3 جرائم ضحاياها تلاميذ إبتدائي وإعدادي.. والجناة زملاؤهم

دماء على «تختة» المدرسة

تلميذ ابتدائي يقتل زميله
تلميذ ابتدائي يقتل زميله

 مصطفى منير – حمدين بدوي 

أطفال لكن ليس جميعهم أبرياء، صدق أو لا تصدق، تلميذ ابتدائي يقتل زميله أو يشوهه بموس حلاقة!

  كثيرون منا قد يستوعبون مشاجرات هؤلاء الصغار خارج المدرسة لكن أن تتم المشاجرة داخل فصول الدراسة، فهذا ما لا يستوعبه أحد. الصدمة في تحول الأمور إلى جرائم قتل وتشويه بأسلحة بيضاء، ومهما كانت هذه الحوادث؛ فهي تمثل حالات فردية إلا أنها مؤشر خطر يجعلنا نتساءل: أين دور المدرسة والبيت في تهذيب نفوس هؤلاء الصغار؟!، وهل للأفلام والمسلسلات التى تقدم محتوى عنيفًا تحت مسمى الاكشن سببًا فيما يحدث؟!

 أمام مدرسة بمدينة 6 أكتوبر كانت تقف الأم «سماح» وبيديها طفليها «ادم» فى الصف الثاني الابتدائى، وشقيقه الكبير «ياسر» فى الصف السادس الابتدائى، انطلق الطفلان داخل المدرسة وعادت الأم للمنزل كعادتها، لم تتخيل أن ابنها ياسر سيعود جثة هامدة!

 الإفطار الأخير

 دقائق بعدما ترك الطفل «ياسر» والدته أمام باب المدرسة وصار برفقة زملائه فى الفصل بطابور المدرسة، وصعد التلاميذ للفصول، جلس بالمكان المخصص له، لكن فوجئ الطفل بزميله «يوسف» وهو دائم الشجار معه كعادة الأطفال، لا يتخيل أحد أن ينتهى بكارثة ويسقط أحدهم قتيلًا والآخر متهمًا بجريمة قتل وهو في هذا السن الصغير. بعدما جلس التلاميذ واخبرهم المدرس بإخراج الافطار وتناوله، سرعان ما تقدم الطفل «يوسف»  تجاه ياسر ووجه له ضربة قوية، ليسقط على الأرض وتتسبب الضربة فى احتجاز الاكل بداخل فمه ليتسبب في انقطاع التنفس ويلقى مصرعه خلال لحظات وسط حالة من الرعب لدى زملائه التلاميذ داخل الفصل.

دقائق معدودة وكان هناك اتصال للأم ليخبروها أن ابنها «ياسر» أغمي عليه وسط الفصل، وفي اتجاه موازٍ أبلغ مسئولو المدرسة الشرطة بما حدث، وسارعوا بنقل التلميذ الضحية للمستشفى في محاولة لإنقاذه، لكنه توفى فور وصولهم به لقسم الاستقبال، كانت الأم هناك  وفوجئت بطفلها جثة هامدة، تحضنه وهي تصرخ وهي ترى وجود بقايا طعام داخل فمه.

  وإلى المدرسة تحرك رجال المباحث لمعاينة موقع الجريمة، كما تمت مناظرة جثة التلميذ القتيل، تبين أن المتهم سدد له ضربة قوية فى رقبته اثناء الاكل فتسببت فى وفاته، كما تم ضبط التلميذ المتهم وتحرر محضر بالواقعة، لمباشرة التحقيق.

قتيل المقعد الأول

«عيد محمد حلمي»، طفل صغير يعيش وسط أسرته البسيطة فهو الابن الأكبر لوالديه، واصل تعليمه متنقلا بين سنوات المرحلة الابتدائية وكله أمل كغيره من أقرانه أن يجتاز مراحل التعليم قبل الجامعي وسط زملائه الذين يحبونه فقد كان خفيف الظل دائم الابتسامة مطيعا لوالديه، حتى كان أول يوم من العام الدراسي الجديد تجهز «عيد» واستعد لبداية عام دراسي جديد، أعدت الأم طعام الإفطار لأبنائها صباحا وساعدتهم في ارتداء الزي الدراسي، وترتيب حقائبهم الدراسية، ذهب الأب إلى عمله وقد أعطى كل واحد من أبنائه الثلاثة  مصروفه اليومي موجهًا لهم النصح وودعت الأم أبناءها بابتسامة تبث فيهم روح الإصرار والعزيمة وتشابكت أيدي الأبناء مع بعضها البعض متوجهين إلى مدرستهم؛ «عيد» في الصف الثاني الإعدادي وأخوه الأصغر «أحمد» في الصف الأول الإعدادي وأختهما الصغيرة «ياسمين» بالصف الثالث الابتدائي وكلهم في نفس المجمع الدراسي (مجمع زراعة ميت علوان)، دخل الأبناء الثلاثة إلى مدرستهم ليفرقهم طابور الصباح فقد توجه كل منهم نحو صفه الدراسي وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان.

بعد أن توجه كل واحد منهم إلى طابوره، أراد «عيد» أن يحجز لنفسه مقعدًا في فصله ولا يعلم أن القدر قد حجز له مكانًا آخر بين يدي ربه ليكون في انتظاره تلاميذ المدرسة الذين يسعون للحصول على المقعد فى اول صف داخل الفصل، ففوجئ بثلاثة من زملائه التلاميذ يتعدون عليه بالضرب المبرح، يركلونه بأقدامهم وهو ملقى على الأرض، لم يكتفوا بذلك بل ضربه أحدهم على رأسه وآخر خنقه بيديه، حتى احتبست أنفاسه وتسبب ذلك في حالة إغماء شديدة سقط المسكين بعدها على الأرض فارتطمت رأسه بالأرض ولم يستطع الوقوف بعدها.

صرخت الفتاة الموجودة وحينها دخل من انتبه إلى الفصل فوجده فاقد الحركة حمله على الفور أحد معلمي التربية الرياضية ونقله إلى مستشفى كفرالشيخ العام قائلا لهم؛ «كما ورد بأول تشخيص» حالة تشنج، غير أن الفتاة التي رأت الواقعة كلها؛ نقلت ما رأته للنيابة فظهر ما حاول المعلم إخفاءه.

   يتلقى اللواء أشرف صلاح مساعد وزير الداخلية لأمن كفرالشيخ، إخطارا من اللواء خالد المحمدى  مدير إدارة البحث الجنائي، بلاغا من  محمد حلمي شحاته 37 سنة، ولي أمر الطالب «عيد محمد حلمي- 13 سنة» مقيم بعزبة الصفتي التابعة لمركز كفر الشيخ، تلميذ  بمدرسة زراعة ميت علوان الإعدادية لتضرره من كل من:  محمد ع ع  محمد ع ا، كارم م ع، جميعهم يبلغون من العمر 13 سنة، بالصف الثاني الإعدادي، مقيمون بعزبة الصعايدة، بذات المركز ويدرسون بذات المدرسة، وتم إلقاء القبض على المتهمين الصغار.

هذا وقد أمرت نيابة كفرالشيخ  بحبس 3 تلاميذ متهمين بالتعدي على زميلهم بالضرب المبرح بمدرسة زراعة ميت علوان الإعدادية حتى فقد الوعي، بسبب خلافات بينهم، قاموا على إثرها بالترصد له، وضربه حتى أصيب بكدمة في الرأس وضيق شديد في التنفس، نقل عقب ذلك للعناية المركزة بمستشفى كفرالشيخ العام ولكنه بقى بها إلى أن لقى ربه متأثرًا بما حدث له من زملائه بالفصل، وقد تم تحرير  المحضر رقم3583 إداري قسم أول كفرالشيخ، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبسهم بدار رعاية الأحداث على ذمة القضية.

 موس حلاقة!

وفى الدقهلية كانت كارثة أخرى داخل أحد فصول الصف الرابع الابتدائى؛ حيث تعدّى تلميذ على زميله بالضرب واثناء المشاجرة أخرج سلاحا ابيض «موس» ووجه ضربة له وإصابته بجرح قطعي فى الوجه وسط حالة من الذعر أصابت التلاميذ، لم تمر سوى دقائق معدودة وكان مسئولو المدرسة يحملون التلميذ المصاب للمستشفى لعلاجه، تبين من خلال وجوده فى المستشفى أنه مصاب بـ 14 غرزة فى الوجه، ليحرر والد الطفل محضرًا بالواقعة، ويتمكن رجال المباحث بمديرية أمن الدقهلية من القبض على التلميذ المتهم، وبمواجهته اعترف بالواقعة، تم تحرير محضر بالواقعة وعرضه على النيابة لمباشرة التحقيق.