عاصى الحلانى: مُشتاق للمصريين

المطرب اللبناني عاصي الحلاني
المطرب اللبناني عاصي الحلاني

ندى محسن

يتجدد لقاء المطرب اللبناني عاصي الحلاني بجمهوره المصري من خلال مشاركته الخامسة على التوالي ضمن مهرجان الموسيقى العربية الذي يفتتح الحلاني فعالياته لهذا العام على مسرح مكتبة الاسكندرية يوم الأثنين المقبل، بالإضافة إلى حفل آخر يُحييه في الخامس من نوفمبر المقبل، وهي الحفلات التي يستكمل بها نشاطه بعد عدة جولات في مختلف البلاد العربية والغربية.. في الحوار التالي يُحدثنا الحلاني عن تفاصيل مشاركته في الدورة المقبلة، وأصداء ألبومه الأخير «كل الفصول»، والعديد من الأمور التي يكشفها في السطور التالية ..

يتجدد لقاؤك السنوي بجمهور دار الأوبرا المصرية من خلال مشاركتك بالدورة الـ 30 من مهرجان الموسيقى العربية .. ماذا عن استعداداتك لهذا الحفل؟

 أولا أشعر بالفخر والسعادة الغامرة مع كل دعوة جديدة أتلقاها للوقوف على مسرح دار الأوبرا العريق، وإستمرار المشاركة في المهرجان للعام الخامس على التوالي هو وسام على صدري، وربط اسمي بالمهرجان شيء يدعوني للفخر، فضلاً أن مسرح الأوبرا يجذبني لعراقته وخصوصيته، ولكونه المسرح الذي أتشرف بالوقوف عليه بعد كِبار النجوم في الوطن العربي، وأنا في شوق دائم لجمهوري الحبيب بالقاهرة والاسكندرية.

هل تجد اختلافاً بين أذواق الجمهور السكندري عن جمهور القاهرة؟

 كلا الجمهورين في غاية الروعة، وأسعد بتواجدي معهم، ومع تفاعلهم وتجاوبهم معي على المسرح، لكن لكل جمهور ما يُميزه عن غيره، فمثلاً الجمهور السكندري يتميز بخفة الظل وروح الدعابة، ويكفي إنني أُغني في بلد العملاق سيد درويش، أما جمهور دار الأوبرا المصرية فهو يمتلك ذائقة موسيقية مختلفة عن أي جمهور آخر، وبصفة عامة جمهوري في مصر له نكهة خاصة لا تُوصف ولا أشعر بها إلا معهم.

ماذا عن المفاجأت التي تُحضر لها هذا العام؟ وما الأسس التي تختار بناءاً عليها برنامج الحفل؟

 أحرص على تحضير مجموعة متنوعة من الأغنيات بكل اللهجات، ما بين أعمال سابقة أو جديدة، وهناك أعمال أصبحت أساسية بالبرنامج، بناءً على طلب الجمهور، منها «بحبك وبغار»، «وإني مارق مريت»، وغيرها من الأغنيات التي يتفاعل معها الحضور، وعادة ما نقوم قبل الحفل بأداء العديد من البروفات على أعمال كثيرة، منها ما هو ليس ضمن برنامج الحفل، تحسباً وتلبية لنداء أي طلب من الجمهور الذي يهمني أن أشعر برضائه التام.

يطل نجلك الوليد على الجمهور المصري بمشاركة متميزة في حفلاتك بدار الأوبرا .. ماذا تحضران سوياً هذا العام؟

 الوليد في جولة غنائية بأمريكا في الوقت الحالي، لكن أتمنى أن يلحق بنا، لإنني أسعد بالغناء معه على المسرح، وكل عام نُجهز سوياً لمفاجأة الجمهور بشكل مختلف، وبالتأكيد سوف نُقدم فاصل غنائي مُتميز ومختلف عن ما قدمناه العام الماضي.

برأيك .. ما أهمية مشاركة الفنان في المهرجانات الفنية؟

 تُعد تلك المشاركة هي المحك الحقيقي والدليل المُباشر على نجاح وتواجد الفنان بقوة على الساحة الغنائية، والحضور الكبير للجماهير هي شهادة نجاح مُباشرة يمنحها للفنان.

ننتقل للحديث عن أحدث ألبوماتك «كل الفصول».. كيف كانت الأصداء وردود الأفعال حوله؟

 سعدت بجميع الأصداء التي لمستها من الجمهور في كل الوطن العربي، وبالنجاح الذي مازال يحققه الألبوم رغم تعرضه لظروف صعبة بداية من تأخر إصداره بسبب تفشي فيروس «كورونا»، مروراً بالأحداث المؤلمة التي عاشتها بيروت، وصولاً بأحداث غزة الأخيرة التي صادف توقيتها مع توقيت صدور الألبوم.

كيف كانت استعدادات وكواليس التحضير له؟

 أخذ الألبوم مجهود كبير في الاختيارات والتنفيذ، لاسيما إنني حرصت على إختيار جميع الأعمال بصبر وتركيز وعناية كبيرة، إلى جانب التنوع بتقديم جميع اللهجات العربية والأشكال الموسيقية المختلفة ما بين المصري والخليجي والعراقي واللبناني والشعبي والبدوي، مع الحرص أيضاً على الابتعاد عن التشابه كلاماً ولحناً وتوزيعاً.

كيف جاء اختيارك للهجات المتنوعة التي ضمها الألبوم بين اللبناني والمصري والخليجي والعراقي؟

 حرصت على تقديم وجبة غنائية متنوعة بين اللهجات العربية المختلفة التي استمتع بنطقها، وأشعر بسعادة كبيرة عند أدائها، لذلك لا تخلو ألبوماتي من تنوع اللهجات بين المصري والعراقي والخليجي وأيضاً اللهجة البيضاء، حتى أسعد جمهوري الحبيب في مختلف الدول العربية، ولا أجد إرهاق أو صعوبات في غناء أي لهجة، لإنني أعتز بجميع اللهجات وأُغنيها بكل حب.

«حبيبي» هو عنوان «الديو» الذي جمعك بنجلك الوليد.. وهي من أكثر أغنيات الألبوم التي لاقت نجاحاً بين الجمهور.. ما سر هذا النجاح؟ وهل توقعته؟

 لم أتوقع له هذا النجاح الكبير، ونسب المشاهدة العالية التي نالها الفيديو كليب الخاص بالأغنية، لكن سعادتي كبيرة بأنه نال إعجاب واستحسان الجميع، ولعل سر هذا النجاح إنني حرصت على إختيار العمل المُناسب الذي يجمعني بإبني الوليد، وتنفيذه بدقة، لاسيما أن فكرة تقديم «ديو» مع الوليد كانت تراودني منذ فترة، لكنني إنتظرت حتى وجدت الفكرة المناسبة التي تجمعنا، فضلاً عن أن هذا النجاح حمسنا لتكرار التجربة مرة أخرى في عمل جديد يحمل فكرة مُميزة أيضاً.

قدمت اللون الشعبي من خلال أغنية «غدرك مستحيل».. لماذا استهواك تقديم هذا اللون الغنائي؟

 تحمست لـ «غدرك مستحيل» لإنها تحمل المذاق الشعبي الأصيل، وإخترت خوض التجربة من خلال ألبومي الجديد لإنني أُحب الغناء الشعبي المصري، واستمتع بالإستماع إليه، وعندما وجدت الكلمات الشعبية المصرية المُميزة لم أتردد في تقديمها، وهي من ألحاني، وكلمات غانم جاد شعلان، وتوزيع طوني سابا.

برأيك .. هل ترى أن الجمهور في حالة تعطش للأغنية الشعبية؟

 بالتأكيد؛ فالفن الشعبي دائماً ما يجذب الجمهور العربي منذ نشأته، لإنه بسيط وسهل ويصل للجميع بسلاسة، والأغنية الشعبية هي التي تصل لكل الشعوب العربية دون مجهود.

عدت مؤخراً لنشاطك على مستوى الحفلات الغنائية بعدة جولات في عدد من البلاد العربية والغربية.. كيف كانت كواليس لقائك المباشر بالجمهور بعد غياب بسبب فيروس «كورونا»؟

 لقاء الجمهور بعد أزمة «كورونا» كان له مذاق آخر، فكلانا كُنا في حالة اشتياق متبادلة، لإننا لم نعتاد على البُعد لفترات طويلة دون لقاء، فكانت الكواليس أكثر من رائعة، إذ غمروني بمحبتهم، واستقبالهم الحافل، الذي يُشجعني دوماً على تقديم الأفضل.

في ظل المتغيرات التي مرت بها الساحة الغنائية مؤخرا أصبح عدد كبير من نجوم الغناء ينجذب لتقديم الأغنيات التي تعتمد على «الإفيه» كونها الأقرب إلى الجمهور حاليا .. وما رأيك فى هذا الإتجاه ؟

 بالطبع؛ فدائماً ما أبحث عن الكلمة الجديدة والمختلفة، لإن «الإفيه» أصبح من أهم العناصر التي بات يعتمد عليها أي فنان عند تقديمه لعمل جديد، لاسيما مع إختلاف لغة العصر والمصطلحات الجديدة التي يرددها الجيل الحالي الذي وجد في الأغنيات المُقدمة حالياً عنصر جذب للإستماع إليها وحفظها سريعاً، والإختلاف ليس مُقتصر على مستوى الكلمات فقط، فالنغمة المختلفة أيضاً تجذب آذان الجمهور سريعاً.

ما تقييمك لحالة النشاط الغنائي التي شهدها الموسم الصيفي لهذا العام سواء على مستوى الأغنيات أو الحفلات التي استعادت رونقها مع انحسار فيروس «كورونا»؟

هناك أعمالاً جيدة ظهرت خلال العاميين الماضيين، فالجميع يجتهد ويحاول تقديم أفضل ما لديه رغم الظروف التي عصفت بالعالم عامة، وبالساحة الفنية خاصة، فلا شك أن أزمة «كورونا» أثرت سلباً على الفن، وأربكت جميع الخطط الفنية، بل قيدت البعض عن طرح أعمال غنائية عديدة، لكن بفضل الله بدأت الأوضاع تتجه نحو الأفضل - إلى حد ما - وأتمنى أن يكون القادم أفضل للجميع.

تخوض ابنتك ماريتا ثاني تجاربها التمثيلية من خلال بطولة مسلسل «حكايتي» بعد مشاركتها بشخصية «سعاد» في مسلسل «2020» الذي عُرض رمضان الماضي.. كيف تُقيم خطواتها التمثيلية؟

 سعيد كثيراً بما قدمته ومازالت تُقدمه، سواء على صعيد الغناء أو التمثيل، فهي تخطو في المجاليين بخطوات ثابتة، وبدأت في تثبيت أقدامها بقوة في الدراما اللبنانية بشهادة أهل التخصص، والجميع أشادوا بموهبتها في التمثيل، فضلاً عن أنها تُجيد اختيار أدوارها  بدقة، وأتمنى لها المزيد من النجاح والتوفيق.

ماريتا والوليد ورثا الچينات الفنية منك.. لكن ماذا عن دانا؟

 أترك لأبنائي الثلاثة حرية اختيار طريق مستقبلهم، وماريتا والوليد اختاروا طريق الفن بإرادتهم الحرة دون تدخل مني في قراراتهما، أما دانا اختارت استكمال مشوار الدراسة بمجال التخصص الإداري في باريس، فهي بعيدة عن الفن كل البُعد.

«وراء كل رجل عظيم امرأة».. إلى أي مدى تنطبق هذه المقولة على علاقتك بزوجتك السيدة كوليت بولس؟

 لا شك أن وراء كل رجل عظيم إمرأة؛ وتبقى زوجتي الحبيبة كوليت هي من تحملت صعوبات كثيرة، وحافظت على الأسرة، وقامت بجميع شئون الحياة لسنوات طويلة بينما كنت مشغولاُ بارتباطاتي الفنية التي تتطلب السفر المتواصل، ومن هنا أُقدم تحية وشكر لها إعترافاً بدورها الكبير معي ومع العائلة.