سلاحف «كيمب ريدلي» مهددة بالانقراض

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تعتبر السلاحف هي من بين أكثر مجموعات الحيوانات المهددة على وجه الأرض، وأكثر من الطيور أو الثدييات أو الأسماك أو حتى البرمائيات، فهناك أكثر من 61٪ من جميع أنواع السلاحف مهددة بالانقراض، وذلك حسب ما ذكرت مجلة العلوم البيولوجية.

تامر حسني في حفل اليوبيل الفضي لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا منتصف نوفمبر

ويقول الباحث الكبير وايت جيبونز الأستاذ الفخري في علم البيئة في جامعة جورجيا في بيان، أن السلاحف موجودة منذ أكثر من 200 مليون عام، فهي الآن معرضة للانقراض لأمور  كثيرة يسببها الإنسان مثل فقدان الموائل، والصيد الجائر، وتجارة الحيوانات الأليفة، وتغير المناخ.

 

وتوصلت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في  جامعة جورجيا وكاليفورنيا، أن أحد الأسباب التي تجعل السلاحف شديدة التأثير هو أنها يمكن أن تكون من آكلات اللحوم وآكلات العشب وآكلات النباتات واللحوم بدءا من المتخصصين الذين يركزون على عدد قليل من مصادر الطعام إلى العموميين الذين يأكلون أي شيء تقريبا، وتمنح هذه النظم الغذائية المتنوعة العديد من السلاحف سلطة واسعة على بنية المجتمعات البيولوجية الأخرى في موائلها من السلاحف البحرية التي تحمي مروج الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية إلى سلاحف المياه العذبة التي تغير الظروف البيئية مثل درجة الحموضة وتراكم الرواسب ومدخلات المغذيات في النظم البيئية للأحواض.

 

كما تساعد السلاحف في تشتيت بذور النباتات، وهي أيضا المشتتات الرئيسية لأنواع معينة، "فالسلاحف الصندوقية" الشرقية لأمريكا الشمالية، هي موزع البذور الوحيد المعروف لنبات محلي يسمى المايبل، وتنبت العديد من البذور النباتية الأخرى بسرعة أكبر بعد مرورها عبر الجهاز الهضمي.

 

وأن "سلاحف غالاباغوس" تنقل أيضا كميات كبيرة من البذور على مسافات طويلة بمتوسط 464 بذرة من 2.8 نوع نباتي لكل حدث تغوط.

 

السلاحف هي أيضا مصادر غذاء ثمينة للأنواع الأخرى، وخاصة عندما تتجمع في كثافات كبيرة، وهذا يشمل التعشيش الجماعي للسلاحف البحرية مثل "سلاحف كيمب ريدلي" التي يوفر بيضها وفراخها ثروة عرضية للحيوانات المفترسة المحلية، كما يتضمن أيضا العديد من الأمثلة الأقل شهرة مثل "سلاحف سلايدر" والتي يمكن أن تضم ما يصل إلى 2200 فرد لكل هكتار في بعض الموائل.

 

ويمكن "لسلاحف جوفر" في جنوب شرق الولايات المتحدة أن تحفر جحورا يبلغ طولها أكثر من 30 قدما (9 أمتار)، وهي بنية تحتية تستخدمها مئات الأنواع الأخرى من الحشرات والعناكب إلى الأفاعي والبرمائيات والأرانب والثعالب والقطط، حتى أكوام التربة المتبقية من حفر الجحر يمكن أن تصبح موطنا لنباتات معينة مما يعزز تنوع الأزهار حول مداخل الجحور.

 

ويقول جوش إنين، عالم الأبحاث، أن المشكلة الأكثر شيوعا التي تواجه السلاحف هي تدمير بيئتها الطبيعية وتدهورها وتجزئتها، ويتم أيضا اصطياد العديد من السلاحف بشكل غير مستدام من أجل الغذاء أو التجارة الدولية في الحياة البرية، والتي تستهدفها كحيوانات أليفة حية ولأصدافها.

 

وكذلك تغير المناخ تهديدا آخر لبعض الأنواع، سواء بسبب آثاره على أنماط الطقس أو بسبب كيفية تأثير التغيرات في درجات الحرارة على بيض السلاحف، وبالنسبة للأنواع التي تتراوح من السلاحف المطلية إلى السلاحف البحرية تحدد درجة الحرارة المحيطة جنس السلاحف الصغيرة في بيضها مع درجات حرارة أكثر برودة تفضل الذكور ودرجات الحرارة الأكثر دفئا تفضل الإناث.

 

 وتابع أنه في أحد الأسراب للسلاحف البحرية في شمال أستراليا الاستوائي، وجدت الأبحاث أن عدد إناث السلاحف الآن يفوق عدد الذكور بما لا يقل عن 116 إلى 1 مع ارتفاع درجة حرارة الشواطئ وتنتج أعدادا أقل من الذكور، وهذا يؤدي إلى انهيار في أعداد السلاحف البحرية.

 

وكذلك التلوث بلاستيكي يشكل خطراً على السلاحف ما يؤدي إلى انقراضها، فهي تبتلع أشياء مثل الشوك البلاستيكي والقش، أو تتشابك في خط الصيد البلاستيكي المهجور.

 

ووفقا لدراسة أجريت عام 2018، فإن ما يقرب من نصف السلاحف البحرية على الأرض قد أكلت البلاستيك في مرحلة ما، وكانت السلاحف الأصغر سنا تتغذى أكثر من البالغين، وهذا يشكل خطراً، لأن تناول قطعة واحدة فقط من البلاستيك يمنح السلحفاة فرصة تقارب 22٪ للموت، بينما تناول 14 قطعة يعني احتمال موت السلحفاة بنسبة 50٪، وبمجرد أن تأكل سلحفاة أكثر من 200 قطعة من البلاستيك يقال إن الموت أمر لا مفر منه.