أتابع علي مدار الشهور القليلة الماضية العمل في قناة السويس الجديدة، ولكني اكتشفت أن كل ما قرأته أو سمعته لا يمثل شيئا في الإنجاز العظيم الذي تحقق علي أرض مصر.

فالفارق كبير بين أن تقرأ أو تسمع وبين أن تري بعينيك!
للحظة الأولي لم أصدق أنني أبحر في القناة، فقد كانت المرة الأولي وتمنيت ألا تكون الأخيرة.
كنت واحدا ضمن وفد دار «أخبار اليوم» دعينا لرؤية الإنجاز العظيم، وكان بحق إنجازا يدعو كل مصري للفخر ببلده وبرجاله.
بدأنا من القناة القديمة وانطلقنا إلي القناة الجديدة، شعرنا جميعا أننا نعيش تلك اللحظات المجيدة التي عبرت فيها قواتنا المسلحة القناة خلال حرب أكتوبر، فرهبة المكان تفرض نفسها بكل قوة علي كل من يتواجد فيه، هنا كان خط بارليف المنيع الذي قهره رجال مصر البواسل وهاهم يحولونه أو جزءا منه إلي شريان جديد للعالم.
علي ضفة القناة أسراب نحل تعمل بنظام ودقة بالغين، للإعداد للاحتفال التاريخي.
عمليات التدبيش ووضع اللمسات الأخيرة لمنصات الاحتفال التي سيتواجد فيها ملوك ورؤساء العالم إلي جوار فئات الشعب العظيم. كل الشعب يريد أن يشهد الاحتفال ولكن الأمر صعب التحقق.
شاهدنا الكراكات والمنصات والتماثيل التي أعدت.. شاهدنا الإنجاز حقيقة وواقعا وليس حلما، وشعرنا بالفخر وبالعزة، كما شعرنا بأن مصر تمتلك من شبابها من يقدر علي تحقيق المستحيل.. ورأينا ذلك التحدي علي وجوه كل من التقيناهم سواء في مجري القناة أو علي ضفافها، دون أن يتحدثوا.
وصلت رسالتهم: هذه بلدنا وسنجعلها «أد الدنيا» وان شاء الله ستصبح مصر بلدنا «أد الدنيا» رغم أنف كل من يكرهها.. ومن لا يريد الخير لها.
ورغم يقيني بأن كل مصري يحب بلده ويعشق ترابها، لا يتأثر بكل ما تروجه جماعة الإرهاب حول الإنجاز العظيم الذي تحقق بقناة السويس الجديدة، إلا أنني أتمني أن يتم تنظيم رحلات لمختلف فئات الشعب ليروا بأعينهم ما تحقق، ليس ليكتشفوا كذب جماعة الإرهاب وما يروجونه من شائعات، ولكن ليكونوا علي علم بقدرة بلدهم ومكانته وقدرة شبابه علي العطاء والتحدي.
انتهت جولتنا في القناة.. لننزل من اللنش الذي كان يقلنا.. وما هي إلا خطوات من المرسي، استوقفنا أحد رجال مصر البواسل ليشير إلي بعض الأشجار.. قال هل ترون تلك الحفر في الشجر، إنها آثار دانات العدو التي كان يصوبها نحونا، لم تسقط الأشجار ولكنها صمدت لتبقي شاهدة علي التاريخ.