تضع أجاثا كريستي في أحد أفضل كتبها ، The Murder of Roger Ackroyd ،هذه الكلمات : "افهم هذا ، أعني الوصول إلى الحقيقة. الحقيقة ، مهما كانت قبيحة في حد ذاتها ، هي دائما جميلة للباحثين عنها ".
كل القصص البوليسية هي محاولة للتعبير عن ذلك. إن الكشف عن الحقيقة من خلال التفكير الذكي والملاحظة والمنطق أمر عجيب. أنت مجبر على النظر إلى العالم من جديد: الكرسي الذي في غير مكانه لم يعد مجرد كرسي ، ولكنه مؤشر على هروب القاتل ؛ يخبرنا المصباح المنزوع أن القاتل يريد أن يتخفى . وفي نظر المحقق ، فإن الأشياء الموجودة في مسرح الجريمة لا تناسب المكان الذي نعتقد أنها مناسبة له وعندما نجد مكانها المناسب ، تظهرالصورة واضحة.
كان بوارو محققًا رائعًا لأنه كان مهووسًا بالنظام وكان أكثر حساسية تجاه الإساءة. كان بإمكان شيرلوك هولمز رؤية بقع صغيرة على قبعة وفهم الحياة الكاملة لمن يرتديها.
هذه القصص البوليسية سواء تم تصويرها من خلال الأدب أو الأفلام أو البرامج التلفزيونية أو ألعاب الفيديو ، فإن هذه القصص تدعونا بشكل مثالي للمشاركة في ألغاز كبيرة ، مما يسمح لنا بوضع القطع في مكانها جنبًا إلى جنب مع الشخصيات. لكن في بعض الأحيان ، يحرمنا كتاب التلفزيون من فرصة القيام بذلك. والمثال الكلاسيكي هو عندما يظهر المحقق ببعض الأدلة التي حصل عليها من مصادره شبه السحرية. في المسلسل الابتدائي لقناة Sherlock Holmes TV ، على سبيل المثال ، يتمتع Sherlock بإمكانية الوصول إلى مجموعة قراصنة يمكنهم ببساطة "الحصول" على المعلومات الضرورية. ولا توجد وسيلة للجمهور لفعل ذلك - فنحن محاصرون ، كما لو كنا جمهور مسحور وليس رفقاء للمحقق.
لكن في ألعاب الفيديو ، يتعين على اللاعب حل اللغز بنفسه ؛ ولا توجد حيل رخيصة ، وهذا يتطلب بعض التقنيات الذكية بشكل خاص وعندما يتعلق الأمر بالتصميم يتم الحصول على ألعاب المباحث من عظماء الأدب ، مثل The ABC Murders ، استنادًا إلى كتاب يحمل نفس الاسم من تأليف كريستي - ولكن ليس دائمًا. على سبيل المثال فيلم Return of the Obra Dinn الحائز على جائزة Bafta هو لغز قائم بذاته باللونين الأبيض والأسود على متن سفينة تجارية مات طاقمها منذ فترة طويلة ، وهي واحدة من أفضل القصص البوليسية .من ضمن سلسلة محببة من ألعاب المغامرات حول محققين خارقين يقاتلون الشر و تعمل الألعاب على عرض قصة الغموض بطريقة رائعة.
ألعاب شيرلوك هولمز من شركة Frogwares (2002-21) ، التي صممها استوديو أوكراني مستقل ، هي مثالاً لألعاب المحققين. إنها مليئة بألغاز اختبار الدماغ التي تدور حول كل شيء بدءًا من التقاط الأقفال إلى الحلول الكيميائية إلى خصائص النبات. تمنحك كل قصة القرائن والأدلة اللازمة لحل الجريمة - ولك مطلق الحرية في اكتشاف المجرم الحقيقي ، وكيف تم تنفيذ الجريمة ، وماذا يجب أن تكون العقوبة ، ويمكنك تفسير جزء واحد من الأدلة بطريقة تؤدي إلى اعتقال غير مشروع. في قضية قتل حول تسمم نباتي ، هل المشتبه به الرئيسي هو الابن الغاضب للمتوفى ، أم أن حقيقة أن الابن لا يعرف شيئًا عن النباتات ؟
تتيح لك هذه الألعاب التجول في قصر وعقل شيرلوك ، حيث يتم تلخيص الأدلة ، مما يسمح لك بإجراء اتصالات بين المشتبه بهم والأدلة والتوصل إلى استنتاجاتك (غير الصحيحة في بعض الأحيان). لكن ارتكاب الأخطاء هو جزء أساسي من حل الألغاز. إن منحك حرية اختيار الوصول الى لغز خاطئ هو جزء مما يجعل هذه الألعاب ممتعة للغاية.
تعيد شركة Frogwares استخدام بعض آليات المباحث نفسها في لعبة Lovecraftian المفتوحة للعالم The Sinking City (2019). على عكس ألعاب شيرلوك هولمز ، من الممكن أن تفوتك القرائن تمامًا أثناء التحقيق في ماساتشوستس الخيالي المخيف في عشرينيات القرن الماضي ، ويمكن أن يغير ذلك الاستنتاجات التي توصلت إليها. حيث يلعب اللاعبون دور المحقق الخاص ، تشارلز ريد ، المصاب دائما بالكوابيس والصداع منذ اختفاء يو إس إس سايكلوبس وهي السفينة التي خدم فيها خلال الحرب العالمية الأولى ( سفينة حقيقية اختفت دون أثر).
تصنع لعبة The Sinking City جوًا رائعًا ومخيفًا يلتقط ما يشبه قراءة قصة Lovecraft - وكان العديد من الشخصيات الرئيسية في Lovecraft محققين ، حتى لو لم يكونوا محققين على وجه التحديد. في قصة The Call of Cthulhu ، يقوم Thurston بتجميع الملاحظات التي خلفها عمه الأكبر ، وجزء كبير من العمل مخصص للمحقق Legrasse ؛ في The Horror at Red Hook ، الشخصية الرئيسية هي المحقق مالون.
