‎وعلينا ألا ننسي أن هذه الهجمات تدمر كل البنية الأساسية لهذه المناطق التي تقصفها وأيضا يلقي الكثير من المواطنين حتفهم بلا ذنب

‎الأحوال في المنطقة العربية أصبحت.. تحمل كل معاني الدمار والخراب والقتال المتبادل وغير المحسوب في عواقبه.. وخاصة في السنوات القليلة الماضية والتي تفجرت فيها ثورات ما يسمي بالربيع العربي الذي استطاع من خلالها كل أعداء الإنسانية والسلام ومحبي الإرهاب الفرقة بين الشعب الواحد.. وتحولت البلاد العربية إلي ساحات للقتال والموت راح فيها آلاف وتشرد خلالها الملايين من المواطنين الذين هربوا بأرواحهم وهم جياع ومرضي وجرحي عبر حدود بلادهم إلي بلاد أخري أو الصحراء المجاورة ليعيشوا في تشرد تحت رياح المرض والجوع القاتل.. وأصبح ما يحدث في منطقتنا هو أقرب للخراب العربي بعد أن تحولت بلاد كانت آمنة رغم وجود حكام كانوا يتلاعبون بأقدارهم وبأقوات حياتهم.. ولم تنجح تلك الثورات في معظم البلاد بل جاء من يتحكم في الأقدار والمصائر لتزداد جرائم الإرهاب والقتل العشوائي بلا تفرقة بين فئات الشعب.
‎ ولم نجد حكومات بديلة صنعتها هذه الثورات سواء في مصر أو سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق.. بل زاد الطين بلة وكان من الطبيعي أن تتجه أنظار الدول الطامعة في منطقتنا لنري تلك الهجمات المنظمة والساعية إلي تقسيم دول المنطقة العربية بل ساعدها في ذلك هذه الجماعات الإرهابية وتحولت المنطقة كلها إلي معسكرات كبيرة تستقبل الإرهابيين في محاولة لنشر برك الدماء ومعاقل الدمار والخراب في كل مكان.. وأدي هذا الإرهاب الأسود إلي وجود حالات من عدم الاستقرار وقيام المعارك الدامية بين الشعوب وهؤلاء الإرهابيون الذين تصدوا بكل أطماعهم لأي محاولة جادة للعودة إلي الطريق القويم وإنشاء حكومات وطنية تستطيع مواجهة هذه الهجمات المجرمة مثلما حدث في مصر من الإخوان ضد ثورة 30 يونيو وما ترتب من صراعات قاتلة كادت تنهي حياة الشعب المصري لولا جيشه الباسل وشرطته الشجاعة وحكمة قيادته الجديدة تحت رئاسة الرئيس السيسي والذي استطاع أن يعيد لمصر توازنها الأمني.
‎ ولا ننسي ما حدث من مذابح وقتال شوارع طاحن في ليبيا ثم انقلابات رهيبة في سوريا والتي دفع الشعب السوري ثمنها من أمنه وسلامته ليعيش وسط حرب قاسية لا يعلم غير الله مصيرها وأيضا نجد القتال في اليمن (الذي كنا نسميه اليمن السعيد) لنري الحرائق تشتعل في كل أجزائه ثم العراق الذي كان في يوم ما يمثل قوة عسكرية لا يستهان بها وتعمل إسرائيل حسابها كثيرا ولكن استطاع الطاعون الجديد الذي يحمل اسم داعش أن يشوه هذه البلاد وينشر جرائمه ويقتل كل الأمنين بها.. نعم نحن مع هجمات التحالف الدولي الذي يتصدي لهذا الطاعون القاتل ومع أن تقوم طائرات التحالف العربي في محاولة لإعادة الأمن المفقود لهذه المناطق المشتعلة والتي يسيطر عليها الإرهاب الأسود.. وعلينا ألا ننسي أن هذه الهجمات تدمر كل البنية الأساسية لهذه المناطق التي تقصفها وأيضا يلقي الكثير من المواطنين حتفهم بلا ذنب لهم سوي عدم استطاعتهم الهروب عبر الحدود بأرواحهم.. إننا نحزن لطول أمد هذه الهجمات لأن قنابلها ونيرانها لا تفرق بين الإرهابي والمواطن العربي ولكنها حسبة الحرب التي لا يعرف أحد نهايتها وإلي أين تتجه