الدول الملوثة للمناخ تفشل في الوفاء بتعهدات «اتفاقية باريس»

الفيضانات المدمرة من بين أثار التغير المناخى الواضحة
الفيضانات المدمرة من بين أثار التغير المناخى الواضحة

ما زالت الاقتصادات الرئيسية فى العالم، والتى ساعد الكثير منها فى تأجيج ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال القرن الماضى من خلال التلوث الهائل بغازات الاحتباس الحراري، تفشل فى القيام بدورها فى معالجة المشكلة بشكل مناسب .

يوضح تقرير الانبعاثات السنوى للأمم المتحدة، وكيف أن مجموعة العشرين - التى تضم 19 دولة منفردة والاتحاد الأوروبي - ليست مجتمعة على المسار الصحيح للوفاء بتعهدات خفض الانبعاثات التى قطعوها كجزء من اتفاقية باريس لعام 2015.

ووجدت الأمم المتحدة أنه بالنظر إلى أن الدول المتقدمة مسئولة عما يقرب من ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، فإن إخفاقها في وضع أهداف جريئة أو الوفاء الكامل بالأهداف الحالية يعد سببًا مهمًا فى بقاء العالم على مسار نحو تفاقم الكوارث المناخية.

فقد حددت بعض الكيانات الرئيسية، مثل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، خططًا جديدة أقوى للمناخ والتي إذا تم تنفيذها ستؤدى إلي تخفيضات حادة في الانبعاثات فى تلك الدول بحلول نهاية هذا العقد. فى حين لم تقدم مصادر الانبعاثات الكبيرة الأخرى مثل الصين والهند، خططًا جديدة رسميًا بعد، ومع ذلك، وجد التقرير أن التحول العميق بعيدًا عن الوقود الأحفوري لا يحدث بالســـرعة التـــي قــــال العلماء إنها ضرورية.

يقدر تقرير الأمم المتحدة أن الالتزامات الجديدة من حوالى 120 دولة، حتى نهاية سبتمبر، قد تؤدى إلى خفض بنسبة 7.5 فى المائة فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى فى العالم بحلول عام 2030 إذا تم تنفيذها بالكامل.

لكن يجب أن تنخفض الانبعاثات فى الواقع سبع مرات بهذه السرعة؛ للوصول إلى الهدف الأسمى لاتفاقية باريس - الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية. 
ترسل هذه النتائج، بالإضافة إلى النتائج الأخرى التى وردت سابقًا، رسالة لا لبس فيها مفادها أن الوقت ينفد بسرعة فى العالم لدرء التأثيرات المناخية التى لا رجعة فيها. قال العلماء إن  البشر يمكنهم إطلاق أقل من 500 جيجا طن إضافية من ثانى أكسيد الكربون - ما يعادل حوالى 10سنوات من الانبعاثات العالمية الحالية - للحصول على فرصة متساوية للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. هذا يعنى أن العالم يمكن أن يتجاوز هذه العتبة فى وقت مبكر من العقد الثالث من القرن الحالى دون تغييرات جذرية.

وسيواجه القادة بعد قمة جلاسكو ضغوطًا لتقديم عمل حقيقى بدلاً من الخطاب فقط، وسيكون التركيز الأول على خطوات ملموسة يمكن أن تساعد فى إبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض، عاجلاً وليس آجلاً، ولكن ذلك لن يكون سهلًا .

اقرأ أيضا | قنصلية القدس وحل الدولتين.. «بايدن» يضع لغمين تحت مقعد بينِت