مصـر منـورة أفـريقيا

مصـر منـورة أفـريقيا.. مشروعات ربط كهربائي واستعدادات لإنشاء محطات طاقة شمسية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ستظل مصر قلب أفريقيا النابض ، وقد حفر التاريخ تلك العلاقة التاريخية منذ أن سيّرت الملكة حتشبسوت رحلاتها إلى بلاد بونت«الصومال» فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حتى توسع محمد على فى الظهير الجنوبى خلال القرن التاسع عشر الميلادى، وصولا إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، عندما راهن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على العمق الأفريقى لمصر، وتحرك على محاور عدة لتعزيز علاقة القاهرة بالقارة السمراء…

ولكن هناك شوائب حدثت فى عهود سابقة احتاجت جهدا كبيرا من الدولة المصرية لإزالتها وتجاوزآثارها ، وبجهود دؤوبة ومتواصلة عاد منحنى العلاقات المصرية الأفريقية للصعود مجددا، بعدما نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إعادة مصر إلى محيطها الأفريقى، واستعادة مكانتها بين دول القارة، واستطاع بجهود مضنية أن يعيد «المياه لمجاريها» وأصبح هناك تعاون فى شتى المجالات ..

وفى القطاع الكهربائى لم يكن الربط الكهربائى مع دولة السودان هو التعاون الوحيد بالقطاع بل امتد التعاون المشترك ليشمل عشرات المشروعات العملاقة التى تنفذها وزارة الكهرباء والطاقة المُتجددة فى العديد من الدول الأفريقية، وخصوصًا دول حوض النيل، وتتنوع تلك المشروعات بين ربط كهربائى وإنشاء ورش لإصلاح المحولات وأيضاً إنشاء محطات طاقة شمسية جار الاستعداد لتنفيذها فضلاً عن برامج التدريب وبناء القدرات الأفريقية، وغيرها من المشروعات التى تستهدف تحقيق التنمية لمختلف الدول الأفريقية.

١٥٤ برنامجًا تدريبيًا لإعداد كوادر القارة السمراء بتكلفة ٦٣ مليون جنيه

عبد المحسن خلفنستهدف تدريب٥٠٠ قيادة بدول حوض النيل بتكلفة 13 مليون جنيه العام الجاري

بداية أكد د. محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، لـ « الأخبار « أن مصر تولى أهمية كبرى لتعزيز التعاون فى مجال الكهرباء والطاقة مع الدول الأفريقية الشقيقة، وأضاف أننا نسعى لنكون حلقة وصل تربط أفريقيا بأسيا وأوروبا ، لافتاً إلى أن مصرتشارك بفاعلية فى جميع مشروعات الربط الكهربائى الإقليمية، حيث ترتبط مصر كهربائياً مع دول الجوار شرقاً وغرباً مع كل من الأردن وليبيا، وتم الربط مع السودان، كما تم توقيع اتفاقية للربط مع السعودية أيضاً ، مؤكداً على الاهتمام الذى يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائى مع قبرص واليونان، حتى تصبح مصر مركزا إقليميا لتبادل الطاقة مع أفريقيا وأسيا وأوروبا أيضاً.

مصر والسودان

وهناك عدد من المشروعات التى تم الانتهاء من تنفيذها بالقارة السمراء بالفعل، ويأتى فى مقدمتها مشروع الربط الكهربائى مع السودان والذى تعمل وزارة الكهرباء على رفع قدرته من 84 ميجا وات إلى 300 ميجا وات، والذى سيكون نواة للربط بين مصر وأفريقيا علاوة على أن هذا الخط سيصبح فى المستقبل ممرا لنقل الكهرباء من أفريقيا لأوروبا، وبلغت تكلفة المشروع نحو 452 مليون جنيه، حيث يسمح خط الربط مع السودان لمصر بالربط مع باقى الدول بأفريقيا وتقديم ما يحتاجونه من الكهرباء، وكان الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء قد أعلن أن الخدمة التى ستصل للسودان ستكون على أرقى مستوى وبأفضل جودة وفقاً للمعايير الدولية ، كما تم إنشاء خط الربط الهوائى مزدوج الدائرة توشكى (2) / وادى حلفا جهد 220 ك.ف ، بتكلفة 497.6 ، تعمل بنظام العزل بالهواء أو AIS ، وكانت الشركة المصرية لنقل الكهرباء قد بدأت فى توريد وتركيب أجهزة المعوضات لرفع قدرة خط الربط بين البلدين .

جيبوتى والصومال وبوروندى

تم إنشاء ورشة إصلاح المحولات بدولة بوروندى بتكلفة بلغت نحو 10.128 مليون جنيه، وتم تسليم الورشة لشركة الكهرباء البورندية،والتشغيل الكامل لها ، فضلاً عن تدريب الفنيين البورنديين فى فبراير الماضى.

وفى الصومال، جار تنفيذ مشروعين لإنشاء محطة شمسية بقدرة ٢ ميجاوات ، وذلك بتكلفة ٤.٥ مليون دولار، وتركيب وحدات ديزل «٣ × ٢٥ م.و» وبعض المهمات الكهربائية لتوزيع الطاقة المولدة، بتكلفة 1.5 مليون جنيه.. وفى جيبوتى، يتم الإعداد لإنشاء محطة شمسية قدرة 250 ك. وبتكلفة ١٢٨٨٥٠ دولار، وإنشاء محطة شمسية قدرة ٣٠٠ ك.و بموقع كورعنكار، وذلك لتغذية ثلاجات الأسماك، بتكلفة ١٤٩٨٠٠٠ دولار، وتوريد وتركيب ٦١ طلمبة غاطسة تعمل بالطاقة الشمسية لزوم آبار مياه، بتكلفة ١٣٧٢٥٠٠ دولار.

استعدادات

وتنفذ الوزارة عددا من المشروعات للربط الكهربائى وخلق السوق لتجارة الكهرباء مع الدول الأفريقية من خلال الربط الكهربائى مع الكونغوالديمقراطية «إنجا ـ أسوان»، ففى يناير العام الماضى قام وفد رفيع المستوى برئاسة وزير الكهرباء بمشاركة ممثلى الجهات المعنية وممثلى شركات القطاع الخاص المصري، وذلك بهدف دراسة وبحث إمكانية دعم مشروع سد إنجا فى الكونغو الديمقراطية وبحث الربط الكهربائى مع سد إنجا، حيث انتهت الزيارة إلى قيام قطاع الكهرباء المصرى باستمرار التواصل مع الجانب الكونغولى لإحياء مشروع الربط الكهربائى (إنجا- أسوان) لتحديد المتطلبات الفنية اللازمة لتحديث الدراسات الخاصة بالمشروع.

وجارٍ حاليًا دراسة مذكرة التفاهم للتعاون بين وكالة النيباد ووزارة الكهرباء المصرية بشأن المشروع والتى ترعاها مصر حيث تقوم وكالة النيباد بوضع خطة ربط قارية رئيسية للطاقة بأفريقيا تهدف إلى دراسة ربط تجمعات الطاقة الأفريقية للنطاقات الأفريقية الخمسة «CAPP، COMELEC، EAPP، SAPP WAPP،» التى ستتم على ثلاث مراحل بناء على الخطط الرئيسية لكل تجمع التى تم إعدادها وبيانات الخطط الجارى إعدادها والتى تشمل المشروعات المستقبلية لنقل وإنتاج الكهرباء، كما يتم تنفيذ مشروعات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المقدمة لبرنامج البنية التحتية بأفريقيا PIDA، من خلال مشروع رفع قدرة خط الربط الكهربائى بين مصر وليبيا لتصبح قدرته ١٠٠٠ميجاوات جهد ٥٠٠ ك.ف وذلك تمهيدا لاستكمال الربط الكهربائى مع دول شمال أفريقيا، ومشروع رفع قدرة الربط الكهربائى المصرى السودانى لنقل قدرة لا تقل عن (٢٠٠٠) ميجاوات باستخدام خطوط نقل ذات تيار مستمر جهد ٥٠٠ ك.ف كمرحلة أولى من مشروع الربط الكهربائى القارى بمحاذاة حرم طريق القاهرة ـ كيب تاون.

تدريب وتأهيل

أكدت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أن قطاع الكهرباء قدم ١٥٤ برنامجا تدريبيا شارك بهم ٢٣٨٧متدربا من مختلف دول أفريقيا بتكلفة٦٣ مليون جنيه خلال الفترة من ٢٠٠٧ حتى العام الجارى ، ومن جانبه أكد المحاسب عبد المحسن خلف العضو المتفرغ للموارد البشرية والشئون الإدارية والتدريب بالشركة القابضة لكهرباء مصر أن قطاع الكهرباء والطاقة المصرى يقدم العديد من الدورات التدريبية لمتدربين من دول حوض النيل فى إطار المنحة المقدمة من خلال مشروع «التعاون مع الدول الأفريقية» المدرج بموازنة ديوان عام وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ، وخلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى لعام ٢٠١٩ تم التوسع فى تقديم الدورات التدريبية ليتضمن دولاً أفريقية أخرى بخلاف دول حوض النيل مثل غينيا وأنجولا.. وتابع بأنه منذ عام ٢٠٠٣ حتى تاريخه تم تدريب ٨٣٣٥ متدربا من عدد 45 دولة أفريقية ، ونظراً للآثار الناجمة عن جائحة فيروس كورونا لم يُعقد سوى ثلاثة برنامج تدريبية فقط منذ بداية العام الماضى حيث تم تدريب 58 متدرباً من متدربى دول حوض النيل والقرن الأفريقى،مشيرًا الى تنفيذ دورتى تدريب لـ 53 متدربا من 23 دولة أفريقية وذلك بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية - وزارة الخارجية المصرية، فضلاً عن 16 دورة تدريبية اخرى لـ 156 متدربا من 9 دول أفريقية أيضًا وذلك بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).

وأكد «خلف» أنه من المستهدف خلال العام المالى الجاري يتم عقد 12 دورة تدريبية للكوادر الأفريقية، الي جانب 3 دورات تدريبية للقيادات بدول حوض النيل والقرن الأفريقى بإجمالى 504 متدربين كمنحة تدريبية بتكلفة تقديرية 13 مليون جنيه .