الأزهـــر.. منبـع الوسطية

«آخرساعة» كانت معهم فى مدينة البعوثl طلاب كل العــالم فى حضـن الأزهــر

صورة تذكارية لمجموعة من الطالبات الوافدات خلال رمضان الماضى
صورة تذكارية لمجموعة من الطالبات الوافدات خلال رمضان الماضى

كتب: محمد‭ ‬نور ‬ــ‭  ‬ريحاب‭ ‬محمد

فى‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬ذكرى‭ ‬المولد‭ ‬النبوى‭ ‬الشريف،‭ ‬يتجدّد‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني،‭ ‬وتتنامى‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الدينى‭ ‬والادعاء‭ ‬بأن‭ ‬الأزهر‭ ‬والتعليم‭ ‬الأزهرى‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬مفرخة‭ ‬للفكر‭ ‬المتطرف‭.‬

هذا‭ ‬الملف‭ ‬محاولة‭ ‬لنفى‭ ‬هذا‭ ‬الادعاء‭ ‬الكاذب،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬الأزهر‭ ‬يعد‭ ‬إحدى‭ ‬القوى‭ ‬الناعمة‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تُعلى‭ ‬الفكر‭ ‬الوسطى‭ ‬وتنشره‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الأزهري،‭ ‬لأنه‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬ورقابة‭ ‬ومتابعة‭ ‬وليس‭ ‬خارج‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬الرسمي،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬أصبح‭ ‬مطلوباً‭ ‬وعليه‭ ‬إقبال‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وشهد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تحديداً‭ ‬موجة‭ ‬تحويلات‭ ‬كبيرة‭ ‬للطلاب‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬نظيره‭ ‬الأزهري‭.‬

سنتعرَّف‭ ‬إلى‭ ‬أسباب‭ ‬اتجاه‭ ‬قطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬إلى‭ ‬رحاب‭ ‬الأزهر،‭ ‬ودوره‭ ‬فى‭ ‬تفكيك‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة،‭ ‬ورعاية‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬إلى‭ ‬جامعته‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬نرصد‭ ‬آراءهم‭ ‬بشأن‭ ‬التعليم‭ ‬الأزهرى‭ ‬ويومياتهم‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلامية‭.‬

المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأزهر‭ ‬سيظل‭ ‬صرحاً‭ ‬دينياً‭ ‬وعلمياً‭ ‬شامخاً،‭ ‬ولن‭ ‬يحيد‭ ‬عن‭ ‬مساره‭ ‬الوسطى‭ ‬المعتدل،‭ ‬وستبقى‭ ‬رايته‭ ‬خفاقة‭ ‬مهما‭ ‬حاول‭ ‬البعض‭ ‬تشويه‭ ‬صورته‭.‬

تعتبر‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلامية‭ ‬التابعة‭ ‬للأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬خير‭ ‬مثال‭ ‬عـلى‭ ‬روعـة‭ ‬بلــد‭ ‬النيــل،‭ ‬حـــيث‭ ‬يتجمـع‭ ‬الطلاب‭ ‬معاً‭ ‬لمتابعة‭ ‬دروسهم،‭ ‬وفى‭ ‬أوقات‭ ‬الفراغ‭ ‬يزورون‭ ‬الحدائق‭ ‬والمتنزهات‭ ‬العامة،‭ ‬والبعض‭ ‬يفضل‭ ‬أداء‭ ‬الصلوات‭ ‬فى‭ ‬مساجد‭ ‬الأحياء‭ ‬التاريخية‭ ‬مثل‭ ‬الحسين‭ ‬والأزهر،‭ ‬والأهم‭ ‬أنهم‭ ‬جميعاً‭ ‬يتحدثون‭ ‬بلسان‭ ‬عربى‭ ‬مبين‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬جنسياتهم،‭ ‬ويتوحد‭ ‬هدفهم‭ ‬فى‭ ‬دراسة‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامى‭ ‬الوسطى‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬التشدد‭ ‬والتعصب‭.. "‬آخرساعة‭" ‬زارت‭ ‬الطلاب‭ ‬والطالبات‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلامية،‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬يومياتهم‭ ‬وطبيعة‭ ‬حياتهم‭.‬

 

على‭ ‬أرض‭ ‬الكنانة‭ ‬وفى‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلامية‭ ‬يتوحد‭ ‬العالم،‭ ‬فهناك‭ ‬نحو‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬يمثلون‭ ‬96‭ ‬جنسية‭ ‬يقيمون‭ ‬داخل‭ ‬المدينة‭ ‬التى‭ ‬تنقسم‭ ‬لجزأين،‭ ‬مدينة‭ ‬خاصة‭ ‬بالطلاب،‭ ‬وأخرى‭ ‬للطالبات،‭ ‬يفصل‭ ‬بينهما‭ ‬طريق‭ ‬عرضه‭  ‬نحو‭ ‬٢٠‭ ‬متراً،‭ ‬وكل‭ ‬مدينة‭ ‬تضم‭ ‬عمارات‭ ‬محاطة‭ ‬بسور،‭ ‬تعلو‭ ‬كلا‭ ‬منهما‭ ‬لافتة‭ ‬كبيرة‭ ‬مكتوب‭ ‬عليها‭ ‬امدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلاميةب‭.. ‬عندما‭ ‬اقتربنا‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬البوابات‭ ‬وجدنا‭ ‬طلاباً‭ ‬كثيرين‭ ‬يدخلون‭ ‬ويخرجون‭ ‬من‭ ‬المدينة،‭ ‬ألوان‭ ‬بشرتهم‭ ‬وجنسياتهم‭ ‬ولغاتهم‭ ‬مختلفة،‭ ‬لكن‭ ‬يجمعهم‭ ‬هدف‭ ‬ومقصد‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬تحصيل‭ ‬العلم‭ ‬والذهاب‭ ‬لبلدانهم‭ ‬كسفراء‭ ‬للأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬والدين‭ ‬الإسلامى‭ ‬الحنيف‭.‬

8‭ ‬ساعات‭ ‬أمضيناها‭ ‬متجولين‭ ‬بين‭ ‬مبانى‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وسط‭ ‬طلاب‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬مختلفة‭ ‬يمثلون‭ ‬قارات‭ ‬العالم‭ ‬الخمس‭.. ‬جاءوا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الدنيا‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬للدراسة‭ ‬فى‭ ‬معاهد‭ ‬وكليات‭ ‬الأزهر،‭ ‬حتى‭ ‬أضحت‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬بمثابة‭ ‬اأمم‭ ‬متحدةب‭ ‬تجمع‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬والجنسيات‭.‬

ينقسم‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدون‭ ‬الدارسون‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬إلى‭ ‬فئتين،‭ ‬واحدة‭ ‬تدرس‭ ‬بمنح‭ ‬دراسية‭ ‬يقدمها‭ ‬الأزهر،‭ ‬ويبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬نحو‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يقيمون‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلامية‭ ‬إقامة‭ ‬كاملة،‭ ‬وفئة‭ ‬أخرى‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬يدرسون‭ ‬على‭ ‬نفقتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬فى‭ ‬المعاهد‭ ‬الأزهرية‭ ‬وجامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬ومرحلة‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا،‭ ‬ويقيمون‭ ‬فى‭ ‬مساكن‭ ‬خاصة‭.‬

على‭ ‬المقاعد‭ ‬الخشبية‭ ‬والإسمنتية‭ ‬المنتشرة‭ ‬فى‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء‭ ‬داخل‭ ‬المدينة‭ ‬تجد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬يجلسون،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يمسك‭ ‬فى‭ ‬يده‭ ‬كتاباً‭ ‬للمذاكرة‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬فى‭ ‬التليفون،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يتناقش‭ ‬مع‭ ‬أصدقائه‭ ‬فى‭ ‬أمر‭ ‬ما،‭ ‬وقد‭ ‬فرضت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬طلاب‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التى‭ ‬فرضتها‭ ‬المدينة،‭ ‬وأهمها‭ ‬التباعد‭ ‬وعدم‭ ‬الجلوس‭ ‬فى‭ ‬الغرف‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭.‬

جميع‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬سعداء‭ ‬بوجودهم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ويعتبرونها‭ ‬بلدهم‭ ‬الثاني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لمسناه‭ ‬أثناء‭ ‬الحديث‭ ‬معهم،‭ ‬فرغم‭ ‬تنوع‭ ‬جنسياتهم،‭ ‬فإن‭ ‬هدفهم‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬تحصيل‭ ‬العلم‭ ‬الدينى‭ ‬والدنيوى،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالإقامة‭ ‬فى‭ ‬بلدهم‭ ‬الثانى‭ ‬مصر‭.‬

بدأنا‭ ‬جولتنا‭ ‬بمقابلة‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬عبدالمنعم‭ ‬حسن‭ ‬طالب‭ ‬بكلية‭ ‬التجارة‭ ‬ورئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬طلاب‭ ‬السودان‭ ‬الدارسين‭ ‬فى‭ ‬الأزهر،‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬بلدى‭ ‬مثل‭ ‬السودان‭ ‬تماماً،‭ ‬فالحاصلون‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬للدراسة‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬يزيد‭ ‬عددهم‭ ‬على‭ ‬الألف‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬يقيمون‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬إقامة‭ ‬كاملة،‭ ‬والأزهر‭ ‬يمثل‭ ‬لنا‭ ‬كياناً‭ ‬قوياً‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬عام‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعالم،‭ ‬ومصر‭ ‬الأزهر‭ ‬لها‭ ‬فضل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬السودان‭ ‬والشاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أروقة‭ ‬السودان‭ ‬فى‭ ‬الجامع‭ ‬الأزهر،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬رواقان‭ ‬للسودان‭ ‬االسنارية‭ ‬والدرافوريةب‭.. ‬يتابع‭: ‬امصر‭ ‬والسودان‭ ‬دولتان‭ ‬شقيقتان‭ ‬وشعبهما‭ ‬واحد‭ ‬منذ‭ ‬القدمب،‭ ‬موضحاً‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يعود‭ ‬للسودان‭ ‬سيكون‭ ‬خير‭ ‬سفير‭ ‬للأزهر‭ ‬والإسلام،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬توفر‭ ‬لهم‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬الراحة‭ ‬بما‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬تحصيل‭ ‬العلم،‭ ‬كما‭ ‬أنهم‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬المساجد‭ ‬والأماكن‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬التاريخى‭ ‬الإسلامى‭.‬

وتعد‭ ‬نيجيريا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬الدارسين‭ ‬فى‭ ‬الأزهر،‭ ‬حسبما‭ ‬أكد‭ ‬لنا‭ ‬ناصر‭ ‬عبدالرءوف‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الطالب‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬الماجستير‭ ‬بكلية‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وممثل‭ ‬طلاب‭ ‬نيجيريا‭ ‬فى‭ ‬الأزهر،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يقيم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬12‭ ‬عاماً‭ ‬ولم‭ ‬يشعر‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬بالغربة،‭ ‬حيث‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬الأزهرية‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬البعوث‭ ‬ثم‭ ‬التحق‭ ‬بكلية‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الليسانس،‭ ‬وحالياً‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬الماجستير‭. ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬بالغربة،‭ ‬فالمصريون‭ ‬شعب‭ ‬عظيم‭ ‬وكريم‭ ‬ومضياف‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬النيجيريين‭ ‬يعشقون‭ ‬الأزهر،‭ ‬ومن‭ ‬درس‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬من‭ ‬نيجيريا‭ ‬وعاد‭ ‬إلى‭ ‬بلاده‭ ‬يقومون‭ ‬بتعريف‭ ‬الشعب‭ ‬النيجيرى‭ ‬بسماحة‭ ‬الإسلام‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬منهج‭ ‬الأزهر‭ ‬الوسطى‭ ‬المعتدل‭. ‬وقال‭: ‬احينما‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬بلدى‭ ‬سأنشر‭ ‬وسطية‭ ‬الأزهرب‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬االكثير‭ ‬من‭ ‬النيجيريين‭ ‬الذين‭ ‬درسوا‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬يتقلدون‭ ‬حالياً‭ ‬أرفع‭ ‬المناصب،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالتدريس‭ ‬فى‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬والجامعات‭ ‬فى‭ ‬نيجيريا،‭ ‬وإمام‭ ‬أكبر‭ ‬مساجد‭ ‬العاصمة‭ ‬درس‭ ‬فى‭ ‬الأزهر،‭ ‬وأغنى‭ ‬أغنياء‭ ‬أفريقيا‭ ‬اسمه‭ ‬طنغوتسيمن‭ ‬خريج‭ ‬الأزهر،‭ ‬وقام‭ ‬بإنشاء‭ ‬مؤسسات‭ ‬كبرى‭ ‬فى‭ ‬نيجيريا‭.‬

ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الإقامة‭ ‬فقط،‭ ‬فهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والرياضة‭ ‬والترفيهية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬فى‭ ‬المدينة،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬برلمان‭ ‬منتخب‭ ‬للطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬يضم‭ ‬32‭ ‬عضواً‭ ‬يمثلون‭ ‬جميع‭ ‬الجنسيات‭ ‬فى‭ ‬المدينة،‭ ‬وهذا‭ ‬البرلمان‭ ‬يجتمع‭ ‬كل‭ ‬أسبوعين‭ ‬ويناقش‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬الخاصة‭ ‬بطلبة‭ ‬البعوث‭ ‬بحرية‭ ‬كاملة،‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬رئيس‭ ‬البرلمان،‭ ‬الطالب‭ ‬الجزائرى‭ ‬مصعب‭ ‬رابح،‭ ‬قائلاً‭: ‬انناقش‭ ‬القضــــايا‭ ‬والمشـــــكلات‭ ‬العلميـــــة‭ ‬والإداريـــــة‭ ‬والمعيشية‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الطلبة‭ ‬الوافدينب‭. ‬

مصعب‭ ‬الذى‭ ‬يدرس‭ ‬بكلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭ ‬أوضح‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬لم‭ ‬تقصر‭ ‬معهم‭ ‬كطلاب‭ ‬وافدين‭ ‬وأن‭ ‬الأزهر‭ ‬يمثل‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬لمصر‭ ‬باحتضانه‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬بقاع‭ ‬العالم،‭ ‬وانحن‭ ‬كطلاب‭ ‬وافدين‭ ‬نتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬للأزهر‭ ‬ولمصر‭ ‬الشقيقة‭ ‬على‭ ‬رعايتها‭ ‬وتقديمها‭ ‬الدعم‭ ‬المالى‭ ‬والمعنوى‭ ‬لنا،‭ ‬فنحن‭ ‬بمثابة‭ ‬سفراء‭ ‬للأزهر‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬ورسل‭ ‬سلام‭ ‬للإنسانية‭ ‬ضد‭ ‬التعصب‭ ‬والتطرفب‭.‬

وعموماً،‭ ‬يرتبط‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدون‭ ‬بمصر‭ ‬والأزهر،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬تخرجهم‭ ‬وعودتهم‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم،‭ ‬حيث‭ ‬يقدمون‭ ‬صورة‭ ‬جيدة‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬والأزهر،‭ ‬ويشجعون‭ ‬أهلهم‭ ‬وأصدقاءهم‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬المحروسة،‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬خالد‭ ‬محمد‭ ‬موسى‭ ‬من‭ ‬موريتانيا،‭ ‬الذى‭ ‬يدرس‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬بكلية‭ ‬الشريعة‭ ‬والقانون،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬الموريتانيين‭ ‬الدارسين‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬دراسية‭ ‬من‭ ‬الأزهر‭ ‬يبلغ‭ ‬300‭ ‬طالب،‭ ‬وأن‭ ‬الدراسة‭ ‬متنوعة‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬الأزهر‭ ‬المرجع‭ ‬لمختلف‭ ‬المدارس‭ ‬الإسلامية‭ ‬الوسطية‭ ‬التى‭ ‬تبرز‭ ‬سماحة‭ ‬الإسلام‭. ‬ويرى‭ ‬خالد‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬شعب‭ ‬طيب‭ ‬وكريم،‭ ‬وفى‭ ‬تعامله‭ ‬معهم‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬غريب،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أحب‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬المصرية‭.‬

فيما‭ ‬يقول‭ ‬الطالب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬أحمد‭ ‬زهدي،‭ ‬الذى‭ ‬يدرس‭ ‬بكلية‭ ‬التجارة‭: ‬جئنا‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬للدراسة‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬باعتباره‭ ‬منارة‭ ‬العلم،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الدارسين‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة،‭ ‬وأضاف‭: ‬امصر‭ ‬هى‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬التى‭ ‬تقف‭ ‬بجانب‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وتدافع‭ ‬عن‭ ‬قضيته‭ ‬العادلة‭ ‬وقدمت‭ ‬الشهداء‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬وأنها‭ ‬تستضيف‭ ‬باستمرار‭ ‬حوار‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للمصالحة‭ ‬فى‭ ‬القاهرةب‭.‬

بينما‭ ‬يقول‭ ‬محمد‭ ‬يحيى‭ ‬الطالب‭ ‬بكلية‭ ‬الشريعة‭ ‬والقانون‭ ‬من‭ ‬العراق‭: ‬إن‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالدراسة‭ ‬فى‭ ‬الأزهر،‭ ‬شرف‭ ‬لأى‭ ‬طالب،‭ ‬فالأزهر‭ ‬منارة‭ ‬للعلم،‭ ‬فهو‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬العلوم‭ ‬الدينية‭ ‬والدنيوية،‭ ‬لذلك‭ ‬أشجع‭ ‬العراقيين‭ ‬على‭ ‬المجيء‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬والدراسة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬الكبير‭.‬

أما‭ ‬صالح‭ ‬إسحق‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬تشاد،‭ ‬فقال‭ ‬إنه‭ ‬روائى‭ ‬ويدرس‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬الماجستير‭ ‬بكلية‭ ‬الشريعة‭ ‬والقانون‭ ‬ورئيس‭ ‬الصندوق‭ ‬الاجتماعى‭ ‬الثقافى‭ ‬لطلاب‭ ‬تشاد‭ ‬الدارسين‭ ‬بالأزهر‭ ‬وعددهم‭ ‬700‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة،‭ ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬سعيد‭ ‬بالدراسة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الجامعة‭ ‬العريقة،‭ ‬كون‭ ‬الأزهر‭ ‬يُدرِّس‭ ‬جميع‭ ‬المذاهب،‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بإطلاق‭ ‬العنان‭ ‬للتفكير‭ ‬السليم‭ ‬والمنطق‭ ‬القويم‭ ‬الذى‭ ‬يصل‭ ‬للحقيقة‭ ‬مع‭ ‬الاستناد‭ ‬إلى‭ ‬أدلة‭ ‬علمية‭.‬

وعن‭ ‬رأيه‭ ‬فى‭ ‬المصريين،‭ ‬قال‭: ‬اهناك‭ ‬احتواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬أطياف‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬للطلاب‭ ‬الوافدينب‭.‬

ولا‭ ‬تفرّق‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬بين‭ ‬الطلاب،‭ ‬بل‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬جميعهم‭ ‬سواء‭ ‬بسواء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لاحظناه‭ ‬أثناء‭ ‬جَولتنا‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬لفت‭ ‬نظرنا‭ ‬تعدد‭ ‬اللغات‭ ‬بين‭ ‬الجنسيات‭ ‬المختلفة،‭ ‬خاصة‭ ‬طلاب‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬الذين‭ ‬يتواجدون‭ ‬بكثرة‭ ‬فى‭ ‬المدينة،‭ ‬مثل‭ ‬إندونيسيا‭ ‬وأفغانستان‭ ‬والهند‭ ‬وباكستان‭ ‬وغيرها‭.  ‬

ويعد‭ ‬طلاب‭ ‬إندونسيا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الطلاب‭ ‬الوافدين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬شرق‭ ‬آسيا‭ ‬المقيمين‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث،‭ ‬هكذا‭ ‬أكد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الطالب‭ ‬عبدالغفار‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بكلية‭ ‬الشريعة‭ ‬والقانون‭ ‬شعبة‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والطالبة‭ ‬حياة‭ ‬رحمة‭ ‬بكلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين،‭ ‬حيث‭ ‬قالا‭ ‬إن‭ ‬الأزهر‭ ‬ساعدهما‭ ‬فى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الإسلام‭ ‬الحنيف،‭ ‬وأشارا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تمثل‭ ‬للطلاب‭ ‬الإندونسيين‭ ‬الوطن‭ ‬الثاني،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإندونيسيين‭ ‬الذين‭ ‬درسوا‭ ‬وتعلموا‭ ‬بالأزهر‭ ‬وتقلدوا‭ ‬مناصب‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬بلادهم‭. ‬وأكدا‭: ‬اعندما‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬بلدنا‭ ‬سنكون‭ ‬خير‭ ‬ممثلين‭ ‬للأزهر‭ ‬والإسلامب‭.‬

امصر‭ ‬فى‭ ‬قلوبناب،‭ ‬هكذا‭ ‬قال‭ ‬الطالب‭ ‬الباكستانى‭ ‬إحسان‭ ‬يوسف‭ (‬تمهيدى‭ ‬ماجستير‭ ‬بكلية‭ ‬الشريعة‭ ‬والقانون‭)‬،‭ ‬لكنه‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬سابقه‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمشكلة‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المصريين‭ ‬أحياناً‭ ‬بسبب‭ ‬أن‭ ‬اللهجة‭ ‬العامية‭ ‬تشكل‭ ‬عائقاً‭ ‬كبيراً‭ ‬للطلاب‭ ‬الوافدين،‭ ‬موضحاً‭: ‬اإذا‭ ‬ذهبنا‭ ‬للتسوق‭ ‬نتحدث‭ ‬مع‭ ‬المصريين‭ ‬بالفصحى‭ ‬فلا‭ ‬يفهمون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬كلامناب‭.‬

أما‭ ‬الطالب‭ ‬التايلاندى‭ ‬ويسران‭ ‬الذى‭ ‬يدرس‭ ‬بكلية‭ ‬الشريعة‭ ‬والقانون،‭ ‬فيقول‭: ‬إن‭ ‬للأزهر‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة،‭ ‬فعدد‭ ‬طلاب‭ ‬تايلاند‭ ‬الدارسين‭ ‬فى‭ ‬الأزهر‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬٣‭ ‬آلاف‭ ‬طالب‭ ‬وطالبة،‭ ‬وفى‭ ‬بلد‭ ‬الأزهر‭ ‬نشعر‭ ‬كأننا‭ ‬فى‭ ‬بلدنا،‭ ‬وحينما‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬بلدى‭ ‬سأعمل‭ ‬داعية‭ ‬إسلامياً‭.‬

مدينة‭ ‬البنات

وما‭ ‬إن‭ ‬دخلنا‭ ‬مدينة‭ ‬البنات‭ ‬حتى‭ ‬التفت‭ ‬حولنا‭ ‬الطالبات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الجنسيات‭ ‬الموجودة‭  ‬تملأ‭ ‬وجوههن‭ ‬البسمة‭ ‬أثناء‭ ‬حديثهن‭ ‬معنا،‭ ‬وأكدن‭ ‬أنهن‭ ‬أصبحن‭ ‬الآن‭ ‬مصريات‭ ‬يذبن‭ ‬عشقاً‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬الذى‭ ‬احتواهن‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬معظمهن‭ ‬أخبرننا‭ ‬بأنهن‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬والسفر‭ ‬لبلادهن‭ ‬لن‭ ‬يتركن‭ ‬مصر‭ ‬وسيعدن‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر‭.‬

التقينا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬الفلسطينيات،‭ ‬إحداهن‭ ‬تُدعى‭ ‬ضحى،‭ ‬تدرس‭ ‬بكلية‭ ‬الدراسات‭ ‬الإنسانية‭ (‬قسم‭ ‬الجغرافيا‭)‬،‭ ‬تجيد‭ ‬اللهجة‭ ‬المصرية‭ ‬كأهلها،‭ ‬وعندما‭ ‬سألناها‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬تدرس‭ ‬بمصر‭ ‬بالتعليم‭ ‬الأزهرى‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬حيث‭ ‬حرصت‭ ‬والدتها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكسبها‭ ‬التعليم‭ ‬الدينى‭ ‬الصحيح‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وهم‭ ‬يسكّن‭ ‬بمدينة‭ ‬العريش‭ ‬وهى‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬وتسافر‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬وقت‭ ‬الدراسة‭ ‬تبعاً‭ ‬للمنحة‭ ‬التى‭ ‬حصلت‭ ‬عليها،‭ ‬وفى‭ ‬مصر‭ ‬نفس‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬فلسطين‭ ‬ولذا‭ ‬لا‭ ‬تشعر‭ ‬بالغربة‭ ‬وجعلها‭ ‬تكون‭ ‬صداقات‭ ‬عميقة‭.‬

أما‭ ‬صديقتها‭ ‬ياسمين‭ ‬فتتابع‭ ‬دراساتها‭ ‬العليا‭ ‬بكلية‭ ‬التجارة،‭ ‬وأكدت‭ ‬حبها‭ ‬لمصر،‭ ‬وتحب‭ ‬قضاء‭ ‬رمضان‭ ‬فى‭ ‬أم‭ ‬الدنيا،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬الحسين‭ ‬وشارع‭ ‬المعز،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬مع‭ ‬زميلاتها‭ ‬بالمدينة‭ ‬يمارسن‭ ‬أنشطة‭ ‬محببة‭ ‬لهن‭ ‬مثل‭ ‬الرسم‭. ‬فيما‭ ‬تفضل‭ ‬زميلتها‭ ‬أفنان‭ ‬أنور‭ ‬التى‭ ‬تدرس‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬ارتياد‭ ‬مساجد‭ ‬القاهرة،‭ ‬وخاصة‭ ‬فى‭ ‬الحسين‭ ‬والأزهر‭.‬

وعلى‭ ‬الوتيرة‭ ‬ذاتها،‭ ‬تحدثت‭ ‬إلينا‭ ‬زميلتها‭ ‬نادية‭ ‬رحمتك‭ ‬من‭ ‬إندونسيا،‭ ‬الطالبة‭ ‬بكلية‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬والتى‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬سعادتها‭ ‬بالإقامة‭ ‬داخل‭ ‬مدينة‭ ‬البعوث‭ ‬وكذلك‭ ‬سعادتها‭ ‬بالتواجد‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬عموماً‭ ‬حيث‭ ‬تزخر‭ ‬بعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المساجد‭ ‬التاريخية‭ ‬التى‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬الذهاب‭ ‬إليها‭ ‬مع‭ ‬صديقاتها‭ ‬للصلاة‭ ‬فيها‭.‬

أما‭ ‬أروى‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬فتدرس‭ ‬بكلية‭ ‬الطب‭ ‬البشري،‭ ‬وتقول‭: ‬قضيت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬بمصر‭ ‬كان‭ ‬معظم‭ ‬الوقت‭ ‬نقضيه‭ ‬بالكلية‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬كورونا‭ ‬لكن‭ ‬الآن‭ ‬ننزل‭ ‬تدريباً‭ ‬فى‭ ‬مستشفى‭.. ‬صحيح‭ ‬أغلب‭ ‬الوقت‭ ‬نقضيه‭ ‬فى‭ ‬المذاكرة‭ ‬لكنى‭ ‬أستقطع‭ ‬لنفسى‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬لأقضيه‭ ‬فى‭ ‬الحديقة‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬حديقة‭ ‬الأزهر،‭ ‬لأن‭ ‬الحدائق‭ ‬هنا‭ ‬جميلة‭ ‬وتؤكد‭ ‬لنا‭: ‬الا‭ ‬أشعر‭ ‬بأى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الغربة‭ ‬هنا‭ ‬فى‭ ‬مصرب‭.‬