الحرف اليدوية| صناعة الأرابيسك.. تراث لا يندثر  

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

فن صناعة «الأرابيسك» كانت من أهم العوامل التي تجذب السائح الأجنبي بمجرد زيارة واحد إلى الجمالية وخان الخليلي، ومازال فن لم يندثر بعد، يتهافت السائحون على شراء قطع فنية مصنوعة من الأرابيسك لما لها طابع خاص ولمسة جمالية لاتوجد سوى فى المنتج اليدوى المصري، وللأرابيسك تاريخ طويل على مر العصور.

ورصدت «بوابة أخبار اليوم» هذا التاريخ، وتطور الصنعة حتى اليوم.


في البداية، قال علي محمد حسين الشهير بعلي حمامه تاجر أرابيسك، إن مهنته توارثها من أجداده، وأن فن الأرابيسك لم يتوقف في تزيين القصور والمنازل فقط، إنما هو من أهم معالم وتراث المحروسة من طبيعة الثقافة والحضارة، وموجود بجميع المساجد والكنائس حتى الآن، موضحا أن الأندلسيين قاموا بتطوير صناعة الأرابيسك ، وأدخلو عليه الزخرفة، وكان السلاطين يتسابقون عليه.


فى كل دار عبادة
وشدد "حمامة" على أن مهنة الأرابيسك لن تندسر أبدا، لأنه على الأقل لا يوجد دار عبادة في مصر لايوجد بها فن الأرابيسك، حيث جميع المساجد يوجد فيها صناعة الأرابيسك وجامع الفتاح العليم مطعم بالأرابيسك، والكنائس جميعها بها أرابيسك والمعبد اليهودي ايضا وجميع دور العبادة على مستوى العالم كله.


وأكد على أن النشء الجديد من الشباب صنايعية الأرابيسك، للأسف التوك توك أصبح هو مهنتهم، لأن مهنة الأرابيسك مهنه صعبه تمر بمراحل كثيرة، ولابد أن يتعلم الصنعة على مدار سنوات، ولم يعد أحد لديه صبر، موضحا أن الأرابيسك يمر بمراحل عديدة، ويجمع بين الصدف والحفر والخشب والخراطة والنجارة والجوري، وكل مهنه من هؤلاء، لابد أن تمر بسنوات كثيرة للتعليم، وظهر التوك توك ليكون هو الأقرب والأسرع لجلب المال، بمقارنة بمهنة تمر بمراحل تعليم عديدة وصعبة. 

اقرأ أيضًا: قنوات الحرف اليدوية على اليوتيوب.. النجاح بالصدفة 


مراحل تصميم الأرابيسك 
وأوضح قائلًا: "أن العمل في مهنة الأرابيسك يحتاج إلى فن وذوق بالفطرة، والرسم بدقة عالية، ومن يحترفها عليه أن يجيد الرسم الهندسي للقطع الخشبية التي تم خرطها بنوع وحجم معين، ثم يثبت علي المخرطة، ويطبع التصميم على الخشب مباشرة ،وتأتي مرحلة الحفر والتشكيل وأخيرا المرحلة الأخيرة وهي التلوين أو الدهان، ولذلك الأرابيسك أطلق عليه فن وصناعة".


صناعة لها تاريخ
ولفت إلى أن صناعة الأرابيسك لها تاريخ كبير، ومر بعصور عديدة وكان بدايتها من العصر الفاطمي والعصر المملوكي والعصر الأيوبي والعصر العثماني وغيرها، وبين شارع المعز بالقاهرة الفاطمية وباب الفتوح وباب الوداع  والباب المتولي نلاحظ ان كل بصمة للأرابيسك من جميع العصور على الجدران .


وتابع أن بداية صناعة الأرابيسك في مصر في العصر الفاطمي كان استغلالا لقطع الخشب الصغيرة بدلا من رميها، وعمل أشكال مختلفة منها بطرق هندسية بسيطة، وتم استخدمها في صناعة النوافذ بهذه القطع الخشبية الصغيرة ليصبح شكلها مختلف وأنيق.


وأضاف حسين أنه في العصر العباسي تطور فن الأرابيسك إلى أن أصبح من أهم وأشهر الفنون، وبات في تطور وازدهار دائم، متابعا أنه في القرن التاسع عشر قام السلطان العثماني باستدعاء الصناعية الأرابيسك المصريين إلى اسطنبول بتركيا لتزيين قصورهم بالأرابيسك، بعد زيارة لمصر انبهر خلالها بجمال القاهرة، ليصمم مدينة اسطنبول على نفس طراز القاهرة.