قرية «شبرا ملس» بلا بطالة خلال موسم الزراعة وحتى الحصاد 

صناعة الكتان بقرية "شبرا ملس"
صناعة الكتان بقرية "شبرا ملس"

عصام عمارة 

قرية شبرا ملس التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية هي قلعة صناعة الكتان في مصر والشرق  الأوسط كله، حيث يعمل معظم المقيمين بالقرية في زراعة الكتان، والصناعات القائمة عليه التي تقوم على المنتجات التي  يتم استخراجها من بذرة الكتان وتدخل في العديد من الصناعات.
    

وتنتج قرية شبراملس ما يقرب من ٩٠% من الكتان فى مصر، ويعمل فى هذا المجال ما يزيد عن ٨ آلاف فلاح  ومزارع وعامل، وتقوم مصر بالتصدير  إلى العديد من الدول الأوروبية والصين،  بخلاف  المنتجات التى يتم تصنيعها من بذرة الكتان، و

ويمتد تاريخ الكتان المصري إلى  عصور الفراعنة منذ أكثر من ٢٠٠٠عام، حيث استخدم الفراعنة  منتجات الكتان فى صناعة ملابسهم وصناعة حبال الكتان لرفع الكتل الرخامية لبناء المنازل والمعابد، وأيضا في أسرار التحنيط للجثث والمومياوات، حيث استخدموا  الأشرطة الكتانية  التى تُلف حول المومياوات  المصنوعة من الكتان لحفظ المومياوات بعد إتمام عملية التحنيط.

وصلت برامج حياة كريمة للقرية مؤخرا وسط فرحة كبيرة للمواطنين والمزارعين بالقرية، قال محمود أبوحسين عضو مجلس الشيوخ وأحد أبناء قرية شبراملس: "نشكر الرئيس السيسي على إدراج القرية في برنامج حياة كريمة، حيث وصلت خدمات الصرف الصحي وإنشاء مدارس وخدمات الغاز الطبيعي، فضلا عن رصف الطرق، ونأمل أن تكون  القرية من القري النموذجية في محافظة الغربية، نظرا لما تتمتع به من شهرة واسعة في مجال زراعة الكتان المصري، ولها شهرة دولية، فغالبية إنتاج مصر من الكتان يأتي من قريتنا، وموسم الزراعة يبدأ من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل من كل عام، ومع تنفيذ كل طموحات أهالي القرية خلال الشهور القادمة سيتم استكمال  كافة الخدمات بها وهو مايزيد من أهمية القرية كمجمع زراعى وصناعي كبير في قلب الدلتا".

 

اقرأ أيضا: صور | قنا تنتفض ضد «طواحين الذهب».. إزالة 62 طاحونة غير مرخصة  

 

وأشار محمد السيد من مزارعي الكتان بالقرية إلى أن موسم الزراعة قد بدأ حاليا ويمتد لشهر نوفمبر، ويتم متابعة المحصول حتى موسم الحصاد أوالتمليخ في نهاية شهر مارس وأوائل شهر أبريل، ويقوم الفلاحون  بتجميع أعواد الكتان ونقلها إلى المصانع للبدء فى مرحلة التصنيع للاستفادة به،  حيث يتم تشوين  الكتان ثم دهسه بواسطة الجرارات الزراعية حتى يتم فصل البذور عن الأعواد، وتسمى هذه المرحلة بـ "الهدير"، حيث تجمع البذور فيما بعد لتدخل فى صناعة الزيوت والأعلاف.
 
وأضاف قائلا: "تأتي بعد ذلك مرحلة التعطين ويتم خلالها نقع ووضع  أعواد الكتان فى المعطنة وهي تشبه بركة المياه لمدة تصل إلى ١١ يوم لفصل الخشب عن العود، ثم يتم نشر الكتان لتجفيفه ليدخل إلى الماكينات على 3 أجزاء، هى: «كتان شعر» و«العوادم» و«الساس».

وأكد أن الكتان الشعر بمثابة هيئتة المبدئية  قبل دخول مراحل التصنيع، حيث يتم تصديره إلى أكثر من 10 دول أوروبية  والصين، ثم تأتي  مرحلة التصنيع الثانية بتحويله إلى أقمشة، أما «العوادم» و«الساس» فيستخدمان فى صناعة  الخشب الحبيبى. 

وأوضحا (محمد  حمدي ويسري أحمد) عاملان بمصنع كتان بقرية شبرا ملس أن موسم الكتان يعد  مجالا كبيرا لتشغيل الشباب والعمالة لدرجة عدم وجود عاطلا أو من هو غير قادر على العمل في القرية خلال الموسم، حيث يمثل أكثر من نحو 85% من نشاط الأيدي العاملة.

الكتان يعتبر خامة وصناعة مصرية 100% منذ قدماء المصريين وجميع الأسر رجال وسيدات يعملون في موسم زراعته وهو موسم للجميع، وبدأنا هذه الأيام في زراعته وكثير من المزارعين يقوموا بتأجيرأراضى خارج القرية ويقوموا بزراعتها كتان، ثم توريدها بعد ذلك للمصانع إلا أن الكتان يُزرع مرة واحدة في الأرض ويُترك لسنوات، لذلك يلجأ الفلاحون إلى قرى أخري لزراعته.


وأكد عدد كبير من المزارعين أن  جائحة كورونا تسببت في خسائر كبيرة للفلاحين، خاصة في العامين الآخرين، مع تعثر تصديره للخارج وإحجام بعض الدول عن استيراد المادة الخام وانخفاض سعر الطن إلى ٣٥ ألف جنيها بدلا من ٧٠ ألف جنيها، مما أدى إلى تقليل المساحات المزرعة به  بسبب الخسائر الكبيرة، وانخفاض زراعته في باقي محافظات الجمهورية، وتعد اشتعال الحرائق من وقت لآخر في مصانع الكتان والشون من أهم المشكلات التي تواجه الفلاحين وبدأت العديد من المصانع تطبيق إجراءات الأمن الصناعي وإنشاء وحدة إطفاء بالقرية للسيطرة على اي حرائق تنشأ في أى وقت من أوقات السنة.

 

اقرأ أيضا: فى اليوم العالمي لشلل الأطفال| مصر نموذج عالمي فى معالجة المرض