كنوز | 67 عامًا على توقيع اتفاقية الجلاء

البكباشى جمال عبد الناصر يوقع اتفاقية الجلاء مع وزير الشئون الخارجية البريطانى
البكباشى جمال عبد الناصر يوقع اتفاقية الجلاء مع وزير الشئون الخارجية البريطانى

ذكريات وطنية كثيرة يحتفظ بها شهر أكتوبر لمصر والمصريين، ومن بين هذه الذكريات، تلك اللقطة الخالدة فى تاريخ مصر المعاصر التى مر عليها الآن بالتمام والكمال 67 عاما، وقد تم التقاطها يوم 19 أكتوبر 1954، ونرى فيها البكباشى اركان حرب جمال عبد الناصر بصفته رئيس وزراء مصر وهو يوقع النص النهائى لاتفاقية الجلاء وإنهاء الاحتلال البريطانى لمصر، ويجلس بجواره عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويوقع الاتفاقية من الجانب البريطانى «أنتونى نتنج» وزير الدولة للشئون الخارجية بالمملكة المتحدة، حضر التوقيع صلاح سالم، ومحمود فوزى وزير الخارجية، وبموجب هذه الاتفاقية تخلصت مصر من الاحتلال البريطانى بعد 73 عاماً وتسعة أشهر وسبعة أيام من النضال المتواصل، ونصت الاتفاقية على الجلاء الكامل للقوات البريطانية من الأراضى المصرية خلال 20 شهرا على خمس مراحل، مدة كل مرحلة أربعة أشهر حتى يتم جلاء آخر جندى انجليزى، وتم تنفيذ الاتفاقية بخروج 80 ألف عسكرى انجليزى من منطقة تمركزهم فى قناة السويس، ونصت أيضا على عدم استخدام مصطلح التحالف الذى كان متفقا عليه فى اتفاقية لندن فى 26 أغسطس 1936، وإعلان قناة السويس مجرى مائيا دوليا لا يتجزأ من الأراضى المصرية، أزالت القوات البريطانية أعلامها من آخر نقطة لها فى الحدود المصرية، وهو مبنى قناة السويس فى بورسعيد، وهو أول مبنى قاموا باحتلاله عام 1882، ليكون بذلك يوم الخروج عيد قوميًا تحتفل به مصر كل عام وأطلق عليه اسم «عيد الجلاء»، وقابلت الجاليات الأجنبية العاملة فى مصر، توقيع الاتفاقية بالسخط، وساد الغضب بين معظم أفراد الجاليات الأجنبية الذين كانوا يعملون فى المعسكرات والقواعد الانجليزية.


جاءت الاتفاقية نتيجة للمقاومة الشعبية للاحتلال بدءًا من انتهاء ثورة عرابى، فقيام ثورة 19، وجاءت أولى مراحل هذا الإجلاء صباح الاثنين 31 مارس 1947 عندما رفع الملك فاروق علم مصر فوق « ثكنات قصر النيل» معلنًا جلاء الإنجليزعن القاهرة والإسكندرية، وكان يوما مشهودا بإعلان أولى خطوات إجلاء الإنجليز عن مصر، طبقا لمعاهدة عام 1936 التى جرى تأجيلها جراء الحرب العالمية الثانية، وصولًا للكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال والعمليات النوعية التى قامت بها المقاومة الشعبية فى قناة السويس فور انتهاء حرب فلسطين، واستمرار الكفاح عقب قيام ثورة يوليو 1952، مما أجبر الاحتلال البريطانى على استئناف المفاوضات، وإبرام اتفاقية الجلاء فى 19 أكتوبر 1954، ووفق مراحل الجلاء المنصوص عليها فى الاتفاقية، رحل آخر جندى بريطانى عن أرض مصر، ورفع العلم المصرى لأول مرة على مبنى البحرية البريطانية «نيفى هاوس» فى بورسعيد.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي