إشراف : إنچى ماجد
لم يصدر أي جزء جديد من سلسلة “جيمس بوند” منذ عام 2015،ويعود ذلك بشكل جزئي إلى التفاصيل السينمائية العادية في أي سلسلة ناجحة، مثل العثور على مخرج جديد والتفاوض مع الشخص الذي من المفترض أن يحل محل النجم البريطاني دانيال كريج، بعد أن ظهر أنه لم يعد مهتما بلعب دور “جيمس بوند” مرةأخرى، هذا بالطبع مع مجيء وباء “كوفيد -19” الذي جعل العالم في حالة توقف، وسكون طيلة عامين كاملين،وهو ما يعني أننا أمام 6 سنوات كاملة لم يصدر خلالهم أي جزء جديد من السلسلة، وهي ليست الواقعة الأولى من نوعها مع “جيمس بوند”، فقد تكررت في فترة نهاية الثمانينيات عندما صدر فيلم “License to kill” عام 1989، وكان الجزء التالي بعده هو”Golden eye” الذي عرض عام 1995.
عاد دانيال كريج في آخر عمل له مع السلسلة وهو”No Time to Die”، الذي تدور أحداثه حول مؤامرة يمكن وصفها”السخيفة”، والتي لا تتماشى مع روح القرن الحادي والعشرين، فهي قريبة من المؤامرات التي تضمنتها أفلام الراحل «روجر مور» في فترتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، رغم ذلك - لكي أكون منصفة- أعتبر أفلام روجر مور هي الأقرب إلى قلبي في السلسلة، وفي الأجزاء الأخيرة من “007”، نجد أن جيمس بوند سئم من كونه جاسوسا، فقد صار كبيرا في السن ويريد أن يحيا حياة مستقرة، الاختلاف الوحيد الآن هو أن “MI6”يبدو سعيدا مع تقاعد جيمس أيضا.
بدأ الفيلم بقضاء جيمس لإجازة في إيطاليا مع الطبيبة مادلين سوان - التي تلعبها الجميلة الفرنسية ليا سيدو- وهم يستمتعون بالحياة الهادئة البسيطة، ويضطر بوند لقطع الإجازة بعد أن حاولت المنظمة الإجرامية”Spectre” اغتياله، وبمرور الأحداث نرى أن رئيس “Spectre”، أرنست بلوفيلد - يقدم دوره النجم النمساوي كريستوف والتز - محتجز في السجن، وهو من يدير العملية للتخلص من بوند، من خلال محاولة جعل جيمس لا يثق في كل شخص قريب منه،ويبدو أن الخطة هنا هي دفع بوند إلى الجنون قبل قتله.
في الوقت نفسه، يسعى زعيم إرهابى يدعى “سافين” - الشخصية التي يقدمها رامي مالك - إلى الانتقام من منظمة “Spectre” وزعيمها “بلوفيلد” - وهو ما تم شرحه في الفلاش باك ببداية الأحداث - الأمر الذي يربك بوند أكثر، لأنه صار عالقا بين الأثنين، بلوفيلد وسافين، خاصة أن الأخير يرى نفسه بمثابة البطل منقذ العالم كما لو أنه هو جيمس بوند.
وكما قلت سابقا، يتضح أن “M16” - يلعب دوره النجم البريطاني رالف فينيس - صار لا يهتم كثيرا بجيمس، بعد أن أعطى بالفعل إشارة نداء “007” الخاصة به إلى عميل آخر، فكل منM”” و”M16”كانا يرغبان فقط في أن يظل جيمس بوند بعيدا عن كل شيء، ويهتم بشئونه الخاصة،لكن كما نعلم لا يستطيع جيمس بوند فعل ذلك، ويقبل عرضا من زميلهفيليكس ليتر للعمل لدى”CIA” والنظر في كل ما يحدث، ليكتشف بوند أن سافين وضع يديه على تقنية “nanobot”،التي لديها القدرة على إصابة أو عدم إصابة أي شخص يريده، لذا فإن ما هو غير ضار لشخص واحد، يمكن أن يقتل هدفا يقف بجانبه تماما،ويتضح أن الصراع صار بين عناصر كثيرة ما بين بوند و”M16” و”CIA” و”Spectre”وسافين - الذي يتضح أنه لديه مخبأ في جزيرة سرية تستخدم فقط لصنع سموم مختلفة - كلهم يقاتلون من أجل السيطرة على تقنية النانو.
المشكلة في هذا الفيلم أن مخرجه كاري فوكوناجا لم يدرك أنه لابد أن يكون على قدر الحدث، خاصة أن العمل يمثل الوداع النهائي لدانيال مع السلسلة، أما بالنسبة لرامي مالك وكريستوف والتز فقد أجاد كل منهما في تقديم الشخصية وكانا من أقوى عناصر الفيلم، في حين جاء أداء كريج متفاوتا، ففي أوقات كنا نشعر أنه يحاول أن يكون قريبا من العملاقين «شون كونري» و«روجر مور» مع الشخصية، لكن عندما أطلق العنان لروحه المرحة في تناول الشخصية، كانت النتيجة أفضل كثيرا،أما نهاية الفيلم فدعنا نقول فقط أنها لا تتشابه مع النهاية النموذجية التقليدية للأجزاء السابقة.
بعد الانتظار طويلا لـ”No Time to Die”، وفي الحقيقة بعد كل ما مررنا به،فقط كنا نريد مشاهدة فيلم حركة ممتع،نعم جاء الفيلم بمستوى جيد، لكننا كنا نتمنى أن يكون جيدا جدا وليس جيد فحسب.