المراهقون ضحايا مخدر الحيوانات

مخدر الحيوانات
مخدر الحيوانات

مصطفى منير محمد عطيه

لا أحد ينكر دور رجال الشرطة في مواجهة الخارجين عن القانون بكل أشكاله، ففى الآونة الاخيرة وجه رجال الشرطة ضربات قاسمة لتجار الكيف، ولكن بالرغم من تلك الضربات القوية، إلا أن هناك العديد من التجار الصغار مازالوا ينتشرون فى الشوارع ينشرون سمومهم، لذلك نسلط الضوء على أماكن هؤلاء المجرمين، فمازال الديلرات يستغلون الزحام فى المناطق الشعبية لترويج المواد المخدرة على الشباب المراهق، السطور التالية نسرد لكم خريطة توزيع المواد المخدرة وتحديدًا مخدر الاستروكس الذى أصبح بئرًا يبتلع الكثير من الشباب والفتيات.

 

بدأ انتشار مخدر الاستروكس فى الصعيد ولكن سرعان ما انتشر كالنار فى الهشيم، وأصبح يباع داخل المناطق الشعبية والراقية فى القاهرة والجيزة، فثمن المخدر الذي يبدأ من 10 جنيهات جعله الوسيلة الاسهل لشرائه من المراهقين والشباب.

دخل مخدر الاستروكس إلى مصر والوطن العربي منذ 10 سنوات تقريبًا من خلال تهريبه من الحدود الغربية لمصر مما تسبب بعد ذلك في انتشاره بشكل واسع بسبب رخص ثمنه وتأثيره الخطير والمميت على متعاطيه، حيث يعتبر ذلك المخدر من أشد المواد المخدرة فتكًا بصحة المتعاطي فقد يصل تأثيره إلى حد الموت مباشرة.

لكن الحقيقة أنه لا يوجد شىء اسمه «الاستروكس»، لكن تجار المخدرات يحرصون دائمًا على عمل اسم لكل مخدر جديد، لذلك  أطلقوا على هذا المخدر اسم «الاستروكس» من أجل ترويجه، فطريقة تصنعيه سهلة للغاية لان مكوناته كلها عبارة عن خلطة من بعض المواد الكميائية، لكن تلك المواد المستخدمة موجودة بالقرب منك، قد تكون داخل منزلك أو عند العطار او السوبر ماركت المتواجد بجانب منزلك، فيتكون المخدر القاتل من المادة الأساسية والفعالة؛ وهي الكيتامين والتي تتكون من «ذرتين كربون وذرة يود وذرة نيتروجين و16 ذرة أوكسجين، وكذلك 13 ذرة هيدروجين» وهي كلها مواد تستخدم في تهدئة الاسود والخيول وبعض الحيوانات، ثم يضاف عليه «بودرة الصراصير» و»بودرة مكافحة القوارض»، و»اسيتون مزيل الأظافر»، ومواد كيميائية أخرى مثل «سبرتو أبيض»، و»الكولة»، و»مبيد حشرى»، ويتم وضع كل هؤلاء على نبات «البردقوش»، و»التبغ» و»الدميانة» ثم يتم طحن بعض أقراص الترامادول ورش بعض البنج المخدر ثم خلط ذلك المخلوط بنسب معينة بعدها يتم وضعه بأشعه الشمس لتجفيفيه، ثم يتم تعبئة المخدر فى أكياس بلاستيكية صغيرة شفافه مرسوم عليها صور جماجم أو حيوانات مفترسة أو سمايل يزن حجم الكيس من 4 جرامات الى 10 جرام ثم يبدأ بيع هذا السم للمتعاطين بمبلغ يتراوح من 50 إلى 200 جنيه للكيس حسب المنطقة، وبسعر يبدأ من 25 جنيها للسيجارة الواحدة.

دولايب!

قامت «أخبار الحوادث» بجولة كبيرة بين محافظتي القاهرة والجيزة، لنجد أنفسنا أمام كارثة حقيقية وهي انتشار هذا المخدر بشكل رهيب بين شبابنا؛ وبحسب الحملات الأمنية المتتالية تبين أن الأمر وصل لدرجة أن الصبية يتاجرون فيه حيث يستغل تجار المخدرات صغر سن الصبية في ترويج هذه السموم؛ فكانت البداية على الطريق الدائري وبالاخص عند منزل صفط اللبن أو كما يسمى منزل الرشاح هو منزل رملي غير مرصوف وبمجرد نزولك ستجد صبية يوجهون لك الكلام، «عايز حاجة بكام» وبمجرد سيرك قليلاً ستجد بعد النباشين يجلسون وسط القمامة وفي انتظارهم الكثير من السيارات والشباب، فمنهم من يترجل ليدخل وسط القمامة والرائحة الكريهة لشراء المخدرات بل يطلقون عليهم «دولاب الزبالين أو النبشاين»، لكن بمجرد تركهم قليلاً مسافة حولي 150 متر تقريباً ستجد ملعب كرة محاط بالشبابيك العالية اسفله بعض التجار الذين يقفون بشكل مريب لبيع تلك السموم، وأصبح يطلقون عليهم «دولاب الشبكة»، على بعد خطوط بسيطة ستجد «دولاب الإنايه»، بغض النظر عن كم الدولايب وتجار المخدرات بتلك المنطقة، لكن الأغرب في تلك المشاهد تواجد بعض البنات الذين يقمن بشراء المخدرات بشكل عام وليس الاستروكس فقط

لنستكمل طريقنا إلى منطقة الهرم وفيصل، حيث مناطق هي اشبه بعزب بشارع الصفا والمروة بمنقطة الطوابق فيصل، وعلى بعد خطوات داخل شارع الشهيد بمنطقة الطوابق ايضًا، وبمجرد السير مسافة 300 متر ستجد نفسك بالقرب من شارع العريش وبعض الشوارع المتفرعة منه، حيث مجموعة من الشباب ليسوا من المنطقة لكنهم اعتادوا على البيع هناك وبعضهم يأتي لشراء هذا المخدر اللعين، اللافت للنظر أن مروجي هذه السموم بعد أن يتحصلوا على الثمن، يتركون المخدرات بأرض فضاء أو داخل رصيف أو تحت حجر حتى لا يلفتون الأنظار اليهم، وما على المدمن إلا أن يتحرك بحرص لجلب هذه السموم، حاول أهالي المنطقة التصدي لهم مرات كثيرة

كثيرًا عن شارع المستشفى الذي يقف فيه مروجو هذه السموم، حيث يتواجد بعض المراهقين الذين لم يبلغوا الـ 18 عاما من عمرهم اتوا لشراء هذه السموم، استكملنا الطريق لنصل إلى مدينتي السادس من اكتوبر والشيخ زايد، حيث يباع الاستروكس وبالاخص يومي الخميس والجمعة بجوار بعض المولات الشهيرة بمدينة الشيخ زايد لتواجد عدد كبير من الشباب بها، وبالقرب من دار الايتام والحى الخامس ودار أم القرى ودار الحى الثامن بجوار قسم أول أكتوبر.

وفى منطقة الوارق وامبابة بالجيزة، كانت المفاجأة حيث يباع الاستروكس سرًا بكلمات يفهمها المتعاطي جيدا؛ ففى منطقة المنشية بالوراق يبيع الشباب الذين لا يتعدى أعمارهم الـ 21 عاما من العمر في هذه السموم، يقفون على نواصي الشوارع بطريق مريبة، والأسعار تبدأ من 10 جنيهات حتى 50 جنيها، الغريب هو وقوف بعض الديلرات بشارع القومية بالوراق، ينتظرون السائقين ويتم البيع لهم اثناء سيرهم بالسيارات.

 لم يتوقف الامر على الجيزة فقط بل توجهنا إلى بعض المناطق بالقاهرة كمنطقة المعادي التي ينتشر بها العديد من تجار المخدرات وبالأخص بالقرب من شارع 9 وشارع اللاسلكي، استكملنا طريقنا لنصل إلى منطقة مدينة نصر بالقرب من نهاية شارع مصطفى النحاس وخصوصًا منطقة «التبة او الكيلو 4.5»، فهناك سائقو التوك توك يبيعون الاستروكس ولم يختلف الأمر كثيرًا في منطقة «اطلس 2» و»اسبيكو» بمدينة السلام، كل هذه المناطق رغم مداهمات الأمن المستمرة ليلا ونهارا ما زال صانعو وتجار السموم يحاولون التخفي لبيع تجارتهم المميتة ولكن كلما اخترعوا طرقا جديدة للتخفي لبيع سمومهم للشباب يكشفها الأمن ويلقي القبض على مروجيها.