رشيد عساف: لولا حاجتى للمال لاعتزلت بعد كبوجى

رشيد عساف
رشيد عساف

أحمد سيد

استطاع السوري رشيد عساف أن يجسد شخصية «المطران كبوجي» حارس القدس بشكل لافت للأنظار، وهو ما أكد عليه عديد من النقاد والمبدعين عند عرض الفيلم السوري «المطران» ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته الأخيرة، وأكد عساف أن تجسيد شخصية المطران هي الأصعب بالنسبة له، على الرغم من تقديمه عديد من الأدوار وشخصيات السيرة الذاتية، أخرها شخصية «قنصوة الغوري» في مسلسل «ممالك النار» مع خالد النبوي.. «أخبار النجوم» ألتقت بالسوري رشيد عساف، والذي تحدث عن دوره في العمل، ورد فعله عند علمه بأن هناك عدد من الفنانين المصريين كانوا يرغبون في تقديم الشخصية آخرهم الراحل فاروق الفيشاوي، كما يتحدث عن سر رفضه تقديم شخصية حسن البنا وصدام حسين.

في البداية يقول رشيد عساف: «سعيد بخروج فيلم (المطران) إلى النور من خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، فهو من الأعمال الصعبة، وشخصية المطران كبوجي أرهقتني كثيرا، لأننا كنا نقدمه أيضا على شاشة التليفزيون، حيث تم تقديم الشخصية في عمل تليفزيونى وسينمائى، وتم تصوير العملين بشكل متوازى، وإن كان فكرة العمل في البداية خاصة بالدراما التليفزيونية، وأثناء تصوير العمل قرر المخرج باسل الخطيب أن يصوره أيضا للسينما، حيث كان يصور المشهد تارة للتليفزيون وتارة للسينما». 

كيف كان تحضيرك للشخصية خاصة أنها كانت شخصية ثرية ومليئة بالأحداث وحاضرة أيضا في الأذهان كما أنه توفى منذ فترة قصيرة وتحديدا عام 2017؟ 

كانت هناك كثير من التحديات حتى أجسد هذه الشخصية بالشكل الذي يليق بتاريخها ونضالها، كان أولى هذه التحديات أن هذه الشخصية حتى وقت قريب كانت على قيد الحياة، فضلا عن أنها تعيش بوجدان كل عربي لما قدمته من كفاح ونضال تجاه القضية الفلسطينية، لذلك تم تقديمها في السينما والتليفزيون، لكن فى السينما ركزنا على جانب واحد، وهو التعذيب الذي تلقه على يد المحتل، وكيف كان يتم التعامل معه عندما اعتقل، وتجسيدي للشخصية كان يرتكز على 3 عوامل رئيسية، الأولى قراءة السيناريو الذي كتبه المؤلف حسن يوسف، والثاني مشاهدة العديد من الفيديوهات التي ركزت على طريقة كلامه وإيماءاته وحركاته المختلفة، والثالث المقربين منه، الذين ساعدوني في فهم الشخصية والتعبير عنها بشكل أكثر دقة.

مشاهد تعذيب المطران كبوجي في السجن كانت الأصعب.. كيف تم تنفيذها؟ 

هذه المشاهد كان لها تحضير خاص، خاصة مشهد إطعامي بالإجبار، وذلك بعد أن أعلن المطران كبوجي عن الإضراب عن الطعام إعتراضا على اعتقاله وحبسه كرجل دين له حصانته، وكان هذه المشهد تحديدا من أصعب المشاهد التي قدمتها، وبكيت عند مشاهدتها على الشاشة، حيث كانت الشخصية تعاني من ضعف عام نتيجة الإضراب عن الطعام، ورغم ذلك كان مصر على الإستمرار فيه من أجل الإفراج عنه، وأجبره على الطعام من خلال شرب اللبن، حيث قاموا بربطه وبدأوا يسقوه اللبن بالإجبار، وهو الأمر الذي تسبب في دخوله بعيني، وكاد يصيبني بمشكلة في البصر.

البعض رأى أن اختصار شخصية المطران كبوجي في فترة اعتقاله فقط أمر أثر على قوة العمل .. ما تعليقك؟ 

شخصية المطران كبوجي مليئة بالأحداث، سواء فترة نضاله ومساعداته للمقاومة، إلى جانب فترة اعتقاله، وحتى بعد الإفراج عنه وسفره إلى إيطاليا، ثم عودته إلى سوريا، كل هذه التفاصيل من الصعب أن ترويها في فيلم، وكان من الضروري أن يقتصر العمل على جانب معين من حياته، بعيدا عن أي تفاصيل أخرى. 

هل تصوير العمل كمسلسل أثر بالسلب على الفيلم؟ 

فكرة تصوير المسلسل لم تكن الأساس، لكن طبيعة العمل التليفزيوني يحتاج إلى تفاصيل أكثر عكس الفيلم، وكنا نصور المشاهد مرة للتليفزيون ومرة للسينما، وكان ذلك شاقا للغاية بالنسبة لنا، خاصة أننا كنا نصور في أجواء صعب بعدد من الدول العربية، خاصة سوريا. 

هل تستهويك هذه النوعية من الأعمال التاريخية أو السيرة الذاتية أكثر أم تميل إلى التنوع؟ 

أعمال السيرة الذاتية والتاريخية تستهويني، لكنني أيضا أحب التنوع، حيث قدمت الدراما الإجتماعية والكوميدية والتراجيدية والتاريخية، لكن عندما قدمت شخصية «المطران كبوجي»، والتي كانت حلم طالما كنت أرغب في تحقيقه، ويمكنني القول إنني لولا حاجتي للمال من أجل المعيشة وصعوبات الحياة، لاعتزلت نهائيا بعد تقديمي شخصية المطران في السينما والتليفزيون.      

ما تعليقك على تصريحات سابقة للفنان الراحل فاروق الفيشاوي بأنه تمنى تقديم شخصية «المطران كبوجي» بل وأوصى نجله بتقديمها؟ 

هذا الأمر يعكس أهمية هذه الشخصية، ومدى تأثر الوطن العربي به، وأنا أهدي هذا العمل إلى روح الراحل فاروق الفيشاوي، وإن كان تم تسجيل هذه الشخصية بأسمي وأصبحت عالقة في أذهان المشاهد العربي، وليس هناك ما يمنع أن تقدم على الشاشة بممثل آخر، وما أعرفه أن كان هناك 4 نجوم مصريين كانوا على وشك تقديم هذه الشخصية، ويتمنون تجسيدها على الشاشة، وهم الراحل رشدي أباظة، الذي قام بالفعل بعمل بروفات عمل وتحضيرات إلا أنها لم تتم في النهاية، كما أعلن الراحل عمر الشريف نفس الأمر، والراحل نور الشريف، وأخيرا الفيشاوي. 

لماذا رفضت تجسيد شخصية حسن البنا؟ 

لإني شعرت بنوع من التوجيه من جانب الشركة المنتجة للعمل، وكانت وقتها في فترة حكم «الإخوان»، وعرض علي العمل شركة إنتاج تابعة لهم، ورغم حضوري إلى القاهرة، بل وتنظيم مؤتمر صحفي كبير، إلا إنني بمجرد قراءة السيناريو، وجدت أن هناك أيادي خفية وراء العمل، وأن القصة ليست بهدف تقديم عمل فني، لكن لها أهداف سياسية، وشعرت بأن وراء تمويل هذا العمل أمريكا وقطر، وهو ما دفعني للرفض، خاصة أنني لا أحب تقديم شخصيات من منظور واحد، أو برؤية سياسية واحدة.

هل تابعت الجزء الأول والثاني من مسلسل «الجماعة» للكاتب الراحل وحيد حامد؟ 

لا، لكن ما يمكن أن أقوله هذه النوعية من الأعمال لابد من تقديمها بشكل مطابق للتاريخ، وأتصور أن كل شخصية لها مميزاتها وعيوبها، وليس هناك في التاريخ شخصية طوال الوقت إيجابية أو سلبية. 

ماذا عن رفضك أيضا لتقديم شخصية صدام حسين؟                

صدام حسين كان شخصية مهمة، وأحد الزعماء العرب الذين لديهم كاريزما وهيبة بجانب الفكر، مثل شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ووافقت في بداية الأمر على تقديم الشخصية، لكن بعد قراءة المعالجة الخاصة بالعمل شعرت بوجود كيانات خلف العمل الفني ترغب في التشويه، وأنا كنت أرى أن صدام حسين كان عنوان لوحدة العراق.