عسـل النحل| المبيدات أخطر الأعداء.. والعشوائية تؤدي لانخفاض الإنتاج

خلية النحل
خلية النحل

كأى سلعة زراعية، تتأثر صناعة عسل النحل بالاستخدام العشوائى للمبيدات الذى من شأنه أن يقلل الإنتاجية بشكل كبير، حيث أكد د. محمد فتح الله رئيس قسم بحوث النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات فى ورقة بحثية أن هناك العديد من التحديات التى تواجه صناعة تربية نحل العسل فى مصر ولعل من أهمها الاستخدام المفرط والعشوائى للكيماويات داخل خلية النحل والتى يقوم بها مربي النحل ظنا منه بذلك أنه يقوم بالحفاظ على طوائفه من الأمراض المختلفة التى يتعرض لها النحل.

وأوضحت الورقة البحثية أن مهنة تربية نحل العسل تعد إحدى المهن الزراعية الرئيسية فى الكثير من بلدان العالم، ولا تقتصر أهمية نحل العسل على منتجاته التى نحصل عليها من طوائفه وحسب والتى تصنف وتستخدم كدواء وغذاء بل تمتد لتشمل الحفاظ على حياة البشرية، وترجع أهمية قطاع تربية النحل فى الاقتصاد العالمى والأمن الغذائى الدولى إلا أنه يساهم فى تلقيح ما يزيد عن 85% من الأنواع النباتية وهى ما تمثل ما قيمته 35% من الإنتاج الزراعى أو الغذاء العالمي، أي أنه يسهم بنسبة ليست بالقليلة فى إنتاجية المحاصيل الزراعية على تنوعها وإختلافها.

في هذا السياق فإن هناك مقولة شهيرة لعالم الفيزياء ألبرت إينشتاين: «إذا إختفى النحل من على سطح الأرض فإنه سيتبقى للبشرية بضع سنين حتى تفنى لأنه بدون النحل لا يوجد نبات وبدون النبات لا يوجد حيوان وبدون النبات والحيوان لا يوجد إنسان الذى يعتمد عليهما فى غذائه».

وأشارت الورقة إلى أن هناك ظاهرة إختفاء أو إنهيار طوائف النحل فى معظم بلدان العالم والتى ظهرت جليا فى العقدين الأخيرين وأدت إلى فقد فى طوائف نحل العسل تجاوز 50% فى بعض المناطق.

وقد أرجع الباحثون هذه الظاهرة إلى بعض الأسباب ومنها استخدام المبيدات الكيماوية سواء خارج الخلية على المزروعات أو داخلها لعلاج أمراض وطفيليات النحل.

ويؤدى هذا الاستخدام الخاطئ إلى الكثير من المشاكل والسلبيات على طائفة النحل ومنها قصر عمر الذكور، وقصر عمر الشغالات وهى القوى العاملة بطائفة النحل مما يترتب عليه ضعف لقوة الطوائف وانخفاض إنتاجيتها مما يسبب خسائر مادية كبيرة، وانخفاض المقاومة الطبيعية للنحل نتيجة للتأثير السلبي للمواد الكيميائية على أنواع الميكروبات النافعة والمتواجدة بمعدة النحل والتى تلعب أدوارا هامة فى عمليات الهضم والتغذية، والتلوث الناشئ من استخدام الكيماويات على طوائف النحل ومضاره على الإنسان والبيئة وما ينتج عن ذلك من إجهاد للكبد والكلى وقد يؤدي إلى الفشل الكامل وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

ويتضح أنه من المهم والضروري عدم استخدام المواد الكيميائية على طوائف نحل العسل إلا في حالة الضروة القصوى وفى أضيق الحدود ويجب أن يكون ذلك هو الخيار الآخير وفي سبيل تحقيق ذلك يجب أن يعود النحال كسابق عهده إلى مربى نحل وليس منتج عسل وذلك بالانتخاب لتربية طوائف نحل أكثر تحملا للإصابة بالأمراض والطفيليات اعتمادا على صفات المقاومة الطبيعية وأهمها سلوك القدرة على إكتشاف الحضنة المصابة والتنظيف الصحي مع اتباع محطات تربية الملكات للأساليب الصحيحة لإنتاج ملكات ذات جودة عالية وتحمل صفات مقاومة.

كذلك يجب إتباع الممارسات النحلية السليمة والعمل على المحافظة على صحة النحل بتلاشي تعرضه للإجهادات المختلفة والإهتمام بالتغذية البروتينية التي تعتبر العامل الأهم فة مناعة النحل لتأثيرها الواضح على محتوى النحل من الميكروبات النافعة وعلى خلايا الدم المناعية، وكذلك الاهتمام بالنحالة المرتحلة سعيا للمرعى والظروف البيئية الجيدة.

كما أنه تم إصدار التشريعات والقرارات المنظمة لإستخدام المواد الكيميائية التى تؤثر على صحة النحل مع اتخاذ الإجراءات الرقابية اللازمة في سبيل التنفيذ، فضلا عن تكاتف الجهود الرسمية ومنظمات المجتمع المدنى فى سبيل الحفاظ على سلامة النحل والنهوض بصناعة تريية نحل العسل ولاسيما أن مصر هى أول من قامت بمهنة تربية النحل والنحالة المرتحلة، كما يجب التنسيق والتواصل بين جمعيات مربى النحل والنحالين من جهة وبين الباحثين من جهة أخرى لنقل مشاكل ومعوقات تربية النحل والعمل على حلها بالأساليب العلميه المقننة، وتوفير المرشد الزراعى المتخصص وعقد الدورات التدريبية والإرشادية الخاصة بمجالات تربية نحل العسل المختلفة، وأخيرا تعديل المواصفات القياسية لمنتجات نحل العسل وإدراج الحدود المسموح به من المبيدات والمضادات الحيوية وتشديد الرقابة على المتداول فى الأسواق من هذه المنتجات.