضمن توفير السلع وزيادة الأرصدة من السلع الاستراتيجية ومواجهة أى محاولات للاحتكار والاستغلال، كما بدأت الحكومة والقوات المسلحة تخصيص أرصدة بكل محافظة من الزيوت والقمح والسكر، واللحوم والدواجن وكل الاحتياجات الأساسية.
أثق فى جهود الدولة وأدرك أننا سنواجه الأزمة القادمة مثلما واجهنا بفضل الله وبالتخطيط السليم أزمة كورونا.
تبقى الخطوة المهمة وهى ارتفاع معدل الوعى والانحياز لفكرة الترشيد ، فإذا لم تكسبنا تلك الظروف القاسية عادات استهلاكية صحية حكيمة فمتى نتعلم؟
موجة صعبة تتطلب مزيدا من الوعى لمواجهة زيادة الأسعار العالمية خاصة أن مرتباتنا لم يصبها أى موجة ارتفاعات ويبدو أنها محصنة وعصية على الزيادة.