أزمــة تــؤرق الفلاحــين بالمحـافظـات

المزارعون: لا نجد الأسمدة في الجمعيات.. والسوق السوداء بأضعاف أسعارها

أسرة ريفية بسيطة تشتكى من نقص الأسمدة المصروفة من الجمعيات الزراعية
أسرة ريفية بسيطة تشتكى من نقص الأسمدة المصروفة من الجمعيات الزراعية

أزمة تشهدها المحافظات بسبب عدم توافر الأسمدة الشتوية التى تحتاجها المحاصيل مما تسبب فى غضب المزارعين والذين أكدوا أن حصصهم لا تتوافر كاملة فى الجمعيات الزراعية لذلك يضطرون إلى اللجوء إلى السوق السوداء ولكنها تكون بأضعاف أسعارها التى توفرها الحكومة لهم.

الأخبار رصدت المشكلة على أرض الواقع، فماذا قال المزارعون وماذا كان رد مسئولى الزراعة بالمحافظات؟

ففى الدقهلية يواجه مزارعو المحافظة معاناة كبيرة هذه الأيام لتوفير الأسمدة والمبيدات اللازمة لأراضيهم ورغم توافر الأسمدة بالجمعيات الزراعية إلا أن شكوى المزارعين من أن الكميات المقررة لكل منهم أقل من الاحتياجات الفعلية مما يضطرهم لاستكمالها من السوق السوداء بأكثر من ضعف ثمنها علاوة على أنه لا يجوز الصرف إلا لصاحب الحيازة وهناك حيازات كثيرة توفى أصحابها ولم يتم نقلها للورثة بعد فيتعذر صرفهم للكميات المقررة لهم .

محمود إبراهيم أحمد شادى ٧٧ سنة مزارع بقرية منية سندوب بمركز المنصورة يؤكد أن هناك سوقاً سوداء كبيرة لبيع الأسمدة والمبيدات وأصبح الفلاح فريسة للتجار، حيث تباع شيكارة اليوريا بـ٤٠٠ جنيه وشكارة النترات بـ٣٥٠ جنيهاً والفلاح مضطر للشراء من السوق السوداء لأن الكمية المحددة للأرض لا تكفى ولا يتم صرف الكمية بالكامل فى معظم الأحوال.

المهندس فوزى الحضرى وكيل وزارة الزراعة بالدقهلية أكد على أن المديرية قامت بمجهودات كبيرة لتوفير الأسمدة من اليوريا والنترات وذلك لمكافحة السوق السوداء التى تبيعها بأسعار باهظة الثمن .

كما تشدد من رقابتها على بيع المبيدات ،حيث تم تنظيم عدة حملات من إدارة الرقابة على بيع المبيدات وأسفرت عن تحرير عدد ٦ قضايا تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال هؤلاء التجار وإرسال المحاضر للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات وإحالتهم للمحاكمة.

وفى الغربية قلق كبير ومعاناة كبيرة يعيشها المزارعون بمحافظة الغربية بعد اختفاء الأسمدة الشتوية التى تحتاجها المحاصيل وخاصة محصولى (القمح -  الكتان) والتى تعد من المحاصيل الرئيسية بالمحافظة.

وقال جميل عبدالسلام عبدالرحمن - أحد مزارعى الكتان- إننا نستأجر أكثر من 150 فداناً كل عام لزراعة الكتان فى محافظة الغربية والمحافظات المجاورة كل فدان يحتاج إلى 10 شكاير من السماد 50% منها يتم صرفه من الجمعية الزراعية بالسعر الرسمى الذى يتم تحديده من الدولة والـ 50% الثانية يتم شراؤها من الجمعية الزراعية أيضا ولكن بالسعر الحر الذى يزيد على السعر بـ20 أو 30 جنيهاً فقط.

وأضاف هذا العام اختفى الكيماوى ووصل سعر شيكارة النترات فى السوق السوداء لـ 450 جنيهاً واليوريا تعدت الـ500 جنيه وللأسف غير متوافرة فى السوق السوداء أيضاً مؤكداً أن محصول الكتان تأثر كثيراً لعدم توافر السماد فى الجمعيات الزراعية أو السوق السوداء مما جعل المحصول يذبل ويجعلنا مهددين بعدم الحصول على إنتاجية من محصول الكتان.
فى حين أكد عبد الفتاح منسوب حسين مدير جمعية قرية ميت هاشم الزراعية مركز سمنود  أنه رغم انطلاق الموسم الشتوى منذ فترة إلا أن حصص الفلاحين من السماد لم تصل الجمعيات حتى الآن مما يهدد المحاصيل الشتوية بالبوار أوعدم إعطاء الإنتاجية المطلوبة.

وأضاف أن فدان القمح يحتاج إلى 5 شكاير نترات على الأقل يتم صرف 3 شكاير عن طريق البطاقة الزراعية المميكنة ويشترى المزارع 2 شيكارة على الأقل من السماد الحر ليستكمل المحصول تموينه بالشكل المثالى ويعطى إنتاجية جيدة، مؤكدا أن السماد غير متوافر رغم ارتفاع سعره لـ400 جنيه لشيكارة النترات و500 جنيه لشيكارة اليوريا على الأقل.

وفى القليوبية بالرغم من توافر 5 آلاف و400 طن أسمدة خاصة بالمحاصيل الشتوية بمخازن الجمعيات الزراعية بالقليوبية إلا أن أسعار الأسمدة بالسوق السوداء شهدت خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعاً كبيراً، حيث بلغ سعر شيكارة اليوريا 360 جنيهاً والنترات 335 جنيهاً أى ضعف الأسعار المدعمة والتى لاتتخطى 155 جنيهاً للشيكارة .

وقال الحاج إبراهيم عبدالهادى عثمان من قرية عرب الشراقوة بشبين القناطر إن معظم المزارعين يلجأون إلى شراء الأسمدة من السوق السوداء بسبب عدم صرف كامل مستحقاتهم من الأسمدة المدعمة ويتم صرفها على فترات حسب توافرها بالجمعية الزراعية ويصل سعر الشيكارة اليوريا 360 جنيهاً والنترات 335 جنيهاً مما يكبد المزارعين خسائر فادحة.
أكد المهندس حسن زايد وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية أنه يوجد 5400 طن أسمدة للموسم الشتوى متواجدة بمخازن الجمعيات الزراعية بالمحافظة وتم صرف 63 طن أسمدة حتى أمس لمساحات الخضر والبساتين بعد الانتهاء من حصر المساحات المزروعة بها ويتم الصرف إلكترونيا بكارت الفلاح، وأشار زايد إلى أن أعلى نسبة صرف تكون للزراعات البستانية كالفراولة بواقع 9 شكاير يوريا للفدان الواحد للموسمين الصيفى والشتوى.

كما يتم صرف 4 شكائر لفدان القمح و5 يوريا أو 7 نترات لفدان الذرة وتجرى أعمال الصرف للمزارعين حسب الكمية المستلمة والمتواجدة بالجمعية وقت الصرف إما الحصة كاملة أو جزء منها لإرضاء كل المزارعين لحين استكمال باقى الكمية.

وفى البحيرة أكد المهندس محمد الزواوى وكيل وزارة الزراعة أنه جارِ صرف ٥٠% من الأسمدة لكل من يمتلك كارت الفلاح وذلك من خلال الكارت .

وطالب وكيل وزارة الزراعة كل من له كارت بفرع البنك الزراعى عليه التوجه لاستلامه حتى يتمكن من صرف ٥٠ % من الأسمدة من خلال الكارت .

وأشار الزواوى إلى أنه يتم السماح بصرف ٥٠ % من الأسمدة بصفة مؤقتة لمن لم يتم إصداركارت فلاح له على أن يقوم المزارع بالتوجه للجمعية التابع لها حيازته لتحرير استمارة تسجيل على المنظومة وتسليم صورة من البطاقة الشخصية لإتمام إجراءات استخراج الكارت مع مراعاة عدم صرف باقى الحصة إلا بعد الحصول على الكارت،

أما بالنسبة للأراضى المزروعة خارج زمام الجمعية يتم السماح لها بالصرف بصفة مؤقتة بنسبة ٥٠% من الكمية المستحقة من الأسمدة حسب الضوابط وشروط الصرف من واقع المعاينات الفعلية على الطبيعة ولحين استخراج كارت الفلاح لها مع التأكد من عدم وجود مخالفات لها وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة بوزارة الزراعة .
وفى الشرقية يئن المزراعون من العديد من المشاكل التي تمثل كابوسا فوق رؤوسهم وتؤرق نومهم وفي مقدمتها نقص الاسمدة المدعمة التي تصرف لهم والتي لا تكفي احتياجات الارض الزراعية لتحقيق أعلى انتاجية ووقوعهم فريسة لتجار معدومي الضمير.

يقول المزارع مصطفي السني من قرية البكارشة مركز الحسينية ان الفلاح اصبح محاصرا بين الازمات ويخرج من ازمة لاخري حيث انه يعاني من نقص كميات الاسمدة التي يحصل عليها من الجمعية الزراعية حيث يتم صرف شيكارتين فقط لفدان القمح او البنجر في حين انه يحتاج الي ٦ شكائر ولم يجد المزارع امامه سوي اللجوء للسوق السوداء لشراء باقي احتياجاته بأسعار باهظة .

ونفي المهندس علاء لاشين وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة ما يتردد حول وجود عجز في اسمدة الموسم الزراعي الشتوي موضحا انه تم توفير ٣٢ ألف طن من الاسمدة يتم توزيعها طبقا للحيازات والمساحات المقرر زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية .. موضحا ان المساحة المستهدف زراعتها هذا العام بالقمح ٤٠٠ ألف فدان ومن البنجر ٩٠ ألف فدان وانه يتم صرف ٣ شكائر دفعة واحدة لكل فدان وهذه الكمية كافية جدا وفقا لتوجيهات المراكز البحثية العلمية.