الصورة الصحيحة للاحتفال بالمولد النبوى

 المولد النبوى الشريف
المولد النبوى الشريف

عادل سعد زغلول

إن الفرح والاحتفال بميلاد النبى صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن فى قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) (يونس: 58).. إن ذكر النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) ومحبته ومودته والتعلق به يجب أن يكون فى كل وقت وحين لا فقط بمجرد ليلة مولده (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف هو ذكر سيرته وكثرة الصلاة عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا ليس مخصوصاً بليلة مولده فقط، لأن ذكره (صلى الله عليه وآله وسلم) والتعلق به يجب أن يكون فى كل وقت وحين ويجب أن تمتلئ به النفوس، نعم إن فى شهر ولادته يكون الداعى أقوى لإقبال الناس واجتماعهم وشعورهم الفياض بارتباط الزمان بعضه ببعض فيذكرون الحاضر بالماضى وينقلون من الشاهد إلى الغائب، وبالاتفاق بين جميع المجوزين لذلك الاحتفال لا أحد منهم يقول: إنه عيد زائد على العيدين الفطر والأضحى.  


والاجتماع على المولد النبوى الشريف هو وسيلة كبرى للدعوة إلى الله تعالى وينبغى ألا تفوت بل يجب على الدعاة تذكير الأمة بالنبى (صلى الله عليه وآله وسلم) وبأخلاقه وسيرته وإلا فإن ما لم يستفد من ذلك فهو محروم من خيرات المولد الشريف. 


وأما ما يعمل فى المولد فينبغى أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شىء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب على فعل الخير والعمل للآخرة وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغى أن يقال: ما كان من ذلك مباحاً بحيث يقتضى السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به وما كان حراماً أو مكروهاً فيمنع وكذلك ما كان خلاف الأولى، ولا ينبغى أن يقاس كل احتفال بالمولد النبوى الشريف على كل مولد فيه ارتكاب حرام.