وسط ترقب دولي.. «دوران عجلة» الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا

مؤتمر دعم استقرار ليبيا الذى عقد أكتوبر الماضى فى العاصمة طرابلس
مؤتمر دعم استقرار ليبيا الذى عقد أكتوبر الماضى فى العاصمة طرابلس

53 يومًا ويتجه الليبيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار أول رئيس ليبي لهم فى التاريخ بعد توحيدها على يد الملك السنوسى عام 1951 وبعد حرب أهلية مزقت ليبيا إلى طوائف وجزر منعزلة بين الشرق والغرب وألحقت خسائر بالأرواح والاقتصاد والبنية التحتية.

وفي 24 من ديسمبر المقبل تسدل ليبيا الستار عن مرحلة عصيبة من عمر البلاد وتغلق صفحات قاتمة من التفرقة والانقسام والاحتراب الداخلي، وتطوي مرحلة تاريخية استثنائية كان عنوانها التخوين وفقدان الثقة بين أبناء الشعب الواحد، وتغلق خضوعها للمحتل الأجنبي والغزو العسكري من المرتزقة الأجانب، وتقرر لأول مرة مصيرها وتكون لها كلمتها أمام العالم لتعلن استقلالها وأنها صاحبة سيادة كاملة على جميع أراضيها لتبدأ مرحلة البناء وإعادة ما دمرته الحروب الأهلية، وتنظم شئونها الداخلية وتوحد مؤسساتها العسكرية والاقتصادية وتعلن للعالم أنها بلد الأمن والأمان لتعود إلى محيطها الدولى والإقليمى والعربى دولة ذات سيادة .

ففي الوقت الذى تعمل فيه المفوضية الليبية للانتخابات برئاسة عماد السايح على قدم وساق من أجل تذليل كل العقبات والعراقيل أمام أداء مهمتها على أكمل وجه.. وتضع الحلول والإجراءات الكفيلة بضمان إجراء الانتخابات فى موعدها 24 ديسمبرالمقبل وبعد حصولها على دعم دولى وعربى ومنظمات سياسية للخطوات التى تقوم بها لإتمام الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالإضافة إلى تعهد حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة على توفير التمويل الكافى للمفوضية واتخاذ كل التدابير الأمنية اللازمة لإجراء تلك الانتخابات فى جو تسوده النزاهة، حيث أعلنت قوات الأمن بالشرق الليبى دعمها ومساندتها لإجراء الانتخابات فى موعدها 24 ديسمبر وأنها جاهزة لتأمين جميع المراكز الانتخابية.

وعلى صعيد المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة يأتى المشير خليفة بلقاسم حفتر الذى حسم أمره مبكراً عندما تخلى عن منصبه مؤقتاً فى قيادة الجيش الوطنى الليبى وأوكل المهمة العسكرية فى 22 سبتمبر الماضى لرئيس الأركان العامة، الفريق أول عبد الرزاق الناظورى ولاقى أمر ترشح حفتر دعما كبيرا من مؤيديه فيما أعلن خصومه رفض ترشحه بينهم مجلس الدولة الليبى وخاصة أن القانون يعيد حفتر إلى منصبه قائداً للجيش أذا اخفق فى اقتناص كرسى الرئاسة فى ليبيا.

في المقابل يعد المستشار عقيلة صالح ثانى أبرز المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية الليبية، حيث يتنظر فتح باب الترشح رسميا من قبل المفوضية العليا للانتخابات التي أعلن عنها فى موعد النصف الأول من شهر نوفمبر 2021 ليحسم الجدل حول قرار ترشحه من عدمه على منصب الرئيس المقبل لليبيا، فى الوقت الذى تداولت أنباء من المقربين له عزمه خوض ماراثون الانتخابات المقبلة.

وفى الوقت ذاته لم يتم حسم الجدل حول ترشح سيف الإسلام القذافي فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لكن ربما تتغير المعادلة خلال الساعات القليلة القادمة وخاصة أن أنباء دعت إلى ترشح سيف الإسلام بعد إزالة كل العراقيل القانونية أمام خوضه للانتخابات المقبلة، فيما ذهب البعض إلى وجود تفاهمات دولية وإقليمية حول عودة سيف الإسلام للعب دور محورى على الساحة الليبية السياسية سواء ترشح على منصب الرئيس أو تولى منصبا رفيعا فى الحكومة الليبية المقبلة يستطيع من خلاله إيجاد قدر من الإيجابية فى الوصول إلى مصالحة ليبية وطنية شاملة.