مدير المجلس الإسلامى العالمى للدعوة:العمل الخيرى أصبح الآن أسلوب حياة لمن يبحث عن الخير

د. مصطفى صلاح الشيمي
د. مصطفى صلاح الشيمي

 حوار ــ عامر نفادى

أشاد د. مصطفى صلاح الشيمي، مدير المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة، بالمبادرات التى أطلقها الرئيس السيسي، والتى تستهدف توفير حياه كريمة لمحدودى الدخل، مؤكدا أن الرئيس السيسى أصبح أكبر داعما للعمل الخيري، بعد أن شملت رعايته الكثير من القضايا التى كنت تؤرق الكثير من المصريين مثل قضية السكن، والعشوائيات، والقضاء على الأمراض المزمنة.

وأشار الشيمى فى حواره لــ «اللواء الإسلامى»، إلى أن استغلال الجماعات الإرهابية للعمل الخيرى قد أفسدته وسببت للقائمين عليه مشاكل دولية كثيرة، لافتا إلى أن المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة قام بفصل ٣٢ هيئة ومنظمة ثبت تورطها فى تمويل عمليات إرهابية وقعت حول العالم.

وأكد أن العمل الخيرى فى السنوات الأخيرة بات أسلوب حياة بالنسبة للكثيرين ممن يبحثون عن حب الخير، ومساعدة الفقراء الأمر الذى أسهم فى تعدد أشكاله، مما كان له بالغ الأثر فى التصدى للأزمات والكوارث التى تلم ببلدان العالم، كان آخرها أزمة فيروس كورونا التى أدت فيه الهيئات الخيرية ملحمة إنسانية فريدة.

وإلى نص الحوار.

كيف تثمن المبادرات التى أطلقها الرئيس السيسى فى السنوات الأخيرة، لدعم محدودى الدخل؟

أحب أن أؤكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو أكبر داعم للعمل الخيري، من خلال إطلاقه العديد من المبادرات والبرامج الحكومية، مثل "تكافل" و"كرامة" ومبادرة "حياة كريمة" التى يتغير بها وجه المحافظات والقرى والنجوع.

كما أننى أثمن جهود وإجراءات الحماية الاجتماعية التى تتخذها الدولة بتوجيهات من فخامته لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين.

فى- طبيعة الأمر تدعو إلى الفخر بأن هناك اهتماما بشكل أساسى بقضايا المجتمع المصري، بمعنى أن مفهوم الجمهورية الجديدة يشمل العديد من القضايا المهمة منها قضية السكن للشباب، وقضية العشوائيات وتغير نمط الحياة المؤسف لكثير من المواطنين التى تؤدى إلى كثير من الأمراض الاجتماعية.

 ما دور العمل التطوعى فى إحداث التنمية الشاملة؟

تسعى المجتمعات المتقدمة لإحداث تنمية شاملة تتضمن تلبية الحاجات الأساسية للمواطنين، وتوفير فرص العمل للشباب، وخفض معدلات البطالة، وتحقيق العدالة فى توزيع الدخل، وتحسين مستوياتِ التعليم والصحة والرفاهية عموما لكافة المواطنين، وتعميم قيم حب المعرفة وإتقان العمل، وإشراك جميع الفئات فى تحقيق النهضة بالمجتمع.

 ويعد الإنسان هو الثروة الاقتصادية والاجتماعية الأولى لأى مجتمع من المجتمعات، وأساس تقدمه وبقدر نضجه ووعيه وإلمامه بحقوقه وواجباته، واستعداده للمشاركة وتحمل المسؤولية بقدر ما تتحقق التنمية فى هذا المجتمع.

كما يمثل العمل الخيرى والتطوعى رافدا أساسيا للتنمية الشاملة، داخل المجتمع بما يعكس مدى وعى المواطن لدوره فى نهضة بلاده ورفعتها، لذلك تحرص الدول المتقدمة على إدراج العمل التطوعى كعلم يدرس فى المدارس والمعاهد والجامعات، والدورات التدريبية لمنظمات المجتمع المدنى "الأهلي" وطرح مفهومه وأهدافه ومجالاته فى العديد من الإصدارات سواء كانت كتبا أو دورات.

 كيف تطور العمل الخيرى فى السنوات الأخيرة، وهل هناك ضوابط معينة تلزم القائمين عليه؟

بات العمل الخيرى والتطوعى فى السنوات الأخيرة، أسلوب حياة بالنسبة لكثيرين ممن يبحثون عن حب الخير ومساعدة الفقراء، سواء كان ذلك بشكل معلن أم غير معلن، فلم يعد تقديم العون للمحتاجين مقتصرا على جهات معينة قادرة دون غيرها، بل أصبح عملا متاحا لمن يملك ومن لا يملك، حتى لو بجهد فردى تطوعى، ومن هنا تنوعت وتعددت أشكال العمل التطوعى فى مصر والدول العربية، من خلال عدد من المؤسسات التطوعية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية فى مصر والمؤسسات الرسمية فى الدول العربية الأخرى، حيث اجتمعت هذه المؤسسات على هدف واحد، وهو تقديم خدمة للمجتمع لمساعدة المحتاجين، خصوصا فى الكوارث والأزمات، كان آخرها أزمة فيروس كورونا الذى شهد نقص الأدوية ووسائل العلاج، حيث كان الشغل الشاغل لهذه المؤسسات، هو توفير العلاج بعيدا عن استغلال الصيدليات وجشع تجار الدواء .

 أثار تورط "قطر الخيرية"، بعد انكشاف أمرها فى تمويل عمليات إرهابية لتنظيم القاعدة وغيره، جدلا واسعا حول استغلال بعض الدول أعمال الخير فى تمويل الجماعات المتطرفة، من وجهة نظركم كيف تعمل هذه المنظمات؟

إذا ما ألقينا نظرة سريعة على بعض التحقيقات والشهادات وأوراق الادعاء فى أى قضية من تلك القضايا يتضح لنا بجلاء كيف تستخدم "المنظمات غير الحكومية" فى تسهيل تمويل الحكومات والأفراد للإرهاب، مع تغطية قانونية للفعل الجنائي.

وفى فبراير 2014 نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا مطولا عن تلك الجمعيات بعنوان "منظمات غير خيرية" ألقت فيه الضوء على تمويلها لتنظيمات من أنصار الشريعة فى تونس إلى الجبهة الإسلامية السورية (التى تضم تحت لوائها عددا من الجماعات الإرهابية).

وبالطبع يبرز دور قطر الخيرية، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى بينها ممولة للإرهاب بسبب الدعم الذى تقدمه لتنظيم القاعدة وعدد من التنظيمات الإرهابية مثل لشكر طيبة والجماعة الإسلامية فى باكستان.

حيث تقوم تلك الجمعيات بجمع التبرعات، الصغيرة من الأفراد، والكبيرة من الأثرياء، وجهات حكومية، وتنفق قدرا منها على عمليات إغاثة شرعية تماما، ويوجه القدر المخصص لتمويل الإرهاب، نقدا، إلى التنظيم المعنى بالمساعدة.

وتسجل تلك المبالغ المحولة للجماعات الإرهابية فى دفاتر تلك الجمعيات، على أنها نفقات بناء مدارس أو مساجد، أو مشروعات مشابهة تتكلف أموالا طائلة.

وقد كشفت التحقيقات ووثيقة الادعاء فى القضية التى اعترف فيها السوري- الأميركى إنعام أرناؤوط عن تعليمات زعيم القاعدة أسامة بن لادن لمسؤولى التمويل فى التنظيم الإرهابى للحصول على الدعم عبر تلك المنظمات.

وحسب ما ورد فى أدلة الادعاء، استنادا إلى تعليمات بن لادن وأقوال مسؤول مالية القاعدة فى ذلك الوقت مدنى الطيب، فإن قطر الخيرية من المنظمات التى كان يعول عليها بن لادن كثيرا.

وما زالت تلك الممارسات تستخدم حتى الآن، كما أشارت فورين بوليسى فى تقريرها عن الجمعيات الخيرية، ومنها ما تفعله قطر الخيرية فى مالى مثلا من اختيار أشخاص بعينهم للقيام بمهامها، تدفع لهم رواتب خيالية حسب ما هو مسجل بالدفاتر لتجد تلك الأموال طريقها إلى نشاط آخر."

 كيف يعمل المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة داخل مصر؟

يمارس المجلس نشاطه بواسطة لجان مشكلة من مختلف الأعضاء، مثل لجنة التعليم، والإغاثة والتمويل والاستثمار، والإعلام، ولجنة أفريقيا، والأقليات المسلمة.

وتنحصر مهمته فى التنسيق بين الهيئات التى تعمل تحت مظلته حيث يقوم بلفت أنظار هذه الهيئات إلى وجوب المساعدة فى دولة ما، أو رعاية الطلاب الوافدين، وفى حال وقوع كارثة فى أية منطقة فى العالم فإن المجلس ينسق بين الهيئات فى إرسال المواد الغذائية للمناطق المنكوبة ورعايتهم صحيا واجتماعيا.

 ما الهيئات التى يشملها المجلس؟

لدينا هيئات تعمل فى إغاثة البشر المنكوبين فى شتى أنحاء العالم بصرف النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم، أو انتماءاتهم سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين وهم يقدمون الخير للبشرية جمعاء.

وجدير بالذكر أننا قمنا بإلغاء عضوية ٣٢ منظمة وهيئة ثبت تورطها فى تمويل عمليات إرهابية وقعت على مستوى العالم، من هذه الهيئات هيئة الإغاثة العالمية ومقرها لندن حيث قامت هذه الهيئة بتمويل بعض الأنشطة المشبوهة كداعش وبوكر حرام، وجماعة الإخوان المسلمين.

 كيف ترى استغلال الجماعات المتطرفة للأعمال الخيرية والمتاجرة بها؟

تسلل الجماعات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين وغيرهم للعمل الخيري، أفسدته وسببت لنا وللجهات التى تقوم بالخير على مستوى العالم مشاكل دولية كثيرة، بسبب استغلالهم افعال الخير فى الشر والوصول بالتبرعات إلى جهات ممنوعة، الأمر الذى جعل دول العالم تنظر إلى هذه الهيئات على أنها منظمات إرهابية.