على باب الوزير| ومازال خلف القضبان!

على باب الوزير
على باب الوزير

كثيرا ما  كنا نشاهد فى الأفلام والمسلسلات أنه إذا تعرض شخص للسجن يتخلى الجميع عنه، الأهل يتبرأون منه، الأبناء ينكرون بنوتهم له، كنا نعتقد أن ذلك تهويل درامي فكيف يتخلى عنهم أقرب الناس إليهم في محنتهم، ولكن للأسف قصتنا اليوم أثبتت أن الأعمال الدرامية مستوحاة من الحقيقة، واقع مرير يعيشه أشخاص حكم عليهم أن يظلوا بقية حياتهم فى السجن الانفرادى حتى بعد الافراج عنهم.


إيهاب محمد سرور رجل في العقد الخامس من عمره، حكم عليه عقوبة خمس سنوات وأثناء سجنه اصيب بمرض القلب وارتفاع بضغط الدم، تم الافراج عنه فى شهر اغسطس 2020  وتوقع أن الكابوس انتهى وسيخرج لأسرته وأبنائه ليعوضوه عن الشقاء والمرض ويبدأ صفحة جديدة، لكنه اكتشف أن الجميع تخلى عنه، زوجته وأولاده تبرأوا منه بسبب جريمته، أخوته قاموا ببيع منزله، فأصبح بدون مصدر رزق أو سكن يقيم فيه، حاول البحث عن فرصة عمل لكن الجميع كان يخشاه بدعوى انه «سوابق»، لجأ الى أحد اصدقائه  والذى يمتلك مقهى فى زهراء مصر القديمة فكان أحن عليه من أهله ووفر له مكانًا للنوم فى المقهى لحين استقرار ظروفه وإيجاد سكن وعمل.


تقدم ايهاب إلى حى السلام للحصول على ترخيص كشك ليكون مصدر رزق له بعد أن يأس من ايجاد فرصة عمل وحصل على ايصال استلام من الموظفة المسئولة بالحى لمقابلة رئيس الحى وفى كل مرة يذهب لمقابلة رئيس الحى يقولون له «فوت علينا بكرة»، كما انه تقدم إلى وحدة الشئون الاجتماعية بالسلام للحصول على معاش تكافل وكرامة أو المنحة المخصصة من وزارة التضامن الاجتماعى للمفرج عنهم من السجون لتساعده على متطلبات الحياة لكن جاءه الرد بالرفض بحجة أنه ليس لديه سكن، اغلقت جميع الأبواب فى وجه ايهاب وكأنه انتقل إلى سجن من نوع آخر لذلك يناشد وزير الاسكان بتوفير سكن له ضمن الحالات الحرجة كما يناشد وزيرة التضامن توفير معاش استثنائى يضمن له حياة كريمة وهو مقيم فى 4 شارع احمد خيرى - زهراء مصر القديمة.