تاج

«وإنك لعلى خلق عظيم»

محمد وهدان
محمد وهدان

فى ذكرى مولد أشرف الخلق لم أجد سوى أن أسترجع مواقف تربوية وأخلاقية من حياة رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم ؛ أذكركم وأذكر نفسى بمحمد بن عبد الله أكمل الناس خلقاً ، وأكثرهم رحمة وجود وأمانة، أثنى عليه رب العزة فى كتابه الكريم حين قال :« وإنك لعلى خلق عظيم» .. نتذكر ونتعلم من سيرته ونقف أمامها ، فقد عكست مواقفه العظيمة ما كان عليه النبى الكريم من أدب رفيع فى لحظات الفرح والحزن .. فى ساعات النصر وأوقات الابتلاء ..

مواقف علينا أن نقتدى بها فى أمور ديننا ودنيانا ، فحينما سأل النبى عن سبب نزول الوحى عليه قال الرسول الكريم :« إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ؛ ولعلكم تذكرون موقف النبى الكريم فى السنة الثامنة من الهجرة ، والذى سطر فيها أسمى المعانى فى الرحمة والتسامح ، حينما دخل يوم الفتح مكة على قريش وقد جلسوا بالمسجد الحرام وأصحابه ينتظرون أمره فيهم من قتل أو غيره، قال: «ما تظنون أنى فاعل بكم؟» ؛ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: «أقول كما قال أخى يوسف: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء» .. وفى موقف آخر حينما سأله أحد الصحابة عن امتناعه عن إراقة دماء الكفار ، قال النبى الحليم :«بل أرجو أن يخرج اللَّه من أصلابهم من يعبد اللَّه وحده، لا يشرك به شيئا» ؛ وغيرها الكثير من المواقف والعظات التى تركها لنا النبى لنتعلم من جميل صفاته ونتحلى بها كمنهج لنا فى الحياة ».

الخلاصة: إذا كنت تحب النبى محمد تأدب بأدبه.. وتشبه بخلقه.. وأحسن الظن بالله، أسأل نفسك: هل أنا صادق مع الناس؟ هل أتقنت وأخلصت فى عملى؟.. هل أوقر الكبير وأرحم الصغير وأحافظ على حق الغير؟.. تأدبوا بأخلاق رسولنا الكريم وتحلوا بها، فقد صدق نبينا حين قال: «إنّى قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا، كتابَ اللهِ، وسُنَّةَ نبيِّه».
- فيسبوكيات: «لون الربيع يظهر فى الزهور.. لكن لون الشتاء يتجلى فى خيال الإنسان».