الأزهـــر.. منبـع الوسطية

موسم الهجرة إلى التعليم الأزهرى

التعليم الأزهرى
التعليم الأزهرى

ريحاب محمد

شهدت الأيام الماضية إقبالاً غير مسبوق فى التحويل من نظام التعليم العام إلى نظيره الأزهرى مقارنة بالأعوام السابقة، حيث بلغ عدد طلبات التحويل نحو 70 ألف طلب خلال الشهر الماضي.

وبحسب الإحصائيات الصادرة عن المعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، تقدّم 310 آلاف طالب وطالبة فى رياض الأطفال والابتدائى الأزهري، كما حوّل الكثيرون من مدارس التربية والتعليم إلى الفصول المختلفة للتعليم الأزهري، وذلك لأن الأخير شهد طفرة حديثة فى المناهج والمعايير النموذجية، ما أدى إلى إقبال كبير من جانب أولياء الأمور للتقديم لأبنائهم.

 

كما يشهد التعليم الأزهرى إقبالاً من ناحية أخرى فى التحويل من مدارس التربية والتعليم إلى معاهد الأزهر الشريف، بينما لوحظ وجود ندرة فى المحولين إلى التربية والتعليم من الأزهر.

وقال الدكتور سلامة داوود، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وصل عدد الذين حولوا من مدارس التربية والتعليم إلى الأزهر إلى حوالى 70 ألف طالب، بينما حوَّل من الأزهر إلى التربية والتعليم 15 ألف طالب. ونتيجة لهذه الأعداد المتزايدة أصدر قطاع المعاهد الأزهرية قراراً بأن الطالب المحوَّل من الإعدادية يدرس مواد القرآن الكريم والفقه والشريعة والتوحيد والتفسير والحديث فى سنة تأهيلية قبل الثانوي، والتى درسها زملاؤه فى التعليم الأزهرى حتى يكون مؤهلاً للالتحاق بالصف الأول الثانوى الأزهري.

 وأوضح أن من بين الشروط حصول الطالب على نسبة 70% من المجموع الكلى لدرجات الشهادة الإعدادية العامة، وألا يقل مجموع الطالب فى مادة اللغة العربية عما نسبته 70%، واجتياز اختبار البرنامج التأهيلى المعتمد من الأزهر الشريف على أن يعقد له مع امتحان الشهادة الإعدادية.

ومن جانبه، يقول الدكتور على خليل رئيس قطاع المعاهد الأزهرية السابق: هذا العدد الكبير من التحويلات سببه تطوير المناهج وتطوير الكتاب الأزهرى، وما اشتمل عليه من محتوى علمى يتناسب مع المرحلة العمرية للطالب، وهذا الأمر أحدَّث طفرة على مدار السنوات الخمس الماضية، وأعداد هذه التحويلات فى تزايد منذ أربع سنوات، وبدلاً من أن كانت التحويلات من الأزهر إلى التربية والتعليم، أصبحت العكس هو ما يحدث الآن، أما الأمر الثانى فهو تغيير شكل الامتحانات والتى أخذت منحى مختلفاً تماماً عن شكل الامتحانات القديمة.

يواصل: نحن إمكانياتنا لا تزال محدودة، لكن طوَّرنا فى العملية التعليمية، حيث غيَّرنا من المناهج وطرق التدريس وشكل الامتحانات، ونتج عن ذلك حدوث نقلة نوعية على مستوى الطالب والمدرس والموجه، وبدأنا نتحرك داخل المؤسسات التعليمية بشكل متوازن بين امتحانات تعيد للطالب فهمه ووعيه وإدراكه، ومحتوى علمى يمكن استيعابه، فأصبح هناك منظومة مكتملة وبدأت الناس تقبل على التعليم الأزهري.

ويوضح: بالنسبة إلى المناهج، يمتاز التعليم الأزهرى عن غيره بوجود زيادة روحية تنمى ملكات قراءة كتب الفقه والتفسير والحديث، فالطالب الذى لديه هذه الملكات ويستسيغها ويحبها سيحب الأزهر وسيكون طالباً متفوقاً، على عكس الطالب الذى لا يحبها فإنه لا يستطيع استيعابها لأن ذلك لا يتوافق مع اتجاهه أو تكوينه.

وكانت وزارة التربية والتعليم حدّدت التحويل بينها وبين الأزهر، بداية من الصف الثانى الابتدائى حتى الطلاب المقبولين بالصف الثالث الإعدادى العام الدراسى 2021/2022 بالمعاهد الأزهرية إلى الصفوف المناظرة بمدارس التربية والتعليم، ولكنها منعت التحويل للثانوى نظراً للتباين الكبير فى المواد وطبيعة الدراسة فيها وخضوع التحاق الطلاب بالصف الأول الثانوى العام بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى لقواعد قبول خاصة تخالف القواعد المعمول بها فى الأزهر الشريف.

وهذه الضوابط هى: أن تتوافق سن قبول الطالب المحول من التعليم العام مع سن القبول بالمدرسة المحول إليها حال قبوله ببداية الحلقة الابتدائية التى تقدم بها للأزهر الشريف، وأن يتقدم ولى الأمر الراغب فى التحويل للأزهر بإفادة بسن القبول بالمدرسة المطلوب التحويل إليها حتى يتحقق الأزهر من تطبيق شرط السن.

كما وجه فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بإعادة تأهيل وتشغيل الفصول المغلقة من أجل توفير أكبر عدد من الأماكن، وتشغيل المعاهد على فترتين الأولى صباحية والأخرى مسائية ونقل بعض طلاب الصفوف الابتدائية إلى أقرب معهد به أماكن خالية.