نقطة نظام

سيدنا إبراهيم لم يأت مصر زائرًا

مديحة عزب
مديحة عزب

بقلم/ مديحة عزب

على الرغم مما تعج به بلادنا ويعج به العالم من حولنا من أحداث عظام إلا أننى آثرت فى هذا المقال أن أعطى الأولوية فى التعليق على ما جاء فى أخبارنا الغالية مؤخرا، فقد كتب الأستاذ محمد السيد عيد فى يومياته الأخيرة تحت عنوان (ملامح مصرية فى السيرة النبوية) أن سيدنا إبراهيم جاء إلى أرض الكنانة ومعه زوجته السيدة سارة، ثم قابلا فرعون البلاد وبعد مواقف عديدة بينهم سأل فرعون سارة من يخدمك يا امرأة، قالت لا أحد فأنا وزوجى شيخان ولا ولد لنا وأنا أخدم بقدر ما أستطيع، فقال فرعون قد أمرنا لك بجارية تخدمك، وكانت هذه الجارية هى ستنا هاجر.. ثم استرسل الكاتب فى سرد قصة السيدة هاجر لنهايتها.. ولى هنا وقفة ليسمح لى بها الكاتب الكبير فما أوردته كتب التاريخ وأكد عليه المؤرخون ينافى هذا الكلام تماما، لأن سيدنا إبراهيم لم يأت مصر زائرا وإنما جاء محاربا على رأس جيش كبير بمقاييس ذلك الزمان وكان يضم ذلك الجيش فيما يضم سيدنا لوط ابن أخيه.. ولو سألتنى يا عزيزى القارئ لم جاء سيدنا إبراهيم محاربا؟ فأول ما أجيب به أنه جاء فعلا محاربا ولكن ليس لأهل مصر لا سمح الله ولكن جاء محاربا لملك الهكسوس..

هذه القصة يمكن تلخيصها فى عدة سطور مفادها أن الجمال الشديد الذى كانت ستنا سارة تتمتع به والذى أورثته فيما بعد لحفيدها سيدنا يوسف، هذا الجمال المذهل كان حديث أهل البلاد تتحدث به فيما بينها وبين كل من يحط عليهم رحالهم من الغرباء حتى وصلت تلك الأنباء إلى مصر وكانت وقتها تحت حكم الهكسوس الغزاة وليست تحت حكم فرعون (وبالمناسبة ففرعون هو اسم لشخص ولم يكن لقبا للحاكم).. وعندما بلغت أنباء جمال ستنا سارة لملك الهكسوس أمر بإرسال بعثة عسكرية إلى حيث تقيم لإحضارها بالقوة.. وبالفعل قامت البعثة العسكرية بالإغارة على أهل كنعان حيث يقيم سيدنا إبراهيم وزوجته، كان ذلك فى منتصف إحدى الليالى وكانت ستنا سارة متواجدة فى خيمة سيدة تعانى آلام الوضع تساعدها وتمرضها، الأمر الذى سهل للبعثة الغازية مهمتها بنجاح وتم أسر ستنا سارة والمجيء بها إلى مصر، طبعا حاول ملك الهكسوس أن يطالها بأى شكل عندما أذهله جمالها الفائق ولكن فى كل مرة كان الله سبحانه وتعالى يغل يديه بشلل مؤقت فيتراجع ثم يحاول فيتراجع، وتكرر الحال على هذا النحو على مدى عدة ليالٍ حتى أصابه اليأس فأمر بإلقائها فى مكان مخصص للعبيد، فى هذا المكان تقابلت السيدتان الجليلتان سارة وهاجر لأول مرة.. فهاجر هى الأخرى كانت أميرة ابنة أمير وكانت تستعد للزفاف على أمير مثلها وقعوا جميعا أسرى للهكسوس عندما أغاروا على بلادها ولما استعصت العروس هى الأخرى على الملك رماها فى الحبس.. وبمرور الوقت تآلفت السيدتان وتحابا وصارتا لا تتفارقان..

فى هذه الأثناء كان سيدنا إبراهيم قد جهز جيشا كبيرا ضم كل أتباعه ويمم وجهته إلى مصر محاربا ملك الهكسوس لتحرير زوجته سارة، وعندما قدم إلى مصر وقابل الملك وجد الملك نفسه أمام رجل مبارك ذى وقار وجلال وهيبة فوقع الخوف فى قلبه من ألا يجيب مطلبه وهكذا استرد سيدنا إبراهيم ستنا سارة، وإمعانا فى إكرامهما استجاب الملك لمطلب ستنا سارة بأن يهبها العروس الأسيرة هاجر لاصطحابها معها إلى كنعان.. وهكذا بدأت قصة ستنا هاجر عندما وهبتها ستنا سارة فيما بعد لسيدنا إبراهيم لتلد له سيدنا إسماعيل.. معلش يا أستاذ محمد ماكنتش حاعرف أكمل حياتى من غير هذا التصحيح..         
ما قل ودل:

عند إعدام سقراط رأى زوجته تبكى فقال لها لا تبك يا عزيزتى، قالت سيقتلونك ظلما، قال أكان يفرحك أن يقتلوننى عدلا، فقالت له يلعن أبو شكلك حتى وانت بتموت بتتفلسف..