تربية النحل مهنة معظم الأهالى.. والبيوت تحولت إلى مشروعات صغيرة

عسل النحل| «شبشير الحصة» قرية تحولت منازلها إلى مشروعات صغيرة

مأمون عتمان
مأمون عتمان

رغم أن اسمها ليس معروفا للكثيرين، إلا أنها أحد أهم القرى المصرية فى إنتاج عسل النحل، إن لم تكن الأكثر أهمية على الإطلاق، قرية شبشير الحصة بمدينة طنطا فى محافظة الغربية، هى أحد أهم مصادر عسل النحل على مستوى الجمهورية، كما أن نسبة كبيرة للغاية من التصدير يخرج منها.

لا يخلو بيت فى القرية هنا من مناحل العسل، الكل يعمل فى هذه المهنة، فالمناحل تنتشر فى كل مكان

والعسل هو أكثر السلع رواجا فى القرية ومنها إلى كل أنحاء الجمهورية، أهالى القرية يعتبرهم صناع العسل الأكثر مهارة وقدرة على العمل، بل إن نسبة ليست قليلة منهم خرجت من القرية للعمل فى دول أخرى بسبب ما تملكه من إمكانيات كبيرة أهلتهم لاحتلال مكانة متقدمة بين النحالة وصناع العسل فى أى مكان آخر.

فى البداية أكد مأمون عتمان، صاحب أحد أكبر مصانع عسل النحل إن معظم سكان قرية شبشير الحصة يعملون فى مهنة تربية النحل وانتاج العسل، فهى مهنة قديمة تتوارثها الأجيال فى القرية، وأشار إلى أن أسرته بدأت العمل فى هذه المهنة عام 1940 ومنذ ذلك الحين يتواصل العمل والإنتاج محليا والتصدير للخارج رغم التحديات الكبيرة التى يواجهها كافة العاملين فى هذه المهنة.

وأضاف أن مصر هى الدولة الوحيدة عربيا التى تصدر النحل لكنها تواجه منافسة من دول مثل أستراليا وإيران وتركيا وأشار إلى أن الإنتاج يضم العسل وحبوب اللقاح وغذاء الملكات والتى توجه لشركات لأدوية 

والشمع والذى يدخل فى صناعات التجميل وصناعات آخري، وأضاف أن قرية شبشير الحصة هى أول من قام بتطوير النحل المصرى بالتعاون مع وزارة الزراعة وذلك منذ أربعينيات القرن الماضي، كما أن هناك مدارس هنا لتعليم الخريجين الجدد والشباب على كيفية إدارة المناحل وانتاج عسل آمن وصحى طبقا للمواصفات المطلوبة.

وأشار إلى أن هناك ما يقرب من 400 ألف نحال على مستوى الجمهورية، وتعتبر محافظة الغربية من أوائل المحافظات فى إنتاج وتوزيع العسل، فهناك منظومة متكاملة سواء فى إنتاج العسل أو الشمع والتعبئة والتوزيع والتصدير 

وكذلك مستلزمات النحل والنحالين، وأكد أن وزارة الزراعة لا تعطى الاهتمام الكافى لصناعة النحل رغم الدخل الذى يمكن أن توفره، فالنحال من أكثر الفئات التى لا تحصل على الدعم الذى تستحقه سواء من حيث قلة الإرشاد أو العلاج أو التدريب الجيد، كما أن قسم بحوث النحل بمركز البحوث الزراعية لا يقوم بالدور المطلوب منه نتيجة ضعف ميزانيته وعدم التطوير المستمر به.

 

وأوضح أن 4 وزراء زراعة سابقون رفضوا استيراد سلالات من الخارج لدعم الإنتاج المصرى من العسل فالقانون من خمسينات القرن الماضى يمنع استيراد ملكات النحل، وقال: هل يسمح باستيراد العجول والحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب ويمنع استيراد النحل لتطوير المنظومة المصرية فى هذه الصناعة، وأضاف أنه يجب السماح بالاستيراد مع تطبيق كافة الاشتراطات الحجرية والبيطرية وإذا ثبت عدم صلاحيتها أو أنها تحمل أى أمراض يتم رفض دخولها البلاد وإعادتها إلى دولة المنشأ كما يحدث مع مختلف المنتجات المستوردة.

بينما قال إبراهيم عمارة مدير الإنتاج بأحد المصانع أن إنتاج العسل يمر بعدة مراحل أولها التجهيز وهى بعد الحصول على العسل من المنحل مباشرة، حيث يتم التأكد من مطابقة العسل للمواصفات المطلوبة محليا أو للتصدير وفقا للاشتراطات الخاصة بكل دولة، ثم يتم وضع العسل على جهاز نزع الرطوبة من أجل تقليل نسبة الرطوبة
وأوضح أن هذه العملية لا تتم مع كل الأعسال ولكن فى أنواع معينة لتقليل كثافته مثل عسل الموالح والبرسيم.

وأضاف أنه يتم بعد ذلك الدخول فى مرحلة التدفئة والتحسين وهى المرحلة الخاصة بفلترة العسل وهى تضم 4 مراحل فرعية، حيث إن التصدير على سبيل المثال لا تتم فيه فلترة كاملة ولكن نصف فلترة من أجل استمرار وكثافة وجود حبوب اللقاح بالعسل، وأكد أنه بعد مراحل الفلترة تبدأ التعبئة.

وأكد أن معظم العمل يتم بشكل آلى إلا فى حالات معينة، وأن هناك رقابة مشددة للغاية من قبل الوزارات المعنية وعلى رأسها الزراعة والصناعة والصحة وهيئة سلامة الغذاء 

 

وأشار إلى أن هناك ما يقرب من 12 نوعا من العسل وكل منهم له مذاقه ولونه الذى يميزه عن غيره، .. بينما أشار أحمد عبدالله، مدير انتاج بأحد المصانع، إلى أنه يجب وضع منظومة جديدة لعودة الدورة الزراعية للحد من الإسراف فى استخدام المبيدات الزراعية، وتوفير احتياجات المناحل من السكر اللازم لتغذية النحل خلال موسم الشتاء 

وأشار إلى أنه يجب إصدار بطاقة الكترونية للنحالين مما يوفر عنصر الأمان للنحالين، وأضاف أنه يجب العمل على تنمية صناعة النحل ومنتجاته لزيادة صادرات مصر من طرود النحل والعسل والمنتجات الأخرى والتوسع فى المشروعات الاستثمارية والتنموية فى هذا القطاع، وفتح أسواق جديدة لزيادة الصادرات المصرية إلى الخارج.