قلم حر

ليه .. لأ !؟

ياسر عبد العزيز
ياسر عبد العزيز

مع بزوغ فجر الجمهورية الكروية الجديدة بتدشين رابطة  دورى المحترفين برئاسة النائب احمد دياب وحصولها على الاستقلالية الكاملة فى إدارة المسابقات ، بدأت مشاعر التفاؤل تسيطر على الشارع الكروى ؛ خاصة وأن ذلك تواكب مع نهوض المنتخب  من عثرته رفقة كيروش المدرب الجديد بالفوز على ليبيا  ذهابا وإيابا ، وقدم شكل وأداء ونتيجة ، تشير الى أننا نمتلك «مشروع منتخب جيد» من الممكن أن يحقق أحلامنا ، ولكن هذا يتوقف على نوعية وعينة وعقلية المسئول عن إدارة الكرة المصرية فى المرحلة القادمة ، وهل سيكون مثلا على قدر وحجم وقيمة المهندس هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة السابق وعضو اللجنة التنفيذية الفيفا ؟! واذكر ابوريدة بالاسم ؛ لأنه مهندس عملية الصعود الأخيرة للمونديال كما أنه يمتلك أدوات المعادلة الصعبة ، فقد سبق وأن نجح باقتدار فى تحقيق الحلم المونديالى ، عندما تسلم الإشراف على المنتخب فى أوقات سابقة وقاسية ، من مجلس جمال علام رئيس الجبلاية الاسبق ، فاستثمر أبوريدة وجود المدرب العبقرى كوبر وهيأ له الأجواء ، وذلل له العقبات ، وكانت النتيجة صعود مصر بعد غياب استمر ٦ سنوات وثلاث دورات قارية متتالية إلى نهائيات أفريقيا ٢٠١٧ على حساب نسور نيجيريا الجارحة ، واستمر» أبناء أبوريدة «فى التحليق حتى وصلوا إلى نهائى كان ٢٠١٧ بالجابون ، ولامسوا  الكأس السمراء  ، لكن الحظ ابتسم لمن لا يستحق فذهبت الكأس إلى الكاميرون ، أتذكر بعدها أن خبرات أبوريدة التى كانت مدعومة من الدولة المصرية عندما   قام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتكريم المنتخب الوصيف  بعد عودته من أمم افريقيا فى لفتة رائعة ، وطالبهم بتحقيق حلم المونديال ، وبالفعل كانت نتيجة الدفعة المعنوية من الرئيس لها مفعول السحر ، ونجح الفراعنة فى الصعود لمونديال روسيا ٢٠١٨ بعد غياب ٢٨ سنة .
 ما حدث منذ ثلاثة أعوام يمكن تكراره  مع منتخب كيروش ، بشرط أن نحرر الجبلاية من قبضة اللجان المعينة ونزيل بؤر التوتر داخل المنتخب ونستعين بأمثال أبوريدة أو نعيده أو نأتى بشبيه له يكون على قدر خبراته وتجاربه وعلاقاته الدولية التى كانت سببا محوريا فى عودتنا للمونديال بعد غياب طويل ، ليس من المعقول أن يكون لدينا شخصية دولية بهذا الحجم دون أن نستثمره ونمنحه فرصة صناعة جيل آخر من الوجوه الجديدة ، ولست مع الذين  يقللون من قيمته عندما يضعونه فى مقارنة ظالمة مع كوادر إدارية  أخرى تحتاج إلى سنوات عديدة للوصول إلى مكانته الدولية كواحد من لجنة العظماء الأربعة الذين يحكمون كرة القدم فى العالم ، وليس من المعقول أيضا أن نتركه فريسة لكتائب السوشيال ميديا الذين مازالوا يحاسبونه على أخطاء «جيل كروى أعوج « خرج من الأدوار الأولى للكان ٢٠١٩ وهو الرجل الذى أفنى ٣٠ عاما من عمره خادما للمنتخبات الوطنية ؛ ليه .. لأ ؟!