نهاية المعلمة عطا.. بعبع عفاريت الأسفلت بالإسكندرية!

نهاية المعلمة عطا
نهاية المعلمة عطا

سمر ياقوت

  فيديو قصير لكنه مفزع؛ رصدته مباحث الإسكندرية على موقع فيسبوك، لتكشف حالة إجرامية غريبة بالقرب من موقف ميكروباص فيكتوريا بالإسكندرية، تقوم بها امرأة تدعى أم فارس واسمها الحقيقي عطا، شعارها «ادفع علشان ماتتدغدغش عربيتك، بعضهم يستجيب خوفًا وقلة تقابل البلطجة بقوة، لكن الغالبية يخشون على سياراتهم وأكل عيشهم.

 اسمها الأصلي عطا. م. غ ا وشهرتها أم فارس في العقد الخامس من عمرهامسجلة جنائيًّا، تاريخها حافل بقضايا متنوعة مابين فرض السيطرة والاتاوة والضرب والسرقات، تسكن في منطقة سيدي بشر شرق محافظة الإسكندرية لديها من الأبناء أربعة متزوجة من سائق- مسجل ايضًا معروف بالموقف باسم تامر بريزة، هي سيدة سمراء اللون تتميز بصوتها العالي بالمنطقة ومعروفة ايضًا بين السائقين بأسلوبها الحاد كانت في بداية حياتها تعمل في احدى المؤسسات الحكومية، ولكن تم فصلها بسبب اسلوبها وسوء سلوكها بين الزملاء، فسلكت طريق البلطجة وفرض الإتاوة بين سائقي الأجرة منذ حوالى عشرسنوات.

بدأت نشاطها الإجرامي في موقف فيكتوريا للسيارات المتجه إلى محطة مصر بالإسكندرية بطريق الكورنيش من الساعة الرابعة مساء حتى منتصف الليل يوميًا تأخذ إتاوة من كل سائق أجرة راكب في كل دور، دائمًا صوتها جهوري؛ تشتم وتسب  جميع السائقين بالموقف ومنذ عامين استغلت حبس شخص آخر- كان بلطجيًا بالموقف- في قضية مشاجرة مع سائق آخر بسبب فرض الإتاوة ومن وقتها فرضت أم فارس سيطرتها على المنطقة بأكملها وأصبحت معروفة بإجرامها، ومن يعترضها كانت تهدده بتحطيم سيارته الأجرة ومنعه من أكل عيشه.

الموقف الأخير

في صباح أحد الأيام والناس في طريقهم للعمل، حمّل أحد السائقين سيارته بالركاب وتحرك، وعلى بعد حوالي 100 متر من الموقف متجهًا إلى منطقة المندرة؛ نهضت المرأة الحديدية من مقعدها واعترضت طريقه واستوقفته بكل ما لديها من قوة وقالت له؛ اادفع علشان تعديب، قال السائق: أنا دافع في الموقف، ردت عليه أم فارس: مش هتعدي من هنا ده شارعي وقذفته بالكثير من السباب والشتم مما دفع الركاب للتدخل، وابعادها عن السيارة، ولكنها زادت في شتم السائق واخذت تضرب بيدها على سيارته وهددته: االعربية دي ها اخليها لك خردةب!،  احد الركاب بدأ تصويرها فيديو بعد ان رأى السائق يبكي، وأسرع بالركاب إلى القسم لتحرير محضر ضد عطا الشهيرة بأم فارس، في خلال ساعات تم القبض عليها، وبدأ التحقيق معها.

تلقى اللواء محمود أبو عمره، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من ضباط المباحث، يفيد برصد فيديو تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعي افيس بوكب بشأن تضرر أحد الأشخاص من قيام إحدى السيدات بممارسة أعمال البلطجة وفرض الإتاوات على السائقين بمنطقة فيكتوريا بدائرة قسم شرطة أول المنتزه

على الفور تم تشكيل فريق للتحقق من صحة الواقعة، وتم تحديد السيدة المشار إليها وتبين أنها مسجلة جنائيًا، مقيمة بدائرة القسم. عقب تقنين الإجراءات تم إعداد كمين وألقي القبض عليها أثناء قيامها بتحصيل مبالغ مالية من السائقين، مقابل تحميلهم للركاب وعثر بحوزتها مبلغ مالي. بمواجهتها أقرت بنشاطها وأن المبلغ المالي من حصيلة ذلك النشاط. تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.

وتم عرضها على النيابة العامة التي قررت حبسها أربعة أيام على ذمة التحقيقات بتهمة فرض الاتاوة وفرض السيطرة كما طلبت التحريات الكاملة حول الواقعة، كما قرر قاضى التجديدات إخلاء سبيلها بكفالة ألف جنيه ومازالت القضية قيد التحقيقات حتى الآن لحين الحكم فيها .

شهود

في البداية يقول اإ ا، سائق أجرة رفض الإفصاح عن اسمه خوفا من تعرضه لمضايقات؛ إنه يضطر لدفع الإتاوة لبلطجية الموقف في كل مرة ينقل فيها الركاب، وذلك تجنبا للتعرض لأحدهم وحتى لا يتسبب رفضه في تعريض حياته للخطر، أو إحداث تلفيات بالسيارة التي تعد مصدر دخل أسرته

ويتفق معه سائق سيارة أجرة بذات الموقف قائلًا: اإن السائق الذي يرفض دفع الإتاوة أو يتباطأ في تنفيذ ما يطلبه مسؤول الموقف قد يفاجأ بتحطم المرايات أو فانوس سيارته أو كلاهما، وإن حاول أحد أن يظهر رجولته ويعلن رفضه للوضع القائم قد يعرض سيارته بالكامل للتحطيم.

ويتابع أنه يخرج من بيته يوميًا بحثًا عن رزقه ورزق أولاده، وليس بحثا عن المشاكل، قائلًا: ابضطر ادفع الفلوس علشان الدنيا تمشي وربنا يرزقنىب.

 غير أن سائق آخر يقول: إنه اختار لنفسه الطريق الصعب في التعامل مع بلطجية المواقف حيث قرر التعامل بـ االدراعب في الحفاظ على حقه، ورفض دفع الإتاوة حيث تعرض لمواقف عديدة للتعرض له كادت أن تصل لمشاجرات مميتة قد تصل به لدخول السجن لولا عدالة القضاء.

 ويقول سائق آخر بخط فيكتوريا محطة مصر: إنها لم تظهر إلا ويعلو صوتها بالألفاظ وتختفي في غياب الشرطة، مضيفًا أن بلطجية الإتاوات يظهرون بكثافة من فترة المساء وحتى بعد منتصف الليل، معتمدين على انتهاء مهام رجال شرطة المرور والمرافق النهارية بالمنطقة وعودتهم إلى مواقعهم في الوحدات الشرطية القريبة، مبينا أنهم يختفون بمجرد عودة الشرطة مرة أخرى.