«وحش» في بيتي

وحش فى  بيتى
وحش فى بيتى

لست سيئًا سيدى القاضى، أو متجنيا عليها، انا زوج اكتشفت بعد أيام من زواجى أن شريكة عمرى مريضة نفسيا، مصابة بالهلع، تتعاطى عقاقير مهدئة، وتصرخ ليلًا نهارًا، تخشى الجلوس بمفردها فى المنزل وتهرع الى الشارع تائهة، ثم تعود الى البيت وكأن شيئًا لم يحدث.


لم اتركها تعانى، تحدثت معها، طلبت منها ان تشرح لى ما يصيبها، كانت تبكى ثم تتركنى وتذهب الى الحجرة وتغلق بابها حتى الصباح.


تحدثت مع أسرتها، طلبت منهم ان يخبرونى بحقيقة ما تعانيه ابنتهم، لكن لم يرشدنى أحد الى السبب، الكل طالبنى بالصبر عليها، والبعض اتهمنى بأننى المسئول عن كل ما تعانيه هذه الفتاة، رغم انه لم يمر على زواجنا سوى عام.


كانت هذه هى كلمات الزوج أمام قاضى محكمة الأسرة بالمنصورة ، شارحا لماذا أقام دعوى طلاق للضرر ضد زوجته بعد أن اكتشف انها مريضة نفسيا وان حالتها تقترب من الجنون؟


استكمل الزوج مرافعته، قائلا: الحمد لله اننا لم ننجب أطفالًا، عاما كاملا وزوجتى تعانى، عرضتها على أطباء نفسيين وآخرين متخصصين فى أمراض المخ والأعصاب، لكن الجميع كان يؤكد أن الحالة تسوء، حاولت التقرب منها لكنها كانت تبتعد، ثم تبدأ فى توجيه السباب والشتائم لى.


تحولت زوجتى الى وحش مخيف، اعتدت على والدتى، وأهانت والدى، وحاولت إلقاء ابن أخى من نافذة المنزل لولا تدخلى فى آخر لحظة.. كنت اخشى النوم بجوارها، كانت تستيقظ فجأة وتصرخ وتظل تطرق على الباب وتهذى بكلمات غير مفهومة، اعتقدت ان هناك سحرًا أو جنًا قد أصابها، احضرت لها الدجالين ومشايخ القرية لكن الجميع أكد انها سليمة، وان ما تعانيه مرض نفسى.


توقف الزوج فجأة عن الكلام، اقترب من المنصة وجه حديثه للقاضى قائلا: قد تقول لماذا لم تكتشف حالتها فى فترة الخطوبة، الإجابة اننى كنت مسافرا للعمل فى دولة الكويت، وكانت تتحدث معى عبر الهاتف بطبيعتها، وفجأة أجدها تغلق الهاتف مرة واحدة، تقاطعنى بالأيام، وعندما أتحدث مع أسرتها عن السبب يقولون «كانت مريضة» هكذا قضيت عام خطوبتى بعد شهر من الزواج اكتشفت المفاجأة، خاصة بعد أن أصبحت مدمنة عقاقير مهدئة وأخرى تخلدها للنوم لساعات.


بعدها قدم الزوج للقاضى حافظة مستندات، أكد ان كل ورقة منها ترصد التطور المرضى لزوجته، فقد بدأت زوجة عصبية تثير المشاكل وترفض الجلوس فى البيت وتهرب إلى منزل أسرتها، ثم تطورت الحالة لصراخ مستمر فى المنزل وتناول عشرات الأقراص المهدئة، بعدها ساءت حالتها إلى طرد الضيوف من المنزل ثم خلع حجابها وملابسها أمام الجميع، وأخيرا أصبحت تميل للعنف فقامت بالاعتداء على أسرتي.. اختتم الزوج، حاولت سيدى القاضى حل الأمور بشكل ودى مع أسرتها، الطلاق مقابل التنازل عن حقوقها، فقد انفقت مالى كله على زواجى، من شراء شقة وتجهيزها، وشراء مصاغ لزوجتى وكتابة إيصالات أمانة لهم، لكنهم رفضوا وأصروا الحصول على حقوقها كاملة، بل وهددونى باللجوء للمحاكم.


ورغم ذلك كله، رفضت إقامة دعوى غش وتدليس، رغم أننى أملك كل الأدلة التى تؤكد ان أهل زوجتى كانوا على علم بمرض ابنتهم، وان حالتها تسوء يومًا عن يوم، وجئت الى المحكمة طالبا تطليقا للضرر من هذه الفتاه، يكفى ما تحملته معها..

ومازالت القضية متداولة أمام المحكمة.

 

الغش يبطل عقد الزواج

اعلم انك تنتظر الحكم فى الدعوي..

لكن حسين منصور المحامى بالاستئناف العالى شرح مادة بالقانون لها علاقة بمضمون دعواك..

أكد ان النص فى المادة ١٢٥ من القانون المدنى يتضمن انه يعتبر تدليسا السكوت عمدا عن واقعة أو ملابسة إذا ثبت أن المدلس عليه ما كان ليبرم العقد لو علم بتلك الواقعة مما يجيز طلب إبطال العقد..

وأضاف أن المستقر عليه فى الشريعة الإسلامية أنه إذا اكتشف أحدهما بعد العقد بأن الآخر قد دلـس وغشه وأخفى عنه عيبا أساسيا لو كان علم بوجوده مسبقا لما أقدم على إبرام عقد الزواج.